خاص (ثقافات)
صدر مؤخرًا عن دار آفاق للنشر والتوزيع بالقاهرة كتاب “أهم أسباب الليل” للكاتب الكبير عبده جبير، وهو الكتاب السابع من سلسلة الأعمال الكاملة التي تصدرها دار آفاق للمؤلف،
بضم الكتاب عدة مقالات وشهادات مختلفة كتبت في أوقات متفرقة عن شخصيات عامة وكتّاب وفنانين تأثر بهم عبده جبير، أو برحيلهم، وأثروا فيه، فيكتب عن صديقه الفنان التشكيلي ثروت فخري الذي مات منتحرًا يائسًا من الحياة مقالاً عذبا يرثيه فيه بعنوان “موت الحجرة”.
كما يكتب كذلك عن الشعراء الذين رحلوا عن عالمنا تاركين تراثًا شعريًا خالدًا فيكتب عن نجيب سرور ، وعن أمل دنقل “رحيل الشاعر إلى الصباح”، ويكتب عن عبدالرحمن الأبنودي “موال جنوبي طويل”. ويكتب “صرخة قصيرة” بطولة يحيى الطاهر عبدالله”، وكذلك عن محمود درويش، وإبراهيم عبدالعاطي، وصلاح جاهين، وغالي شكري، والمناضل المثقف محمد السيد سعيد، وغيرهم.
ولعل أكثر ما يميز الكتاب أنه لم يقتصر على كتابة “بورتريهات” عن الشخصيات التي يتناولها، وإنما نوّع في كتابته بين طريقة الشهادات الحيّة، أو كتابة “سيناريو” مقسّم إلى مشاهد ولقطات يحوي طرفًا من حية الشخصية وآثاره مثلما كتب عن سعاد حسني “فيلم مصري طويل”، أو كتابة مقالٍ يذكر فيه مواقف وأحداثا ذات صلة بمن يتحدث عنه.
ويذكر طرفًا من آرائه النقدية الهامة في بعض كبار الكتّاب مثل فرجينيا وولف، ومرجريت دورا، وماركيز، وغيرهم. كل ذلك بالإضافة إلى شهادات خاصة عن تجربته في الكتابة والرواية، منها شهادته التي ألقاها في مؤتمر الرواية العربية بالمغرب عام 1986 بعنوان “رسالة في النظر” ويكتب عن “محركات الكتابة” وعن العلاقة بين الرقابة والنص الإبداعي، وغيرها من المقالات الأدبية والثقافية الهامة.
يشار إلى أن عبده جبير روائي وكاتب من جيل السبعينيات، صدر له عدد من الروايات والمجموعات القصصية منها: “تحريك القلب”، “مواعيد الذهاب إلى آخر الزمان”، “سبيل الشخص”، و”رجل العواطف يمشي على الحافة”، كما أصدر عددًا من الشهادات الهامة حول نجيب محفوظ في كتابه “بفضل كل الخيال” و”النغم الشارد” عن المعركة بين الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم وغيرها من الكتب التي صدرت مؤخرًا في دار آفاق.