محمود الدسوقي
قال الدكتور رفاعي عبد الحافظ أستاذ الأدب المقارن بكلية الآداب بأسوان:إن جامعة جنوب الوادي بقنا ناقشت رسالة دكتوراه في الأدب المقارن عن رحلات السندباد بعنوان “العجائبي بين التدوين والتأليف – رحلات ابن بطوطة وماركو بولو ورحلات السندباد وجليفر نموذجا”.
كشفت الرسالة التي أعدها الباحث جعفر حمدان مرعي أن هناك مجموعة مختلفة من حكايات السندباد ظهرت قبل تدوين الكتاب المعروف “ألف ليلة وليلة”، حيث كانت الحكايات يتم تداولها في ميناء البصرة بالعراق وميناء ثيرات بسلطنة عمان والخليج العربي، إذ كانت تنتشر بين الناس وبين العمال والبحارة، وتم تجميعها في كتاب “عجائب الهند بره وبحره” للمؤلف بزرق بن شهريار دون إعطائه اسم سندباد.
وأوضحت الرسالة أن اسم سندباد لم يظهر منفصلا إلا حين تم دمجه في كتاب “ألف ليلة وليلة” في العصر العباسي أو من من خلال كتاب سفرات السندباد، وهو من الأدب الشعبي العربي، حيث لاقى شيوعا في العصر المملوكي، أي أن الاسم ظهر بعد الحكايات بمئات السنين.
ويؤكد الدكتور رفاعي الذي قام بمناقشة الرسالة أن الشخصية العربية احتاجت لصورة البطل فوجدته في شخصية السندباد، لافتا إلى أن ضعف الخلافة العربية في العهد العباسي كان يحتاج لشخصية السندباد وذيوع شهرته في أقطار العالم كله من خلال الحكايات لتعظيم الشخصية العربية في وقت كانت تشهد الخلافة الضعف ليكون هو النموج في الأقصوصة العربية في كافة العصور.
وأضاف جعفر حمدان معد الرسالة أن هناك عدة شخصيات ظهرت في العالم العربي مثل شخصية السندباد، منها كتاب لقي شيوعا كبيرا في الأندلس، حيث تحكي القصة وقوع البطل في مؤامرة من زوجة والده الملك وقيام الوزراء السبعة في مملكة والده بالدفاع عنه في قصص حتى اقتناع الملك وقيامه بالعفو عن ابنه الأمير مما يدل على أن كافة الأمم والثقافات رأت في شخصية السندباد أنه يمثلها.
وأظهرت الرسالة وجود الأدب العجائبي والغرائبي لدى الثقافة العربية قبل شيوع نظرية الغرائبية في الأدب العالمي بمئات السنين، كما أظهرت مدى التشابه الكبير بين رحلات الإيطالي ماركو باولو والعربي ابن بطوطة وما جاء في مشاهداتهم للعالم، حيث كشفت الرسالة أن بعض رحلات ماركو بولو وابن بطوطة كان بها بعض قصص من حكايات السندباد ومنها طائر الرخ الأسطوري الذي تم ذكره كثيرا في قصص السندباد البحري، بحد ما ذكرته الأطروحة.
بوابة الأهرام