سفر داخل غابة الكتابة ببهجة قصوى




*خلود الفلاح



مترجمو كتاب “لماذا نكتب؟: عشرون من الكتاب يجيبون على أسئلة الكتابة”، تنازلوا عن أتعابهم المالية لتمويل مشاريع تعليم الأطفال المحرومين في العالم. متمنين أن يساهم هذا الكتاب بشكل ملموس في ترميم الإنسان والحد من القبح، وإضافة الجمال إلى هذا العالم.
وهنا تقول الكاتبة بثينة العيسى “نأمل أن يساعد هذا الكتاب عزيزنا الكاتب العربي في الارتحال داخل غابة الكتابة ببهجة أكثر، ألم أقل، عثرت على كتاب «لماذا نكتب» في سبتمبر 2013، وكنت بصدد انتخاب بعض الاقتباسات المتعلقة بنصائح الكتابة لترجمتها، لولا أن الاقتباس لم يكن كافيا”.
تجارب غنية
تضيف بثينة العيسى قولها “شعرت بأنني أمام مادة غنية بالتجارب وينبغي التعامل معها باحترام يليق بعمق التجربة، يبدو أن العالم مليء بعشاق الأدب المخلصين، الذين ينخرطون في مشاريع لا تدر عليهم إلا مزيدا من المحبة صوب هذا الفن الرائع، فن الكتابة. وكانت الدهشة الحقيقية هي ولادة هذا الكتاب خلال أشهر معدودة، بجهود جماعية ومجانية وتطوعية ومتحمسة، إلى درجة إنجاز كتاب أول للتكوين، متناولا أكثر أسئلة الكتابة أهمية على الإطلاق، سؤال لماذا نكتب؟”
الكتاب يعد أول إصدار لمشروع “تكوين” للكتابة الإبداعية الذي يؤمن مؤسسوه في تعريفهم للمشروع بـ”أن عملية الفن هي امتداد لقصة الخلق الأولى؛ الخلق الإلهي. ونؤمن بأن النزعة التعبيرية الخلاقة، متمثلة في الكتابة الإبداعية خصوصا، وأشكال الفن الأخرى عموما، هي أجمل ملكاتنا الإنسانية وأجدرها بالاحتفاء.
هذا المشروع، بكل بساطته وإمكانياته، هو محاولة للاحتفاء بالإنسان الجميل، الإنسان الخلاق، الإنسان الكاتب. أصبح واضحا لديك الآن، أن الغرض من تدشين كتاب تكوين هو في النهاية إلهامك أنت. نعم، أنت. لأن ما تكتبه، وما ستكتبه، يمكن أن يجعل العالم مكانا أجمل. وهو هدفنا من الأمر برمّته. نحن نعوّل عليك، أيها الكاتب”.
يقول محرر الكتاب ميريدث ماران “الكتاّب المشمولون هنا «العشرون» ألفوا كتبا تباع بأرقام تجعل الناشرين يرسلون لهم ورودا وطبعات أولى لكتبهم بغلاف جلدي، والأهم عقود كتب جديدة إنهم مؤلفون تمتدح كتبهم بشكل منتظم، وتدان أحيانا، ولكن نادرا ما يتم تجاهلها من قبل النقاد المهمين والمطبوعات. الكتاب العشرون حصلوا بالضبط على ما يريده أي كاتب. حرية إبداعية كاملة ولا شيء يقلقون بشأنه.
ويضيف مبريدث ماران قوله “يعترف الكتاب العشرون هنا بأنهم لم يسألوا سؤال لماذا نكتب؟ من قبل. لذلك هم متحمسون للإجابة، فتقول إيزابيل الليندي “أحتاج أن أروي قصة، إنه هاجس، كل قصة هي بذرة في داخلي”.
جزء من الجوهر
تجيب آن باتشيت عن سؤال لماذا نكتب؟ قائلة “أكتب لأنني، أقسم بالله، لا أعرف كيف أقوم بأي شيء آخر”. ويؤكد جين سمايلي “للبحث في الأمور التي تثير فضوله”.
أما غيش جين فتعترف “الكتابة هي جزء جوهري من وجودي في هذا العالم، فالأكل والنوم والكتابة أمور تسير جنبا إلى جنب، إنني لا أفكر لماذا أكتب أكثر مما أفكر لماذا أتنفس، غياب الكتابة أمر سيّئ تماما كما هو عدم التنفس”.
في نهاية كل شهادة إبداعية عن الكتابة وتأثيرها في الحياة يقدم الكتاب العشرون نصيحة للكتاب الجدد فهذا ديفيد بالداتشي والذي اختير عام 2011، ضمن مشاهير كتاب الجريمة العالميين يقول “مهما كان النوع الأدبي الذي تكتبه، تآلف مع كل ما يستجد فيه. الشيء الذي أثار القارئ قبل عشر سنوات ليس بالضرورة ما يثيره اليوم.
انظر إلى المنافسين”. أما الروائية جينيفر إيغان فتقول “يمكنك أن تكتب بانتظام، إذا رغبت في أن تكتب برداءة. لا يمكن أن تكتب جيدا وبانتظام في نفس الوقت. على المرء أن يتقبل الكتابة الركيكة كوسيلة تتيح له الكتابة الجيدة”.
وتأتي نصيحة الكاتب جيمس فري ردا على رفض العديد من دور النشر في بداياته نشر روايته “مليون قطعة صغيرة” قبل موافقة إحدى دور النشر على نشرها ومنذ ذلك الحين باع الكاتب أكثر من سبعة ملايين نسخة حول العالم ونصيحته هي “شكرا للكتب الالكترونية، ليس للناشر أهمية بعد وجودها. تستطيع أن تنشر كتبك بنفسك إن أردت”.
وتتمحور نصيحة الروائية ماري كار حول “أغلب الكتاب العظماء يعانون، وليس لديهم أية فكرة إلى أي مدى هم رائعون. غالبا الكتاب السيئون واثقون جدا”.
الكتاب يمثل قراءة استكشافية في حياة كتاب مشاهير أحببنا كتبهم وعشنا تفاصيل أحداثها، سعدنا كقراء بالبحث دون كلل عن أعمالهم وسيرهم الحياتية، كتاب كانت الكتابة ملاذا لهم ضد قبح العالم.
______
*العرب

شاهد أيضاً

العهدُ الآتي كتاب جديد لمحمد سناجلة يستشرف مستقبل الحياة والموت في ظل الثورة الصناعية الرابعة

(ثقافات) مستقبل الموت والطب والمرض والوظائف والغذاء والإنترنت والرواية والأدب عام 2070 العهدُ الآتي كتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *