صدر حديثا.. “موتى بلا سقوف” للشاعر محمد الحوراني عن “الآن ناشرون وموزعون”



خاص ( ثقافات )

من جغرافيا حالمة بالتحرر والانعتاق إلى موروث خصب من الشعر العربي القديم، حيث يكون الإبحار في المعلقات ترميزا لإعادة صياغة الحياة البكر، في زمن أعرج مصاب باللكنة والعجمة في الذائقة.. كانت البداية… ومنها تلمّس الشاعر محمد الحوراني خيوط تجربته الأولى في قريته الوادعة في أقصى الشمال الأردني، لتستقيم بعد ذلك التجربة الإبداعية مشكلة أفقا ضبابيا تتجاذبه هموم أمة، وتحفر القصائد على ملامح لغة عشقها، وأضاء روحه في جمالياتها. 
وجاءت المجموعة الشعرية الجديدة للحوراني بعنوان ” موتى بلا سقوف” والصادرة في (174) صفحة عن “الآن ناشرون وموزعون”، مساحة لنزف لا يتوقف، صراخ في طريق بلا معالم… يبحث عن ملامح عربية ذبلت، ويخلط بين الذاتي والعام، لير في الذات جزءاً، والعام كلاً، يتحرك عبر ركام السنين، من الجزيرة (جزيرة العرب) إلى الجزيرة (جزيرة العرب في الأندلس) إلى جزر عربية يأكلها تسونامي من كل الجهات في العصر الحديث.. إنها محطات في عمر فرد وعمر أمة…
وعن اختياره للعنوان يقول الحوراني: “لما كان العنوان هو العتبة الأولى التي ندخل من خلالها إلى جو الكتاب، كان ينبغي أن يحمل مجموعة الرؤى الناقلة، فموتى بلا سقوف هو مسار حالم بتحقيق الأمن للموتى، وترك الأحياء يحترقون برؤية ما تبقى من جثث لا تجد سقفا يواري سوءاتها.. ومع أن العادة درجت على اختيار عنوان إحدى القصائد ليمثل عنوان الديوان إلا أن هذا العنوان جاء على غير العادة، حيث جاء ناظماً لكل القصائد، وعنوان الديوان جاء مدخلاً إلى عناوين النصوص التي تشكل مدخلاً إلى عمارة القصائد، فهو أول سيمياء في فهم علائق النصوص، وهو ذو علاقة بالغة التعقيد في الفعل اللغوي كمدخل نفسي لفهم اللغة..”
من أجواء المجموعة: 
“ما زلتُ متّكِئاً … ومِنسَأَتي
تذرو بقايا الرمل عن رئتي،
عن أعينٍ حُفرتْ بذاكرتي…
حين استدار النملُ يبحثُ عن هوىً
وأنا هنا
يشتدّ بي، ويشدُّني التعبُ
أرتدُّ نحو دمي
ظِلّي…
أنا…
وارْبدّتِ السّحُبُ”
وحول الدلالات الفكرية والفلسفية للمجموعة يقول الحوراني: “إن كنا نأكل ونشرب ونتنفس فهذا لا يعني أننا أحياء، فمن حقنا أن نجد بيتا يؤوينا، وسقفا يحمينا، ووطنا من الدرجة الأولى، وهذا كله ما لا يلمسه الإنسان العربي في وطنه، بل تحولت الأوطان إلى أكفان، وإن كان العدو مرئيا عبر أحقاب طويلة مضت، فهو الآن يتزيا بثوب مواطن ويبكي مثلنا على وطن”.
وقد ترافق صدور هذه المجموعة مع صدور كتابين أكاديميين للدكتور محمد الحوراني: هما : “الدهر في شعر ابن الرومي”، و”القمر في الشعر العربي” فالحياة العملية والدراسات الأكاديمية أحياناً تأخذ المؤلف إلى أماكن تتعاطى مع الإبداع من زوايا أخرى، ولكن الشعر كما لم يخرج من إطار الصدارة عند العرب على مر القرون بقي حيا نابضا وثابا، فهناك ديوان جديد ينتظر، وقد كان إصدار هذه المجموعة التي بين أيدينا تقدمة لترى هذه القصائد الجديدة النور.

شاهد أيضاً

فصل من سيرة عبد الجبار الرفاعي

(ثقافات)                       الكاتب إنسان مُتبرع للبشرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *