تقاسم جائزة «نوبل» في الكيمياء، السويدي تومـــاس ليندال والأميركي بول مودريش والتـــركي عـــزيز ســـانكـــار، تقديراً لبحوثهم عن آليات كيماويّة تحـــفظ الجينوم (حمض الوراثة) من الأضرار، ما ساعد في وضع مقاربات متقدّمة لعلاج أمراض سرطانيّة متنوّعة. وإذ يعمل الجينوم كآلة لا تتوقف على مدار الساعة وطيلة حياة الإنسان.
وإضافة إلى تنظيم تراكيب الجسم وأنسجته وخلاياه، يسيطر حمض الوراثة على تكاثر الخلايا ونموّها في الجسم، كما ينظّم أعمال الجسم وتركيباته.
ومنذ اكتشاف تركيب الـ «دي أن أي» منتصف القرن الماضي، ظهر سؤال عن الطُرُق التي يحتفظ فيها حمض الوراثة («دي آن إيه» DNA) بتماسكه، على رغم أنه ينقسم ويعيد إنتاج نفسه لمرات لا تحصى.
ويزيد في تعقيد السؤال أن هناك عوامل كثيرة تضرب الحمض الوراثي، كالأشعة فوق الحمراء والجذور الحرّة التي ينتجها الجسم باستمرار، بل بمــجرد التـــنـــفس والأكــــل والبـــقاء على قيد الحياة!
وتوصّـــلت بحوث العلماء الـــثلاثة، إلى رصد التراكيب الكيمــاويـــة التي تتـــفاعل مع الحمض الوراثي، فتبقيه «صامداً» في وجه المتغيّرات اليوميّة المضرة، بمعنى أنها تعيد إصلاح الأضرار التي تلحق بحمض الوراثة باستمرار وترميمها.
واستطراداً، عمل هؤلاء العلماء على بحوث لتسخير تلك التركيبات «الإصلاحيّة»، في إعادة التوازن إلى التركيب الوراثي للإنسان، عندما تضربه عناصر تتسبّب بأمراض سرطانيّة. وبذلك، فتحت بحوث ليندال ومودريش وسانكار باباً لاستخدام الجينات في علاج السرطان.
ويحمل سانكار (69 سنة) جنسية أميركية وتركية. وولد في عائلة فقيرة من بلدة سافور. وفي بداياته، مال إلى كرة القدم، بل كان لاعباً في المنتخب التركي للناشئين، قبل أن يقرر التركيز على العلم.
واستطاع السفر إلى الولايات المتحدة ونال الدكتوراه من «جامعة تكساس». ويعمل أستاذاً في جامعة «نورث كارولينا» الأميركية.
وما زال السويدي ليندال نشطاً على رغم سنيه الـ77. ونال الدكتوراه من «معهد كارولينسكا» في «استوكهولم» (1967) وهي المؤسسة العلمية عينها التي تمنح جوائز «نوبل». وحاضراً، يشغل ليندال منصب أستاذ كرسي في «أكاديمية فرانسيس كريك»، إضافة إلى منصب مماثل في «مختبر كلير هال لبحوث السرطان»، وكلاهما في بريطانيا.
وبتواضع علّق ليندال على فوزه بجائزة «نوبل» قائلاً: «إنها مفاجأة. لسنوات كثيرة، علمت أنني مرشح لتلك الجائزة، إلى جانب مئات العلماء الآخرين».
وولد الأميركي بول مودريش عام 1946 وحصل على دكتوراه من «جامعة ستانفورد» في كاليفورنيا، ويعمل باحثاً في «معهد هاورد هيوز الطبي» («ميريلاند»)، إضافة إلى كونه أستاذاً للكيمياء البيولوجية في «جامعة ديوك» الأميركية.
________
*الحياة