*سميحة المصري
خاص- ( ثقافات )
فقالَ لي : نامي على صَدري
وهُناكَ أكملي التَسبيح …
هُنا وجْهي فارْتَقي على الدموعِ العِتاق
على القَلبِ المَثكول …
كيفَ الصلاةُ لا تُقبلُ من عاشقٍ في المِحراب !
كيفَ السماءُ لا تنفتحُ بعدَ أنْ خَلتْ من نجومِها وقَمرها وقتَ تجَلّيك !
كيفَ الــ أنا لمْ أُدْركْ للآنَ بأني لستُ المفتاح ولستُ الباب !
كيفَ أُخُذْتُ ؟ ألأنّي لمْ اخْلصْ في الغيبةِ ؟ أمُسْتَلَبَةٌ أنا !؟
عَجباً لإعراضكَ ! عَجباً ، ولِـ صفوك ..لن أمَسّهُ يا العَزيز
فليسَ منْ حبٍ كبيرِ إلّا بعدَ موتٍ كبير..
عجَباً لإعراضِكَ ما أجملهُ ..عَجَباً ما أسذَجني
ثمَّ قال لي : والمريدُ كجانحِ الفراشة يكفيهِ منَ النارِ التلويح ..
وقال لي : أصلُ العِشقِ جذْواتٌ مُتزَمْنةٌ لا تَترَمّدْ
فهاتِ حالُ الروح المُتَسَندسة لأختاركِ
مع راح السحرِ وعذب الجَفر وأعلّمكِ الحِكمة
وقال لي / هاتهِ عاليا / هاته صوتكِ .وإصبعكِ الضعيف..
فقلتُ : والدمع الأصدقُ بعدُ لمْ اذرفه ، تَعبتُ ، لمَ لمْ تخْلقني حَجراً لا حشاشةَ ولا جِلدَ يفزُّ حينَ تنغرزُ فيه الاشواك ..
مولايَ / والأبواب المقافيلُ..! متى تَنفَتحُ
والحكمة حالُ القلب متى تنكَشِفُ …..
إني لمْ أدعْ لأي عاطفةٍ مُصْطَنعة سبيلاً إلى قلبي ،إلا حُبكَ
فكيفَ تركتني بجانبِ النار لا بردَ هناكَ ولا سَلام ..
يَستوطنني فرحٌ وحُزنٌ معاً ، فقد استنفذتُ في طريقِ التَشظّي قُدرتي على الحُضور وهذا أيضاً رهابٌ أصفى وأشهى من الحبِ ، رهابُ الاستغناء .. أحببتُ معه الولاية المُطلقةَ ، أليسَ الأولياءُ مراياكَ ، أليسَ من أولِ علاماتِ الولاية أن يأخذَ الولي حَبيبهُ فَينقطع بهِ عن الأرضيينَ..واصِلاً إلى ضانا لا تشبهُ االجنّات المَخبورة..! حيث لا ملكَ لقبضِ الأرواح ..أليسَ هذا هوَ السَفرُ الأرحبُ ، والأوجَب …
ما أقرب طقسُكَ منْ قلبي ..!
ليكنْ وصالكَ، فهل تتَجلّى لتعيدَ التَشكيل ..؟
هلْ يكفي الشَغفُ ، هلْ تكفي الصلواتُ ..
فليكنِ العِشق إذاً ..وليكنِ الــ مدَدْ
إنا عندَ أول الخُلوة بجنبِ الحُجُب
فخُذْ لي موعداً على الطرفِ الآخر من الأبد ..
إنّي أنا الغنيّة بك ، وإيايَ الشقيّة إنْ سَقطُتُ منْ ليالي النَجوى ..
هُم سَقطوا أجلْ سقطوا. مِنّي.
وسمعتُ صوتَ كركرات الماء الذي كانَ راكداً في بئرهم ..
قدْ ضَجّتِ البئر فرمتْ ماءها بِحجرٍ
سَقطوا وخفّت الأحمال فامسحْ ماءَ العين
إنّي قدْ قدّمتُ لكَ إقرارَ الاستغناء ، قد تَمزقتُ ، أأنكرتَني ؟
الذنْبُ الذنْبُ إنّي ما أصعده ، إني ما أُصَلّيه إني ما أحلُمُه ما أحكيهِ
إنّي ما كُنته الا من طولِ السكتةِ والحلكةِ فغَفا من طول التّسآل …
انتهى موسم وردي فقد أفاقَ الربيع
وسدنَةُ المطر يرشونني بغيومٍ كاذبة
وأنا أرْخي – لا زلتُ ــ جُنحَ الدمع على قلبي
وأفصدُ الندمَ منْ شرياني …!
دعْني أعتلي دكّةَ النور وأرْقى ، شَيّئْني ، بَعّضْني ، ثُمَّ أغِثْني ، ولَفّعْني من بعدِ الإعسارِ بوردٍ وهجوع يهوّنُ نيران الخطايا يا ربَ الأسرار ، أجِرْني من لاءآتِ التعريف ، من السِحناتِ العالقةِ بقلبي ، من الغُربة ، أقبلُ بالإنكار ، فاقْريني من نهجِ محبتكَ بوصلٍ ، لا تُعْلي الأسوارَ بيني وبيني ، قد طوّلتُ الغفلةَ فغافَلَتْني وزَنّرَتْني ، فَعَلا الركامُ ، وتسلقتُ ،ووقعتُ ، فَصفَعني الكرسيُّ الأشْيَب ! فيئستُ ، فسقطَ وجهي الأول ، فالثاني ، ثم بقيتُ بلا وجه ..
مدَدْ فـ نيرانكَ تعرفُ أحبابها وتعرفُ متى تُسدلُ فصلَ الأُوار ؟
مُدَّ الــ مَدَد / الرحيلُ إليكَ أوجب …
فلا أنا قادرةٌ على أنْ أحظى بجنائنكَ
ولا هدأة في البقاءِ وأنتَ مُعْرِضٌ …
أرجوكَ البقاءَ ساعةً أُخرى في حضرة الروح أو التجلّي
لِأسْتَبينَ : أدموعٌ تلكَ التي أذرِفُ منْ خلفِ النقابِ الخمريّ
أمْ شًموع ………
فـَ مُدَّ الـ مَدَد ……….