خاص ( ثقافات )
أصدر مشروع «كلمة» للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة الترجمة العربية لكتاب «111 فضيلة 111 نقيصة» للمؤلف الألماني مارتين زيل ونقله إلى العربية د. نبيل الحفار من سوريا.
منذ سقراط وأفلاطون وأرسطو حاولت الفلسفة معالجة أخلاق الإنسان، ولاسيما موضوع الفضائل ونقائضها، بالعرض والتحليل وصولاً إلى استنتاجات، صارت مبادئ يُبنى عليها في أي محاولة جديدة لتناول الموضوع.
وبما أن الإنسان كائن اجتماعي خاضع لعوامل التطور ومؤثر فيها في آن واحد، فإن منظوره إلى الفضائل والنقائص يتطور أيضاً في سياق الزمن مع تطور مختلف العلوم، واستناداً إلى الخلفية التاريخية الطويلة في التصدي لهذا الموضوع، تهدف فصول هذا الكتاب القصيرة للوصول إلى فهم معاصر للعلاقات بيت الفضائل والنقائص، أي إلى فهم قدرتها في عصرنا هذا على إرشادنا أو إغوائنا. إنها صفات بشرية مرتبطة بشخصيات أناس يُظهرونها، خيراً أو شراً في أفعالهم ومواقفهم، وهي تتداخل بعضها ببعض هناك أيضاً حيث تكون عاملاً حاسماً في تقييم ما نفعل وما نحجم عن فعله.
إن الفضائل والنقائص أقرب إلى بعضها بعضاً مما يعتقد الإنسان. إنها أشبه بأزواج في حلبة رقص، يدورون وأحدهما حول الآخر، ويتباعدون ليعودوا فيتقاربوا ثانية. وفي حركاتهم يصعب التمييز فيما بينهم، ما قد يؤدي إلى قلقلة أسلوب العيش الخاص للإنسان، وكما في عرض مسرحي يقدم الكاتب الفضائل والنقائص كشخصيات تكشف بأسلوب فني رشيق طبيعة العلاقات الداخلية فيما بينها لتوضحها في تشعباتها وتفرعاتها، وهدفه من ذلك هو أن يتمكن الإنسان من أن يعيش حياته الفانية بإحساس يقظ، ليقدم أفضل ما عنده لنفسه وللآخرين.
ولد مارتين زيل عام 1954 في مدينة لودفيجسهافن على نهر الماين في ألمانيا. درس الأدب الألماني والفلسفة والتاريخ في مدينتي ماربورغ وكونستانس/ ألمانيا. حصل على الدكتوراه في عام 1984 من جامعة كونستانس وعلى درجة الأستاذية في عام 1990. درَّس الفلسفة في جامعة هامبورج ثم في جامعة جيسن وكلاهما في ألمانيا. وانتقل عام 2004 إلى جامعة جوته في فرانكفورت على الماين، حيث صار في عام 2008 عضواً مؤسساً في مشروع «تكوين نظم معيارية» المشكّل من أساتذة الفلسفة في الجامعة.نبيل الحفار، مواليد دمشق 1945. حاصل على إجازة في الأدب الألماني 1969 لايبزيج وماجستير في الأدب الألماني 1971 لايبزيغ ثم دكتوراه في العلوم المسرحية 1989 برلين.