ترجمة : منة الله الابيض
“أنا مُحاطة بالشباب، ليلًا ونهارًا، بالآلاف منهم. ولأن الحكومة تخشى الشباب، فإنها لن تقترب مني، لأنهم يعرفون أن قوة الشباب تقف خلفي”.
بتلك الجملة عبّرت الكاتبة نوال السعداوي، في حديثها لصحيفة “الجارديان” ، عن مكمن القوة في حياتها، التي لا تخلو من الجدل، والإثارة، مُنذ أن خطت طريق النضال السياسي، والنسوي أيضًا.
تشعر “السعداوي”، التي ترشحت لجائزة نوبل الأخيرة ولم تفز بها، للمرة الأولى في حياتها، منذ سنوات عديدة بعد خروجها من السجن، بأن ثورة 25 يناير 2011، التي كانت من متظاهريها، قد حققت لها الكثير، ولأمثالها من الكتاب.
في السجن، جمعت زنزانة واحدة “السعداوي” مع 12 امرأة أخرى، متعددات الإيدولوجيات، منهن الماركسية، والإسلامية، كن يبكين طوال الليل والنهار لأنهن يعتقدن أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان على وشك قتلهن.
أما هى، فكانت على النقيض من ذلك، ففي كل صباح، تمارس الرياضة، وترقص ، وتغني، لم تعبأ بمصيرها، إيمانًا بنفسها، مارست أيضًا الكتابة بقلم كحل على أوراق التواليت، وكتبت مذاكرتها بعنوان “مذكراتي في سجن النساء”.
كان لديها شعور بأن كل شيء سيكون على ما يرام، وثبت ذلك في 6 أكتوبر، عندما اغتيل السادات. وحين سمعت المسجونات بذلك الخبر، ركعت وصلت الماركسيات، وأخذت النساء المسلمات المتعصبات اللاتي يعتبرن الرقص من المحرمات، يرقصن فرحًا.
من السجن إلى الرقابة، بعد خروجها من السجن، لم تعش “السعداوي” حياة آمنة كما ينبغي، فقد اتخذت الحكومة نهجًا آخر، فكانت معزولة، وأعمالها مراقبة، لا تخلو حياتها من التهديدات بالقتل، تسمع اسمها في خطب الصلاة، يُهدر دمها، فكان ذلك سببًا في هجرتها إلى أوروبا، لكنها هجرة بعودة، ففي 1996 عادت، ولم تكف عن الوقوف ضد النظام كعادتها، وعارضت الحكومة والرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، لكن الحكومة في رأيها كانت خائفة منها نظرًا لشعبيتها، بحد تصريحها للصحيفة.
“السعداوي” في حوارها لـ”الجارديان”، تحدثت عن السياسة والدين والسجن، والطفولة وأزواجها الثلاثة، ولم يمر حادث تدافع الحجاج بمنى أثناء الحج هذا العام مرور الكِرام، فقد لوحت “السعداوى” إليه، بأن الجميع يتحدث عن إمكانية بحث الحلول لإدارة الحج بشكل أكثر نظامي، بالسفر في مجموعات صغيرة مثلا، لكن “السعداوي” تساءلت: “لماذا هم بحاجة إلى رجم الشيطان وتقبيل الحجر الأسود”؟، على حد قولها – المثير للجدل كعادتها – للصحيفة.
وأرجعت “السعداوي” انضمام الشباب، بخاصة الفتيات، إلى التنظيم الإرهابي “داعش”، إلى البؤس، والفقر، والبطالة. وتعتقد “السعداوي” أن الأصولية الدينية تتفاقم في جميع الأديان، وترى أن ثمة أزمة في مفهومنا حول الحرية.
وتقول “السعداوي” إنه بالرغم مما قام به الإخوان المسلمون، فإنها ليست سعيدة بأن محمد مرسي في السجن، لكنها سعيدة لأن الشعب المصري، بمساعدة من الجيش، خرج على الإخوان وأطاح بهم.
وتوضح “السعداوي”، أنها وهي طفلة كانت تحلم بأن تكون راقصة. أحبت الموسيقى، وكانت فتاة جميلة، لكن فقر والدها الذي لم يكن يتحمل شراء البيانو، حوّل انتباهها إلى القراءة والكتابة.
—-
بوابة الأهرام