«الحديقة الجوراسية».. جزء خامس من السلسلة


نديم جرجورة

«الحديقة الجوراسية». عنوانٌ لا يُنسى لسلسلة سينمائية يتمّ اقتباس جزءيها الأولين من كتابين للأميركي مايكل كريشتون (مواليد شيكاغو ـ إلّينوا، 23 تشرين الأول 1942)، علماً أن عملية تطوير مشروع الجزء الأول هذا يتمّ كلّياً قبل صدور الرواية. السينمائيّ الهوليووديّ ستيفن سبيلبيرغ (مواليد سينسيناتّي ـ أوهايو، 18 كانون الأول 1946) يُنجز نسختين: أولى في العام 1993 بعنوان «الحديقة الجوراسية»، وثانية في العام 1997 بعنوان «الحديقة الجوراسية: عالم مفقود»؛ تاركاً مهمّة تحقيق جزء ثالث للأميركي جوزف إيغليستون جونستن، المعروف بجو جونستن (مواليد فورت ورث ـ تكساس، 13 أيار 1950). في العام 2015، تُطلق العروض التجارية الدولية لـ «عالم الديناصور»، المقتبس بحرية كبيرة عن الروايتين الأساسيتين (المُشار إليهما أعلاه): «الحديقة الجوراسية» (1990) و «عالم مفقود» (1995)، علماً أن الكتاب الثاني هذا ركيزة الجزء الثاني من السلسلة السينمائية.

«عالم الديناصور» يُعتبر حلقة رابعة من السلسلة. نجاحه التجاريّ الكبير دافعٌ لشركة الإنتاج الأساسية «يونيفرسال بيكتشرز» (إحدى أبرز وأهمّ شركات/ استديوهات الإنتاج السينمائي في هوليوود) إلى الإعلان عن بدء التحضيرات اللازمة لإنتاج جزء ثانٍ يحمل العنوان هذا نفسه، ويكون حلقة خامسة من السلسلة. النجاح التجاريّ متمثّل بإيرادات دولية تبلغ ملياراً و559 مليوناً و500 ألف دولار أميركي، في فترة عروضه الممتدة بين 12 تموز و3 آب 2015 (يُذكَر أن عروضه الدولية مستمرّة)، علماً أن ميزانيته الإنتاجية تساوي 150 مليون دولار أميركي فقط. تُحدّد الشركة موعداً لإطلاق العروض التجارية للفيلم الجديد هذا في 22 حزيران 2018. تؤكّد أنه سيكون من بطولة كريس برات وبرايس دالاس هوارد، الممثّلين في الحلقة الرابعة، التي يتولّى مخرجها كولن تريفورّو تأليف الجديد. لكن الشركة نفسها لم تستقرّ على عنوان نهائي بعد، ولم تتّفق مع أحد ليتولّى إخراجه. تُعلن فقط أنها ستستعين بمستشارين أثناء صناعة الفيلم، كسبيلبرغ نفسه، «صانع» الجزءين الأولين من السلسلة: «الحديقة الجوراسية» بميزانية تساوي 63 مليون دولار أميركي، في مقابل إيرادات دولية تبلغ ملياراً و29 مليوناً و153 ألفاً و882 دولاراً أميركياً؛ و «الحديقة الجوراسية: العالم المفقود» بميزانية تساوي 73 مليون دولار أميركي، في مقابل إيرادات دولية تبلغ 618 مليوناً و638 ألفاً و999 دولاراً أميركياً. يُذكر هنا أن ميزانية الجزء الثالث (2001) من السلسلة لجونستون، (يتولّى سبيلبيرغ إنتاجه عبر شركته «آمبلن للأفلام»، بالتعاون مع «يونيفرسال» أيضاً)، تساوي 93 مليون دولار أميركي، في مقابل إيرادات دولية تبلغ 368 مليوناً و780 ألفاً و809 دولارات أميركية فقط.
تبدأ الحكاية بعالِمٍ يريد، اليوم، إعادة تكوين التاريخ القديم، او بالأحرى ملامح منه. جون باركر هاموند (ريتشارد أتنبوروه) يحوّل العلم إلى مدخل لاستعادة زمن، عبر خلق ديناصورات، بفضل عملية استنساخ. قبل افتتاح الجزيرة أمام السيّاح لزيارة هذه الكائنات «المنقرضة» منذ ملايين السنين، يدعو متخصّصين إلى الاطّلاع على نتائج أعماله، وإعطائه آراءهم بها. تهبّ عاصفة. يستغلّ «دخيلٌ» ارتباك الجميع، فيُطلق سراح الديناصورات من أقفاصها. إنه صراع بين الإنسان وهذا الكائن المتنوّع الأصناف. تستمرّ الحكاية فصولاً أخرى. النسخ اللاحقة امتدادٌ للأول، لكن المآزق مختلفة. «عالم الديناصور» يُحقّق حلم هاموند، عبر قيام الميلياردير الشابّ سيمون مسراني (عرفان خان) بشراء الجزيرة والمختبر. تولد أصنافٌ جديدة من الديناصورات. الاستنساخ حاضرٌ مرة أخرى. هروب أحد الديناصورات الجديدة يُشكّل مفتاحاً لساعتين تقريباً من التشويق والمغامرة، ومن طرح أسئلة الخلق العلمي أيضاً.
يتفوّق «عالم الديناصور» على «الحديقة الجوراسية»، على مستوى الإيرادات. آلية إنتاج الحلقات المتتالية من السلسلة معقودة على ثنائية أساسية: عملية الخلق والاستنساخ، والأســـئلة المطروحة بسبب العملية هذه، أخلاقياً وفكرياً وحياتياً. الجـــماليات البصرية متفاوتة المستويات، فنياً وتقنياً. لكن السلـــسلة مستمرّة في صنع مفاجآت. مستمرّة أيضاً في ضخّ أموالٍ هي، في المحصّلة الأخيرة، أرباحٌ صافية تتجاوز مئات ملايين الدولارات الأميركية.
السفير

شاهد أيضاً

“أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني

(ثقافات) “أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني برعاية العين د. مصطفى حمارنة ينظم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *