“الآن ناشرون وموزعون” تصدر “مزن الغياب” لـ”سوسن داوودي”


خاص- ( ثقافات )

صدر حديثاً عن “الآن ناشرون وموزعون” بعمّان ديوان “مزن الغياب” للشاعرة سوسن داوودي.. الذي يتضمن مجموعة من القصائد الوجدانية.
قدّم للديوان الشاعر عبد السلام عطاري بالقول: “في تجلياتِ القصيدة، ارتعاشة قلبٍ لوجع الحنين لحياةٍ لم تكتمل في عينيِّ الصّبية بعد، ورؤيتها عُزلة الجسد عن فضائه، ولكنّها الروح التي استدرجت الأمل بقافيةِ النصِّ، وشطر المعنى الباذخ المشرّع على كونٍ لم تختصره مقاسات غُرفةٍ بنافذةِ حدود رؤيتها المدى.. كلّ المدى، وكانت روح الندى حارسة الـ«سوسنة» تنده المُزن من غيابهِ لتُمطر على حقولٍ زنرّها الفرح وأزهرت بياض لقلب؛ فصارت الكلمة شقائق، واخضـرار المعنى سنابل قمحٍ على اتساع مرج «عرّابة»
كما أثنى الأستاذ مصطفى عطاري على موهبة الشاعرة الداوودي وتحدّيها لوضعها الصحّي، وقد كتب: “سوسن قدَّ خاصرتها الطبُّ الغشيم والظالم منذ كانت غضة طرية في العاشرة من عمرها، وهو عمر الورد فسرقت منها طفولتها وفرحتها فلا لعبت ولا عاشت كما عاش من هو بسنها…وأتاها الشباب بحكم القدر وهي على تلكم الحالة ونصب محكمته وقضى عليها بالسجن مدى الحياة!
ترافقها الآلام.. هدت قواها وكسرت أعمدتها، فلم تعد تأبه لعام مضى أو عام أقبل.. أو تعدّ أيامها وسنيّها فكلها عندها سواسية.
طفلة فشابة… فموعد الرحيل !!
تركت أيامها البيض وعاشت تحت ظلام المرض وقهر الألم وتقاطعات الحياة.
سوسن التي تُركتْ لتواجه معضلات الحياة لوحدها وما قاسمها العنا خليل ولا قريب.
لكنّ قوتها وإيمانها بربها وثقتها بنفسها أنها قادرة على تحمل الصعاب كان حليفها منذ طفولتها، فلم تسمح للمرض الشديد والأوجاع أن تسدّ دروبها في النجاح بعد أن تركت مقاعد الدراسة.
فقد بَنَتْ لنفسها خيالاً واسعاً جعلها تدخل بحر الشعر وتنهل منه ما لم يستطع أن ينهله غيرها من الصحاح الشداد.
يحوي الديوان على (85) قصيدة توزعت على صفحاته الـ(152)،.. وتنوعت بين شعر التفعيلة والشعر العمودي المقفى، وافتتحت الشاعرة ديوانها بإهدائه إلى أهل بلدتها.. ووطنها. 
ومن نصوص الديوان: 
“هكذا الشوق
في عيوني تَجَلَّى
مثل غيمٍ بدا
كثقلِ الجبالِ
وأنيسي..
شموعُ طَيفٍ أضاءت
مثل بدرٍ
على المدى في اكتمالِ
كيف ترضى هجرانَ قلبي ورسمي
وأنين الْجَوَى
وَطُول انشغالي؟
هكذا الحب
في قلوب الحيارى
يزدهي زهرهُ
بماء الوصالِ”
تشكّل هذه التجربة تحدياً من الشاعرة وتمرداً على وضعها الصحي، وأملاً أن يكون نجاحها في إصدار الديوان حافزاً لها لمزيد من الإبداع.

شاهد أيضاً

فصل من سيرة عبد الجبار الرفاعي

(ثقافات)                       الكاتب إنسان مُتبرع للبشرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *