نوران الأمين
خاص
رشّحت «دار الساقي» كل من «حرمة» للروائي علي المقري و»القندس» للروائي محمد حسن علوان، بطبعتيهما الفرنسية، لجائزة الأدب العربي 2015 التي يمنحها معهد العالم العربي في باريس و”مؤسسة جان لوك لاغاردير”.
الجدير بالذكر أن رواية القندس تقع في 320 صفحة من الحجم المتوسط ، وتتكون من 40 فصلا يسرد فيها الكاتب بحذر بالغ تفاصيل ذاتية،عائلية ومجتمعية دقيقة، ويشبه البطل ” غالب” عائلته بحيوان ” القندس” ، فالبطل متمرد ومأزوم يعاني من القولون العصبي وقد تشوّه وجهه الجميل جرّاء حادث سيارة،. ومما يرد في الرواية ” تأملت سنيّه البارزتين اللتين اكتستا لوناً برتقالياً شاحباً من فرط ما قضم من لحاء البلوط والصفصاف ، فذكرني لوهلة بما كانت عليه أسنان أختي نورة…… أما ردفه السمين فذكرني بأختي بدرية…. وعندما رفع إلى عينيه الكلّتين محاولا أن يقرأ ملامحي ونواياي بدا مثل أمي… انتزع التمرة من يدي كما ينتزع ابي ثمار الحياة انتزاعاً… قبض عليها بيد شحيحة ذكرتني بيد أخي سلمان عندما تقبض على المال..”
أما رواية «حُرْمَة» للكاتب اليمني علي المقري، فيخوض فيها تجربة حساسة تحفها مخاطر متعددة في اقترابه من محرمات، الجنس، والدين، والسياسة، من خلال نقد التجربة الجهادية والإسلام المغلق، تجاه النظرة إلى النساء باعتبارهن «حريم»، وهي صورة وممارسة ما زالت سائدة في كثير من الأماكن في العالم العربي والإسلامي. تأتي جرأة المقري الإضافية من جنسية الكاتب اليمنية، على اعتبار اليمن واحد من أشد مواقع الاتجاهات المتطرفة رسوخاً.
يلقي المقري نظرة فاحصة على هذه التجربة بعيون امرأة أو «حُرْمَة» حسب تسمية الرواية التي تستعير الصفة من الجماعات المتطرفة، في الوقت الذي يلقي الضوء على تناقضات المجتمع اليمني، ولأنّ الرواية تُعنى بقضايا مطروحة بقوة في اللحظة اليمنية والعربية الراهنة…
من أجواء الرواية تقول حرمة: «في البداية عرفت وأنا أتهجّى أوّل الحروف في المدرسة الابتدائية أنَّ هناك ثلاث طاعات، طاعة الله ورسوله والوالدين، أما بعد أن تزوّجت فقد اختصرت الطاعات إلى طاعتين فقط: طاعة الله والزوج. بالأصح صارت طاعة واحدة، ففي طاعة الزوج طاعة الله» .