*علا الشيخ
بعد انتهاء الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك، بدأ المشاهد العربي بتحديد خياراته في ما يتعلق بالمسلسلات التي تعرض على مختلف الفضائيات العربية، وبناء على استطلاع رأي عشوائي شارك فيه 75 شخصاً من مختلف الأعمار والجنسيات، كان المسلسل الكوميدي السعودي «سيلفي» بطولة ناصر القصبي من أكثر المسلسلات مشاهدة ومتابعة حسب كثيرين، وجاء ايضاً في المرتبة نفسها المسلسل المصري «تحت السيطرة» بطولة نيللي كريم وظافر العابدين، وكان للمسلسل السوري «غداً نلتقي» بطولة مكسيم خليل وكاريس بشار، وقعه الإيجابي على كثيرين، كما مسلسل «العراب- نادي الشرق» إخراج حاتم علي، ومسلسل «العهد- الكلام المباح» بطولة صبا مبارك وشيرين رضا، وتم ذكر أعمال متفرقة مثل مسلسل «استاذ ورئيس قسم» بطولة عادل إمام، ومسلسل «باب الحارة» في جزئه السابع، اضافة الى مسلسلات مثل «حارة اليهود» بطولة اياد نصار، «أمنا رويحة الجنة» بطولة سعاد العبدالله، والعديد من المسلسلات المتفرقة بين المحطات الفضائية، وأكد معظم المشاهدين أنهم وصلوا الى مرحلة يبحثون فيها عن قصص تشبههم.
ولا شك في أن حلقة داعش التي كانت حديث أغلبية المتابعين لمسلسل «سيلفي» كان لها الأثر الكبير في جذب المشاهدين لهذا العمل الذي تم وصفه بالواقعي، والذي يضع يده على الجرح الذي ينزف من العرب، وهذا ما أكده وهيب متولي 29 عاماً، الذي قال «لا افوت حلقة من حلقات (سيلفي) وأعتبره المسلسل المفضل بالنسبة لي»، مؤكداً أن خياراته في المسلسلات محدودة «اضافة الى (سيلفي) فأنا اشاهد (تحت السيطرة، العهد، العراب- نادي الشرق)».
في المقابل، أكدت منيرة عباس 33 عاماً، أن الحلقة التي قدمها القصبي عن داعش جعلت مسلسل سيلفي في المقدمة «هذا الفنان منذ بدء التمثيل وهو يقدم النقد البناء، بحرفية مهنية، وإحساس انساني بحت»، مؤكدة أنها معجبة بمسلسلات «غداً نلتقي وتحت السيطرة والعهد».
وعن مسلسل «سيلفي» ايضاً تحدثت ربا غالب 38 عاماً «معجبة كثيراً بما يقدمه ناصر القصبي، هذا العام هو نجم مسلسلات شهر رمضان، وأكدت «اشاهد ايضاً مسلسل تحت السيطرة والعهد وحارة اليهود».
أما بالنسبة لمحمد الظاهري 34 عاماً فقال «بصراحة أحببت مسلسل (سيلفي) كثيراً، وأراه أكثر المسلسلات قيمة من الناحية الفكرية والفنية»، وأضاف «اشاهد ايضاً مسلسل العهد، فالغموض فيه يجعلني أترقب المزيد، وشاهدت حلقات من العراب، وغداً نلتقي».
وبالنسبة لمسلسل «تحت السيطرة» الذي جاءت نسب المشاهدة فيه كبيرة ليس على المستوى المحلي فحسب، بل العربي عموماً، فكان الموضوع الذي يتحدث عنه في ما يتعلق بالإدمان وتوابعه من الموضوعات التي اثرت في المشاهد الذي بات من الواضح أنه يبحث عن قصص تلامس قضايا مجتمعية من النادر التحدث عنها بهذا الوضوح، وهذا ما أكده علي بن قالم 30 عاماً «مسلسل تحت السيطرة مسلسل متناغم مع حالة شباب عربي يعيش بيننا ولا نعلم المرحلة التي وصل اليها من الإدمان»، وقال «المسلسل مؤثر جداً وفيه الكثير من المحطات التي يجب متابعتها»، مؤكداً أنه يشاهد ايضاً مسلسل العراب –نادي الشرق، غداً نلتقي والعهد.
بدورها، اثنت خديجة هاشمي 27 عاماً على مسلسل «تحت السيطرة»، وقالت «أحببت العمل جداً، وأعتقد أنه سيحقق أعلى نسب مشاهدة، لأن قصته واقعية، إضافة الى أن أداء الممثلين فيه فوق الوصف»، مؤكدة أنها تشاهد ايضاً «استاذ ورئيس قسم، العهد».
أما في ما يتعلق بمسلسل «العهد» الذي كان من ضمن خيارات أغلبية المشاهدين فقد كان الغموض الذي يكتنفه، وطريقة عرض القصة على المشاهدين من أكثر العوامل جذباً، وعن هذا قال قاسم علاوي 24 عاماً «مع أن الغموض مازال يكتنف تفاصيل قصة مسلسل (العهد)، الا أن هذا العامل تحديداً هو السبب وراء متابعتي له»، موضحاً «من الجميل اشراك المشاهد في فك خيوط قصة ما، فتشعر كمتابع أنك جزء من الحدث ومتكهن لما سيحدث»، مؤكداً «أنه قرر مشاهدة العراب- نادي الشرق، وغداً نلتقي».
وعن العهد تحدثت بيان محمد 30 عاماً قائلة «أحببت كل شيء فيه، شكل العمل، الأزياء، التمثيل، الإخراج، والقصة التي بدأت تتضح، وفيها الكثير من الإسقاطات على الثورات التي شهدتها اقطار عربية»، مؤكدة مشاهدتها ايضاً «سيلفي، غداً نلتقي، حارة اليهود».
المسلسلات السورية حاضرة هذا العام بقوة، والموضوع السوري مسيطر على أغلبيتها، لكن الخيارات بين هذه الأعمال مازالت تسيطر عليها الـ«مع وضد» النظام السوري، لذلك تجد أغلبية المتابعين يتوجسون في خياراتهم، خصوصاً في ما يتعلق بالمسلسل السوري، وقد وجد كثيرون أن مسلسل «غداً نلتقي» هو الأكثر ادراكاً للواقع السوري دون رتوش ومحسوبيات، وهو من إخراج رامي حنا وبطولة كاريس بشار ومكسيم خليل، وعن هذا قالت منى علي 36 عاماً «بصراحة سعدت جداً بوجود مسلسلات سورية عدة هذا العام، لكني لاحظت أن الموقف السياسي لمخرج ما أو كاتب ما يسيطر على واقعية الأحداث»، وأضافت «غداً نلتقي هو الأكثر موضوعية في طرح القضية السورية من خلال اللاجئين، ودون أي اعتبارات، ويوضح جميع المشاعر من دون تزيينها أو تسييسها، وهذا ما لم نشاهده في كثير من المسلسلات السورية الأخرى»، مؤكدة مشاهدتها ايضاً لـ«العهد» و«تحت السيطرة».
______
*الإمارات اليوم