أنانيّة الحُبّ


*نزار حسين راشد

خاص- ( ثقافات )

ذلك المجنون
الّذي ظلّ يتجوّلُ
في أنحاء قلبي
كُلّ تلك السنوات
حتّى جعل من نفسه
قدري الوحيد
ذلك القَدَرْالّذي
تواطأتُ معه سرّاً
على اصطياد ضحيّة
لم نعثُر لها
على أثَرٍ أبداً
حتّى جلسنا معاً 
في النّهاية
لنضحك من أنفسنا
المهم أنّنا تخلصنا
من الوحدة
وعشنا لأنفسنا سُعداء
دون أن نُضحّي بشيء
حوّلنا معاً الأنانيّة
إلى فلسفة
وهكذا طهّرناها
من وحول الخطيئة
ومغبّة الاتّهام
لا جدوى من
إلقاء نفسك
في أحضان الآخر
لأنّه سيترُكُكَ تسقط
في النّهاية
تماماً كمن يستنِدُ
إلى حائطٍ وهمي
وهكذا كتبنا القصائد
وامتطينامعاً
جياد الخيال
وذهبنا في 
رحلاتٍ بعيدة
عُدنا منها
دائماً سالمين
حتّى المرأة الّتي 
أحببناها معاً
رسمنا لها
مشروع زواجٍ ناجح
فقد قدّرنا أنّها
تٌحب النّهايات السغيدة
كما أنّها مُغرمة
بمناغاة الأطفال
فتركناها فريسة
لرغبات الطبيعة
وحفظ النّوع
وغريزة البقاءْ
قرأنا معاً أيضاً
كتُباً كثيرة
لنتعرّف إلى 
الطبيعة البشريّة
ونتقِن التّحايل عليها
واستدراجها إلى الِمذْودْ
أو إلى مسيل الماءْ
لقد أجرينا معاً
تجارب كثيرة
وسخرنا من داروين
وحلقته المفقودة
فليس هناك حلقة
مفقودة على الإطلاق
فالسلالاتُ جميعاً
متماسكة الحلقات
ومن بينها نحن البشر
ولكُلّ واحدة منها
شُعورٌ مُعمّقٌ
بالعزّة والكرامة
تجعله يأنفُ حقّاً
من التداخلِ
مع الأنواع الأخرى
أو حتّى التطوّر عنها
الكلاب تعرف مثلاً
أنّ لدينا نحن البشر
شعوراً مُركّزاً بالأنا
ولذا تقوم بالتمرُّغ
والتطويح بأقدامها 
في استسلام
لكي تغرينا برعايتها
وهكذا تحصل 
على طعامها
دون عناء
ما الّذي يفعله
العالم إذن؟
سلسلة من الخدع المتواصلة
ليسرق بعضنا بعضاً
لقد قمنا معاً
بتوفير ذلك الجَهدْ
وحوّلناه إلى
طاقة خلّاقة
تشعُّ في أرواحنا
وهكذا مرعنا 
في العشق
دون أن نخسر شيئاً
لحساب العالم الأحمق

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *