كتّاب لم يعرفهم العرب قبل الفوز بـ”نوبل”


مهند الصباغ


منذ أيام، وبعد إعلان سارة دانيوس، رئيسة الأكاديمية السويدية، فوز الكاتبة والصحفية البيلاروسية سفيتلانا أليكيسيفيش بجائزة نوبل للآداب لعام 2015، فوجئ العرب باسم الكاتبة، وهي ليست المرة الأولى التي يكتشف فيها العرب كاتباً جديداً من خلال الجائزة الأدبية الأبرز في العالم.

في السنوات الأخيرة، كشفت لنا جائزة نوبل للآداب عن أزمة كبيرة في الترجمة العربية، بالاعتماد على الترجمة للكتّاب الأشهر بالعالم، أو بالأحرى الكتّاب الذين تحقق أعمالهم مبيعات عالية بين القارئ العربي.
في هذا التقرير نستعرض أبرز كتّاب نوبل في السنوات الأخيرة، الذين فاجئوا العرب، رغم شهرة أغلبهم ليس في بلدانهم فقط، بل على مستوى العالم. الألمانية هيرتا مولر 2009 لم يُترجَم لمولر عمل واحد بالعربية قبل الفوز بالجائزة، رغم الأعمال الأدبية الكثيرة المترجمة من الألمانية إلى العربية، وتُرجم لها بعد الفوز بالجائزة “الملك ينحني ليقتل”، و”أرجوحة النفس”. السويدي توماس ترانسترومر 2011 ترجمت أعماله إلى اللغة العربية مرتين، في سنة 2003 ترجم الشاعر العراقي المقيم في السويد علي ناصر كنانة مختارات من شعره بعنوان “ليلاً على سفر”، نشرتها “المؤسسة العربية للدراسات والنشر”، ثم في سنة 2005 ترجم قاسم حمادي أعماله الكاملة آنذاك، وراجعها أدونيس، وصدرت عن “دار بدايات”.
الصيني مو يان 2012 لم يُصدر له عمل واحد بالعربية قبل فوزه بالجائزة، فقط جريدة أخبار الأدب نشرت له نصوص مترجمة، لكنه ظل مجهولاً عربياً إلى أن حصل على الجائزة، وفي عام فوزه بالجائزة، نشر له المركز القومي للترجمة رواية “الذرة الرفيعة الحمراء”، كما نشرت سلسلة “آفاق” التابعة لهيئة قصور الثقافة رواية “الثور”. الكندية آليس مونرو 2013 صدرت لها مجموعة واحدة بالعربية عن قصور الثقافة “العاشق المسافر”، عام 2010، وربما يكون سبب هذه الترجمة اليتيمة هو حصول الكاتبة قبلها بعام 2009 على جائزة البوكر العالمية، ورغم ذلك فوجئ القارئ العربي باسمها رغم شهرتها الواسعة عالمياً.
وأعادت الهيئة طباعة “العاشق المسافر” بعد إعلان فوزها بالجائزة، إلا أن في ذلك التوقيت أصدرت دار “كلمات” خمس مجموعات قصصية للكاتبة في عام واحد، بالإضافة إلى مجموعة قصصية عن “الكتب خان”، وحققت أغلب الإصدارات مبيعات جيدة، رغم التعجل في إنجاز الترجمة، ما نتج عنه أخطاء ملحوظة.
وفور إعلان اسم الكاتبة كفائزة بنوبل للآداب، اعتبر الكثير من كتّاب القصة القصيرة، أن اختيار الكاتبة الكندية جاء انتصاراً للقصة، التي تتعرض لظلم على مستوى الجوائز أو المبيعات.
الفرنسي باتريك موديانو 2014 ربما يكون الوضع مختلفاً بعض الشيء في حالة موديانو، فهو لم يكن اسمه مميزاً سوى في فرنسا، ولم يترجم له الكثير من الأعمال بالإنجليزية أو اللغات الحية الأخرى قبل نيله جائزة نوبل للآداب. صدر للفرنسي أربع ترجمات بالعربية، اثنان منها في القاهرة، هما رواية “مجهولات” في عام 2006، عن دار ميريت، والتي صدرت لها طبعة أخرى بعد إعلان الفوز، و”شوارع الحواديت المعتمة” عن دار الهلال، بالإضافة إلى رواية “الأفق”، الصادرة عن دار ضفاف، ورواية “مقهى الشباب الضائع” عن الدار العربية للعلوم.
البيلاروسية سفيتلانا أليكسييفيتش 2015 عندما ظهر اسمها ضمن قائمة المرشحين لنيل الجائزة في مواقع أجنبية، مثل “الجارديان”، و”واشنطن بوست”، لم تلفت الانتباه كثيراً، في ظل وجود كاتب بحجم فيليب روث، وآخر بشهرة هاروكي ماروكامي، بالإضافة إلى أنها ضمن الكتّاب أصحاب الرأي السياسي الواضح. ورغم الأعمال الكثيرة التي ترجمت للكاتبة البيلاروسية إلى الإنجليزية، ومنها “أصوات من تشيرنوبل”، و”أولاد في الزنك”، و”وجه غير أنثوي للحرب”، إلا أن المكتبة العربية خالية تماماً من ترجمات لكاتبة نوبل 2015، وكل ما أطلّع عليه القارئ العربي إلى الآن “ريفيو” لأعمالها، ثم نصوص قصيرة ترجمتها الصحافة الثقافية، احتفاءً بها.الناشرة كرم يوسف، صاحبة “الكتب خان”، الدار التي صدرت عنها مجموعة قصصية لآليس مونرو مترجمة بالعربية بعد فوزها بجائزة نوبل، قالت: أليس مونرو توجد كتبها في الكتب خان بالإنجليزية طوال الوقت ولم يشتريهاأحد أبداً، حتى فازت بالجائزة، ووقتها تم بيع الكتب بالكامل خلال أسبوع على أكثر تقدير، كما أن المجموعة القصصية المترجمة حققت نجاحاً جيداً بسبب أن الكاتبة حازت على نوبل”. وعن خريطة الترجمة عربياً والتواصل مع الثقافات الغربية علّقت كرم: “التواصل مع الثقافات الأخرى يقع على عاتق المثقفين والمهتمين بالأدب، لكن للأسف هذا لا يحدث فى الواقع”، وأضافت: “يمكن أن نقرأ الأعمال الهامة التي ترجمتها وزارة الثقافة المصرية أوالهيئة العامة المصرية للكتاب خلال الخمس سنوات الماضية، لنعرف كم كتاب تمت ترجمته وكانت الترجمة جيدة. نحن نفتقر لآليات أومنظومة يتم من خلالها وضع خطة دقيقة وتنفيذها لترجمة أعمال أجنبية جادة وكذلك الروايات وكتب نظريات الأدب الحديثة أوالفلسفة وغيرها من الموضوعات.
—–
الاتحاد

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *