خاص- ( ثقافات )
عمّان- صدرت مؤخراً عن «الآن ناشرون وموزعون» في عمّان رواية «ثقب في الجدار» للروائي بسام السلمان، لتضيف إلى المكتبة العربية عملا يعايش حالة الصراع التي تحتدم في واقعنا الحالي على المستويين العربي والعالمي؛ وليكون ثقب الجدار بصيص أمل يفجر طاقاتنا للعزم والتصميم على بلوغ أهدافنا مهما كان الطريق طويلاً.
وإذا كانت الرواية فن تحديث الممكن وتكسير نمطية الصورة، فإن هذا الفن يتخذ في رواية «ثقب في الجدار» مساراً جديداً في تلقّي المعلومة النمطية وإحالتها إلى بؤر غير قابلة للسكون، منذ حفرها الأول، وحتى إسدال الستارة على شرارة التكوين.
يُنشىء الروائي السلمان، في روايته الواقعة في «96» صفحة من القطع الوسط، مشاهد متّزنة متقابلة تتداخل فيما بينها، وتسوق شخصياتها وأحداثها، حيث تدور أحداثها بين الرغبة في البقاء للحفاظ على العلاقات الإنسانية، وبين الولوج إلى الحاضر المأزوم.
كما تبرز الرواية الدور السيئ للجدار الذي بناه المحتل الاسرائيلي على الارض العربية فلسطين ليوجد حالة غير إنسانية، إنه الجدار الذي يفصل الحبيب عن حبيبته، والشقيق عن شقيقته، ويمنع اكتمال الفرح، ويغتال في طرقات فلسطين الأحلام.
«- أنا لا أزوج بنتي غريبة.
نظر الرجال بوجوه بعضهم بعضاً مستغربين، وقال كبيرهم:
– كيف غريبة وهي تتزوج في القرية نفسها، وسوف تسكن مع زوجها في (أبو ديس)؟
– لا، ليس في القرية نفسها!
ازداد استغراب الحضور مستهجِنين كلامه، وقال أحدهم:
«- كيف؟ وهو لا يفصل بين بيتكم وبيت العربي سوى هذا الجدار»!
– أنتَ قلت: الجدار… الجدار جعلَنا في عالَمَين مختلفَين».
في روايته «ثقب في الجدار» يترك الروائي السلمان للقارئ تكوين ما يشاء من رؤى واحتمالات تعكس الواقع الثقافي، فمنهم من يعد الرواية قصة عشق كنعانية, وآخرون يذهبون إلى مضامين فلسفية, سياسية, اجتماعية مع ربطها بالربيع العربي وما خلفه من ويلات وكوارث لم تعرف نتائجها بعد.