الدراما الخليجية.. جرأة كويتية وانتشار عربي


*محمد سعود

وصلت الدراما الخليجية خصوصاً الكويتية والسعودية إلى عدد كبير من المشاهدين في دول عربية لا يعرف سكانها اللهجات والمصطلحات الخليجية، حتى أضحت مطلباً لقنوات تلفزيونية عربية.
وفي الغوص في أعماق الدراما الخليجية تكون الغلبة والتفوق للكويتيين، كونهم أصحاب باعٍ طويل في التمثيل، بينما تسير الدراما السعودية ببطء، على رغم توافر الإمكانات الفنية والمالية لها، في حين تقف مسلسلات قطر والإمارات وعمان والبحرين خارج المنافسة الرمضانية.
وسجلت الدراما الكويتية ثباتاً في الطلة الرمضانية، على العكس من السعودية التي سجلت انخفاضاً في أعدادها هذا العام، ما يدعو إلى التساؤل لإيجاد الحلول لمشكلة تقلصها.
ويعزو مهتمون بالدراما السعودية الأسباب التي ساهمت في انخفاض أعداد نتاجاتها إلى الأحداث السياسية التي تشهدها المنطقة العربية، وعدم اهتمام التلفزيون السعودي بالدراما، بينما أكدوا أن الدراما الكويتية هي الأولى خليجياً من دون منازع.
ويذكر الممثل والمنتج طلال السدر أن الدراما الخليجية أثبتت حضورها على الشاشة، خصوصاً الأعمال الكويتية، التي أصبحت مقصداً لكثير من الممثلين في دول مجلس التعاون الخليجي، مضيفاً: «الدراما السعودية حققت نجاحات خلال الأعوام القليلة الماضية، لكننا باعتبارنا ممثلين ومنتجين نطمح إلى المزيد من النجاح، لاسيما أن الدراما السعودية تملك المقومات التي تزيد من نجاحها، لكنها تحتاج إلى تنظيم وخطة واضحة تسير عليها للمنافسة خليجياً».
ويقول الناقد الفني والصحافي عبدالرحمن الناصر: «الدراما الخليجية تختلف من بلد إلى آخر، ولكن تظل الكويتية أولاً، القائمون عليها لديهم باعٌ طويل في الإنتاج، والأجواء الفنية لديهم تساعد في الإبداع وتقديم المزيد من الأعمال»، مشيراً إلى أن الدراما الكويتية متفوقة على غيرها في دول مجلس التعاون الخليجي.
ويضيف أن الدراما السعودية انخفض عدد أعمالها على العكس تماماً من العامين الماضيين، لأسباب عدة، منها ندرة الكتّاب، وتردي الأوضاع السياسية في عدد من الدول العربية، لكنها لا تزال حاضرة في الوسط الفني. «في هذا العام شهدت الدراما السعودية عودة عنصرين مهمين في الساحة، وهما عبدالله السدحان الذي يظهر في مسلسل «منا وفينا» على القناة السعودية، ومن المتــوقع أن يحقق عمله نجاحاً كبيـــراً، وكذلك يظهر ناصر القصبي في «سيلفي»، وهذا ما يدعو إلى التفاؤل بنهوض الدراما السعودية».
ويـــذكر أن الدرامــــا القـــــطريـــة والإماراتية والعمانية تحضر بعمل أو عملين، لكن القنوات في تلك البلدان تعمل على إنتاج وشراء مسلسلات خليجية، وربما ذلك يعود إلى قلة أعداد الممثلين الإماراتيين والعمانيين والقطريين، مؤكداً أن الأعمال الخليجية متشابهة في كل دول مجلس التعاون، بدليل عدم اعتماد المسلسل الواحد على جنسية واحدة فقط، مثلاً الفنان السعودي يشارك في أعمال كويتية والعكس.
ويرى رئيس قسم الفن في صحيفة «الأنباء» الكويتية مفرح الشمري، أن الدراما الخليجية في الأعوام الأخيرة بدأت تناقش قضايا اجتماعية جريئة بطريقة ذكية، حتى يشاهدها جميع أفراد الأسرة من دون خجل، نتيجة الوعي الذي اكتسبه أصحاب تلك الأعمال، ما يدل على أنها تسير بخطوات مدروسة، لافتاً إلى أن المشاهد الخليجي لديه الوعي في متابعة العمل الذي يستفيد من قضاياه المطروحة بغض النظر عمّن يشارك فيه.
ويقول الشمري لـ «الحياة»: «عندما نرصد أعمالنا الدرامية الخليجية سواء الإنتاج الحكومي أم الخاص، نجد أنها تسير في طريق إصلاح الفرد مما يحصل في الشارع حتى لا يقع في المحظور، ما يجعلنا نتفاءل بالدراما الخليجية التي من وجهة نظري سحبت البساط من تسيد الأعمال العربية رغم أن القضايا متشابهة، ولكن الاختلاف في طرق تناولها على الشاشة».
ويضيف: «نجد أن الدراما الكويتية هي المسيطرة في الخليج، لأن القضايا التي تطرحها من النادر أن تجدها في الأعمال التي تنتجها دول الخليج الأخرى، بسبب الانفتاح الذي تعيشه الكويت، كما أن اللهجة المستخدمة فيها، مفهومة، وبالتالي يسهل تسويقها عربياً، خلافاً للبلدان الأخرى».
______
*الحياة

شاهد أيضاً

“أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني

(ثقافات) “أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني برعاية العين د. مصطفى حمارنة ينظم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *