شيطنات بونابرت وشياطين ماركيز




خاص ( ثقافات )

عن “قطاع الثقافة” بدار أخبار اليوم صدر كتابان جديدان هما رواية “عن الحب وشياطين أخرى” لجابرييل جارسيا ماركيز، ترجمة صالح علماني، في القطع العادي و”بونابرت بين الإسلام والدولة اليهودية” للمستعرب الفرنسي هنري لورنس، ترجمة بشير السباعي، ضمن سلسلة الروائع (قطع الجيب).

“عن الحب وشياطين أخرى” هي الرواية قبل الأخيرة في مسيرة أشهر حاملي نوبل الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، كتبها عام 1994. يزعم ماركيز في تقديمه للرواية بأنه ذهب بحثًا عن خبر صحفي حول أعمال نقل مقابر دير قديم، وإذا بضربة معول لأحد العمال تكشف عن جديلة شعر طولها 22 مترًا وعشرة سنتيمترات تنتهي بجمجمة لفتاة صغيرة. ويُفضي إليه رئيس العمال دون دهشة بما يعتبره حقيقة علمية: “الشعر ينمو بمعدل سنتيمتر واحد كل شهر حتى بعد الموت” ويُقدِّر ماركيز الزمن الذي نمت فيه الجديلة بمئتي عام، ويربط الواقعة بأسطورة حكتها له جدته عن مركيزة ماتت في الثانية عشرة بعضة كلب، وكان شعرها الأصهب يجرجر وراءها مثل فستان العروس، وكانت تحظى بتقدير كل شعوب الكاريبي لمعجزاتها الكبرى. بعد هذا التقديم يبدأ ماركيز في إعادة بناء حياة الطفلة التي بدأت في التصرف بشكل فاحش، ووصلت ممارساتها الغريبة مع العبيد والخدم إلى مسامع الكنيسة فتم انتزاعها من أهلها، وسجنها في الدير لانتزاع الشياطين من جسدها، لكن المطران الشاب الذي يتولاها يقع في غرامها فيقرر الأسقف إبعاده إلى تجمع للمصابين بالجذام على ألا يعود إلا بعد شفائه من الحب، كما يقرر إخضاع الفتاة لجلسات تعزيم من أجل تخليصها من شياطينها، وبعد خمس جلسات من التعزيم والحقن الشرجية، تدخل الحارسة لتعدها للجلسة السادسة فتجدها “ميتة حبًا بعينين مشرقتين وبشرة طفلة حديثة الولادة”!
كثير من المتحمسين للرواية يعتبرونها أجمل أعمال ماركيز. وبعيدًا عن المقارنات مع روائعه الأخرى مثل “مائة عام من العزلة” فإن “عن الحب وشياطين أخرى” تحتوي على كل ملامح ماركيز الإبداعية والفكرية. فيها رشاقة المفارقة، قوة السخرية، والانتصار للحياة والحب.
أما كتاب الجيب “بونابرت بين الإسلام والدولة اليهودية” فهو الثالث في السلسلة الجديدة بعد مذكرات بيرم التونسي ورواية ماركيز القصيرة “ليس لدى الكولونيل من يكاتبه”. 
في الكتاب الجديد يتناول المستعرب الفرنسي الكبير هنري لورنس قضيتين شائكتين بارزتين في سيرة حياة نابليون بونابرت الصاخبة بانتصاراتها وانكساراتها، كما أنهما القضيتان الأكثر التصاقًا وتأثيرًا في عالمنا العربي والإسلامي،.
القضية الأولى تتعلق بعلاقة بونابرت بالإسلام وطريقته المنافقة في مخاطبة المسلمين من أجل تأسيس امبراطوريته الشرقية التي لم تكن حلمه النهائي، بل ليعتبرها الطريق الأبعد للإلتفاف على أوروبا والسيطرة عليها، وأما القضية الثانية فهي علاقته المزعومة بفكرة إقامة وطن لليهود في فلسطين التي استخدمها زعماء الحركة الصهيونية في تحقيق فكرتهم. 
يتناول المؤرخ المستعرب هنري لورنس القضيتين من خلال وثائق الحملة ومذكرات نابليون، ولم يكتف المترجم والكاتب العذب بشير السباعي بتقديم ترجمته لدراستي لورنس، بل كتب وجهة نظره في فصول قصيرة صغيرة أغنت النص الفرنسي، خصوصًا فيما يتعلق بوقوع بعض الكتاب العرب وبينهم محمد حسنين هيكل في تصديق البيان المزعوم الذي خاطب به نابليون اليهود، يحثهم على بناء دولتهم في فلسطين!

شاهد أيضاً

العهدُ الآتي كتاب جديد لمحمد سناجلة يستشرف مستقبل الحياة والموت في ظل الثورة الصناعية الرابعة

(ثقافات) مستقبل الموت والطب والمرض والوظائف والغذاء والإنترنت والرواية والأدب عام 2070 العهدُ الآتي كتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *