*إعداد وترجمة: مدني قصري
توفيت الشاعرة والروائية الكيبيكية، هيلين مونيت Hélène Monette يوم الخميس الماضي عن عمر يناهز الـ 55 عاماً بعد عناء طويل مع المرض.
أصدرت هيلين مونيت، وهي واحدة من كبار كُتاب جيلها، عشرين كتاباً، بما في ذلك روايتان. أما ديوانها «تيريزا للفرح والموسيقى»، فقد حصل في عام 2009 على جائزة «الحاكم العام للشعر».
خلال أكثر من 30 عاماً من الكتابة ما فتئت هيلين مونيت، المدافعة بحماسة عن الكرامة الإنسانية، تندد بقوة بأوجه القصور في المجتمع الرأسمالي الحديث، متحدثة بالنيابة عن الفقراء، وكل الذين أُهمِلوا وهُمِّشوا، وكل من لا حول لهم ولا قوة، ومن لا تجد استغاثاتهم آذانا صاغية.
«لعلك ترى قليلاً فقدان الذاكرة وهو يتصاعد/ مكشرًا عن مخالبه/ التقشف يكتسح الأرض/ والعِداء يستجيب بشكل جيد/ إنهم يبتعدون عن الموضوع»، هكذا كتبت هيلين مونيت في عام 2014 في ديوانها «إلى أين أنتم ذاهبون أيها المسلحون بالأرقام؟»، وفيه تحدثت عن «كواليس الموت، حيث تختفي الإنسانية». وفي كتابها «اللهم إلا»، الذي صدر عام 1995، تحدثت عن «الفوضى التي تلد الشمس».
تقول صحيفة «لودوفوار» الكيبيكية أن أصالة أعمالها العميقة تُوجت في عام 2009 عندما تلقت جائزة «الحاكم العام للشعر» عن مجموعتها «تيريزا الفرح والفرقة الموسيقية»، التي كتبتها هيلين مونيت تكريماً لأختها التي ماتت بالسرطان أيضاً في عام 2005.
وأكد المدير العام لاتحاد كتاب وكاتبات كيبيك، فرانسيس فارلي شفرييه، الذي كان يعرف الكاتبة منذ سنوات عديدة، أصالة أعمال هيلين مونيت الشعرية، التي لعبت ببراعة على سجلات مختلفة، مشيدا بقدرتها الفائقة في توظيف الفكاهة بكثير من السخرية، ومن الحنان أيضا.
كتابها الأخير «أين ستذهبون أيها المسلحون بالأرقام؟» جاء هجوماً لاذعا على لغة الخشب، وعلى زمن الاتصالات المفرطة التي لا دفء فيها، ولا تَشارُكا حقيقيا بين الناس، ولا إنسانية.
في حديث سابق مع صحيفة «لودوفوار» تقول مونيت «أنا لا أختار ما أكتبه. وإذا اخترتُ فسأكتب الرواية التاريخية، وأكسب منها عيشي بشرف. إني أتلقى العنف الاجتماعي، وأتحدث عنه. هذا العنف يسري في داخلي، فيثير سخطي، وانفعالي، وهو يجتازني، إنه جزء من حياتي. إننا لا نتحدث إلا عما نعرفه، وعما يقلب كياننا رأساً على عقب».
ويلاحظ الكاتب ستانلي بِيان الذي كان مقربا من الكاتبة، حساسية هيلين مونيت المفرطة، وسخطها من الظلم الاجتماعي بجميع أنواعه، فيقول «أنا أقدر كثيراً إتقانها وبراعتها اللغوية، لغتها التي تتيح لها الإبحار في مستويات لغوية متعددة، من أكثرها حدة ودقة إلى أكثرها شعبية، مع عفوية مؤثرة».
______
*الاتحاد