*آمال الديب
خاص- ( ثقافات )
أيها القطار..
تمهَّل قليلاً..
لا أفضِّل أن يتساقط جلدي هكذا على الرصيف..
فيتعرقل فيه المارَّة البسطاء
تَزِلُّ بهم أقدامهم..
فتطحنهم بين قضبانك وعجلاتك التي لا ترحم…
تمهَّل قليلاً..
فقلبي ذا أبدلته منذ أيامٍ قليلة..
دفعت ثمنًا له تلك المجمرة التي تطهو الأفكار في ذاكرتي..
حتى صرت أستخدم أفكاري نيئة..
ما عاد عندي ما أقايض به على قلبٍ جديد..
أيُّها القطار.. تمهَّل قليلاً..
أهمس في أذنك..
عواؤك يقتل أجنَّتي فزعًا..
وأنا أجبن عن حمايتها
تمهل حتى أتبيَّن مصدر تلك الأدخنة الكثيفة المتصاعدة على مرمى البصر..
أهي نتيجة قنابل بدائية الصنع؟
أم أنه مجرد احتراق لقشِّ الأرز..
هل نحن في موسم حصاده؟!
فلأسأل أول فلاح ألتقيه على الطريق..
…
تمهَّل حتى تلتقط ابنتي دميتها التي سقطت على القضبان بغتة..
فشلت الدُّمية في تسلُّق دمع الطفلة لتعاوِدَ الصعود!
أيُّها القطار..
كفَّ قضبانك عن الصرير..
صوتها يصطك بأسناني فتنزُّ صدأً أنعم من قطيفة..
وأمرَّ من حنظل..
الأرصفة.. تحثُّ خطواتي
لعلَّها تفلح في مغادرة المحطة قُبيل وصولك!
_______
*شاعرة من مصر