وئام يوسف
استطاعت «الهيئة المصرية العامة للكتاب» عبر افتتاحها «المركز الدولي للكتاب» رسمَ شكلٍ جديد للتواصل مع المواطن المصري، وتحسين الصورة الذهنية للمؤسسة أمام الزبون، في وقت لم تعد فيه المكتبة مكانا للشراء والبيع فقط، بل حيزا لخلق أسلوب حياة جديد مع الرواد والمثقفين، فأثبت المركز خلال شهرين من افتتاحه أنه فضاء ثقافي مفعم بالنشاط ويتماشى مع النظام العالمي للمكتبات، فضلاً عن كسره حدّة المسافة بين المواطن المصري والمؤسسات الحكومية.
لعقود عدة كان المركز منفذاً مترهلاً لبيع كتب الهيئة لا يرتاده سوى فئة قليلة من المثقفين، بات مكانا يضاهي أهم المكتبات ودور النشر الخاصة، فلدى دخولك مركز الكتاب يطالعك الطابق الأول الذي يحوي معظم إصدارات الهيئة العامة للكتاب، وإصدارات مكتبة الأسرة التابعة للهيئة، وإلى جانبها «كافيه» وقاعة مجانية للقراءة، كما يحوي جناحا مخصصا لمنتجات صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات.
الأسعار
ويتضمن الطابق الثاني قطاعات وزارة الثقافة، من ضمنها المركز القومي للترجمة، الهيئة العامة لقصور الثقافة، صندوق التنمية الثقافية، إلى جانب بعض دور النشر المصرية، كدار النشر المصرية اللبنانية، ودار الشروق، وجناح خاص لمكتبة الإسكندرية. إضافة إلى الطابق الأرضي المخصص لأنشطة وإصدارات الأطفال. يشير الدكتور حاتم الجوهري المدير الفني للمركز الدولي للكتاب إلى خطة الهيئة لزيادة عدد دور النشر المشاركة في المركز بهدف استيعاب كل جديد يصدر في السوق.
ويضيف الجوهري «نجحت دور النشر الخاصة في استقطاب المثقفين عبر الحالة الثقافية التي تفعّلها، لذا تعود الهيئة من خلال المركز الدولي للكتاب إلى حلبة المنافسة، بتجسيد الفكرة نفسها بشكل أكثر انفتاحا على الثقافة وعلى العالم، حيث حفلات التوقيع، ندوات، أنشطة أطفال، ركن للأنشطة الفنية، والفنون التشكيلية»، مشيراً إلى توجه الهيئة العامة للكتاب لإنشاء سلسلة من المكتبات، على غرار المركز الدولي للكتاب.
ومما عزز حضور المركز منذ افتتاحه أسعار الكتب المحدودة، والمناسبة لجمهور المثقفين في مصر الذين يعتبر أغلبهم من ذوي الدخل المتوسط، فضلا عن سعة الخيارات المتاحة التي أتاحتها مساحته (900م) التي فاقت معظم المكتبات الخاصة.
«المركز الدولي للكتاب هو باكورة نوعية جديدة من المكتبات التي اعتزمت الهيئة العامة للكتاب افتتاحها، سيتبعه افتتاح منفذ آخر في شارع شريف وسط القاهرة، ثم مركز في محافظة الإسكندرية، بهدف الانفتاح على الكتاب والناشرين في جميع المحافظات المصرية» حسب قول المدير الفني، مشيرا إلى أن المركز حقق طفرة في نسبة المبيعات قياسا عما كان عليه حال المركز قبل التجديد، كما أن الفعاليات التي يقيمها حققت حشدا والتفافا كبيرا من المثقفين.
يعتبر محمد البعلي مدير مؤسسة صفصافة للثقافة والنشر المركزَ الدولي للكتاب تجربة جيدة خاصة أنها تعزز دور الهيئة العامة للكتاب والمؤسسات الحكومية، كما تعزز تعاونها مع القطاع الخاص المستقل، لأن المركز يوزع كتب الهيئة إضافة إلى كتب دور النشر الخاصة، ويستضيف حفلات توقيع لكتاب نشروا في الهيئة وفي دور نشر خاصة».
استقطاب
كسر المركز مقولة إن هيئة الكتاب منصة مخصصة للكتاب المخضرمين، فخلال أقل من شهرين استضاف حفلات توقيع للعديد من المبدعين الشباب، أمثال الكاتب محمد محمد مستجاب، والكاتبة والشاعرة وإيرين يوسف، والشاعرة غادة خليفة، والكاتب والشاعر شوكت المصري. يؤكد الدكتور هيثم الحاج علي نائب الهيئة العامة للكتاب أن المركز حقق نقلة نوعية من حيث استقطاب المثقفين والاحتفاء بهم عبر فعاليات واحتفاليات تجاوز عددها الـ18 خلال أقل من شهرين.
ويضيف قائلا: «تحمل الفترة القادمة المزيد من الزخم الثقافي في المركز، مع التركيز على إصدارات الشباب، تتضمن توقيعات لكتب صادرة عن الهيئة وأخرى صادرة عن دور نشر خاصة، إلى جانب تقديم المركز ورشا إبداعية تضمن الحكي والقصة والسيناريو وغيرها».
حتى ان الراحلين لهم نصيب وافر من نشاط المركز حسب قول علي، حيث سيحتضن المركز احتفاليات توقيع لأعمالهم الكاملة يوقعها عنهم أبناؤهم، في حين سيستضيف الدور الأول المخصص لأنشطة الطفل ورشا إبداعية للطفل تتضمن الخط العربي والغناء والحكي والرسم.
«المركز الدولي للكتاب» واحد من مشروعات عدة تعتزم الهيئة العامة للكتاب إنجازها في سبيل توفير الكتاب في كل أنحاء مصر وبأسعار مناسبة إلى جانب تعزيز فرص الشباب المبدع في النشر، الأمر الذي جعل الهيئة تحتل الريادة في المشهد الثقافي ويعزز دورها في صياغة الهوية الثقافية المصرية.
السفير