العاشقة لا تموت


*وداد نبي

لم أمتْ

مع غرقى البحر المتوسط
ولم تأكل الأسماك الصغيرة جسدي الطريّ
ولم تنم الطحالب على سرّتي ونهدي كجزرٍ مرجانية
فأنا عاشقةٌ صغيرة
والعاشقات لا يغرقن بماءٍ
قبل أن يأخذنَ حصتهنّ كاملةً من ماء جسد العاشق.
لم أمتْ
تحت الأنقاض مع سكان حيّ الشعار في مدينة حلب
ولم يستخرج رجال الدفاع المدني أشلاء جسدي قطعةً قطعة
فأنا عاشقة صغيرة
والعاشقات لا يختفين تحت الأنقاض
قبل أن تزهر قبلة العناق الطويل
على أعناقهنّ كزهرة خبازي قرمزية.
لم أمتْ
بمجاعات أفريقيا وجنوب الصومال
ولم ينقص وزني أقل من 40 كيلوغراماً وأتحول إلى هيكلٍ عظمي
يصلح لتلتقط قربه نجمات هوليود صوراً وهنّ يقّدمن المساعدات والعطف الإنساني
كما يفعلن مع كلابهنّ وقططهنّ في بلدانهنَ
فأنا عاشقة صغيرة
والعاشقات نهِمات للأكل واقتناص روائح الرجال الذين يحبونهنّ
العاشقات لا يرمين خلفهنّ رجالهنّ
كما يفعل الأهل بمشيمتنا ويرمونها لقطط الشوارع
العاشقاتُ الصغيراتُ الجائعاتُ المُلهِمات
يوشمنَ الحبّ على أرواحهن
كالوشوم التي تحفرها النساء البدويات على وجوههن إلى الأبد
الأبدِ القصير كنبض قلب عاشقة.
_____
* ملحق النهار الثقافي

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *