هل أصبح الطلاق بائنًا بين المثقفين والأزهر؟


*تحقيق: عزة أبو اليزيد

كلنا يعلم أن المبدعين، والمثقفين هم وقود الأمة، والسلاح الرادع الذي نواجه به التطرف الفكري والإرهاب العقلي، وكلنا يعلم أيضًا أن مؤسسة الأزهر هي رمز الدين الوسطي المعتدل، ويجدر بكل طرف منهم أن يؤدى دوره فى خدمة المجتمع دون تعارض أو تضاد فى الهدف المرجو منهم، ولكن شهدت الفترة الأخيرة بعض الخلافات الحادة بين الطرفين، وبدورنا نتساءل … هل وصلت العلاقة بين الأزهر والمثقفين إلى الطلاق البائن؟!

وإجابة على هذا السؤال كانت لنا هذه اللقاءات …

*(الروائي والناقد  – يوسف القعيد)
في حقيقة الأمر أنه يوجد فعليًا فجوة عميقة بين المثقفين والأزهر، غير أن الفجوة مرشحة للازدياد للأسف، خاصة بعد تصريحات مؤسسة الأزهر والتى أعطت إيحاءًا بأنهم سبب رحيل الدكتور “جابر عصفور” عن حقيبة وزارة الثقافة، وإيحاءًا آخر بأنهم من أتوا بوزير الثقافة الجديد الدكتو “عبد الواحد النبوي” لكونه أستاذًا بجامعة الأزهر، غيرما يمارسه الأزهر من التضييق على المثقفين، والمفكرين، والمبدعين منذ فترة، مثل منع تجسيد الأنبياء فى الأعمال الفنية، وكذلك رفض الأزهر المطلق لتناول تاريخ الإسلام بأى وسيلة مرئية، أو مسموعة، أو حتى مقروءة، مرورًا بموقفه الغريب من فيلم “حلاوة روح” وإصدار بيان رسمى تأييدًا لمنعه من العرض فى دور السينما!
وأخيرًا وليس آخرًا تقديم الأزهر بلاغ للنائب العام ضد “إسلام البحيري” لمجرد اختلافه معهم فى الرأى والقناعات.
وفى حقيقة الأمر فالمثقف ليس له مطالب فى الحياة سوى التحليق فى سماء الحرية، ولن نقبل جميعنا كمثقفين المساس بتلك الحرية.
وأعتقد إن الأزهر لم يفعل هذه المواقف إلا لشعوره بضعف الظهير الدينى للحكم الحالي فى مصر، لذا لعب الأزهر دورًا أكبر من دوره، وتدخل في غير اختصاصه، بل وتدخل فى الحياة السياسية أكثر مما ينبغى، مما يجعلنا ضد تدخلات الأزهر على طول الخط.
لذا أصدرت لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة بيانًا تناشد فيه مؤسسة الأزهر أنه تقوم فقط بدورها المنطوطة به، وأن تكف عن عرقلة حرية المثقفين، وأن لا تتدخل فى إبداعاتهم لا من قريب ولا من بعيد.
__________
(محمد الشافعي – الكاتب والمؤرخ)
من المفترض أن الأزهر الشريف منذ أكثر من 1000 عام هو المرجعية الأساسية للإسلام الوسطى، والمعتدل، ولكن هذا لم يمنع أن يتسلل إلى أروقته فى كثير من الأوقات بعض، وكثير من المتشددين وتحديدًا فى الـ30 او الـ40 سنة الماضية استطاع خلالها الإخوان، والسلفيين التسلل إلى أروقة الأزهر بالدرجة التى جعلت من بعضهم عمداء لبعض الكليات، والأسوء أن بعض علماء الأزهر أصبحوا غير قادين على الاجتهاد، والأشد سواءًا أنهم يرفضون الاجتهاد، وهنا تكمن بؤرة الخلاف بين المثقفين والأزهر … نحن كمثقفين نتمنى التحليق فى سماء الحرية بلا أى سقف، وهذا يجب أن يقابله فى الجهة الأخرى المسؤلية فإذا ما خرج بعض المثقفين عن المألوف فدور الأزهر الوسطى، والمعتدل هو أن يرد على الفكر بالفكر، وأن يفند الأفكار التى قد تكون مغلوطة عند بعض المثقفيمن خاصة، وأن القرآن الكريم يعلى من شأن العلماء، والمفكرين، والمتدبرين، والمجتهدين فلدينا عشرات الآيات التى تتحدث عن الذين يعلمون، والذين يتفكرون، والذين يعقلون، والذين يعملون، ولكن عندما يجتهد بعض المثقفين فى آراء قد تكون مغلوطة او خاطئة فنجد فى المقابل أن الأزهر يتشدد، ويقدم بعض من اللذين ينتمون إليه، والذين يفتقدون إلى طرق الإقناع، والتفنيد، والرد على الفكر بالفكر فتحدث الأزمة التى تصل إلى حد التكفير مثلما حدث مع “نصر حامد أبو زيد”، و”فرج فودة”.
إذن أنا أريد شيئين: أريد من المثقفين ألا (يبطحوا) أنفسهم على الدين جريًا وراء الشهرة، أو تحقيق مكاسب كبرت أو صغرت، وفى المقابل أرجو من الازهر الشريف أن يظل على وسطيته، واعتداله، وأن ينقى أروقته من فلول الإخوان، والسلفيين، وأن يُعلى رايات العلم، والفكر، والتدبر، والأية الكريمة تقول “إعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هى أحسن” … وأعتقد أنه لو ألتزمنا بهذه الروشتة فلن يحدث أبدًا أى صدام بين المثقفين، والأزهر.
______________
(الدكتور محمد سيد أحمد – أستاذ علم الاجتماع السياسي)
الأزهر هو المؤسسة الدينية الرسمية … والتى لعبت دورًا تاريخيًا فى حياة المثقف المصرى … ففى وقت من الأوقات كان الأزهر هو الجامعة الوحيدة التى يتخرج منها العلماء، والمفكرين … وحين قرر محمد على بناء دولته الحديثة قبل ما يزيد عن قرنين من الزمان لم يجد ضالته إلا فى طلاب الأزهر، حيث استعان بالنابغين، والنابهين منهم، وأرسلهم فى بعثات إلى الخارج ليتلقوا العلوم الحديثة، وعندما عادوا أصبحوا هم النواة الأولى لبناء العلم الحديث فأُنشِئَت المدارس العليا التى تحولت بعد ذلك الى جامعات، ولكن لم يفقد الأزهر دوره الرائد فى تخريج العلماء في المجال الدينى والثقافي، فعلماء الأزهر هم الذين قادوا حركة الفكر، وكانوا وقودًا للحركة الوطنية ضد المستعمر … فطلاب الأزهر وعلمائه، ومثقفيه هم من خاض معركة التحرر من الاحتلال الفرنسي، والإنجليزى أيضًا، وظل هذا الدور الى أن تحررت مصر من الاستعمار، وأثناء مرحلة الخمسينيات، والستينيات قام بدور عظيم ورائد لنشر الفكر الإسلامي فى العالم أجمع، وانشئت البعثات الإسلامية التى تخرج منها طلاب كثيرون من الدول خاصة الأفريقية والآسيوية … ولكن مع مطلع السبعينيات تراجع دور الأزهر كثيرًا … وكما أصابت (الردة) المجتمع المصرى بكافة مستوياته، ومؤسساته أصابت الأزهر أيضًا، وانفصل المثقفون عن الأزهر، ولم يعد يقوم بدوره التنويرى على المستوى الإسلامى، حيث تحول إلى مجرد جامعة تدرس العلوم الطبيعية، والتكنولوجية، والانسانية إلى جانب العلوم الشرعية والدينية، وبدأ دور الأزهر يتراجع، وينحسر، وفى نفس التوقيت بدأت تتمدد أدوار الجماعات المتأسلمة المتطرفة، وتحول الأزهر إلى ظهير للنظام السياسي … يقوم بتبرير أفعاله لذلك فقد ثقة المثقفين المصريين فيه، ولذلك لابد من عودة الأزهر لدوره التاريخى الوطنى المستقل ليعود إلى مكانه الطبيعى كمنارة للإسلام الوسطى المعتدل، وهنا لابد أن يعمل من خلال التغلغل داخل بنية المجتمع لمحاربة الأفكار المتطرفة، ويمكن استغلال وسائل الإعلام، والاتصال الحديثة فى لعب دور تنويرى لإعادة تشكيل وعى المواطنين المصريين الذى قامت بتزييفه الجماعات المتأسلمة المتطرفة، وعلى المثقفين المصريين دعم الأزهر باعتباره أحد أهم أدوات مواجهة التطرف والإرهاب.
____________
(محمد رفعت – مساعد رئيس تحرير مجلة أكتوبر)
كشفت المناظرة التليفزيونية بين الباحث الإسلامي، ومقدم البرامج “إسلام البحيري”، ومندوب الأزهر الشريف، عن مدى الفجوة الرهيبة بين المثقفين وأعرق وأقدم مؤسسة في العالم الاسلامي.
وانقسم الرأي العام بشكل عام، والمثقفون بشكل خاص، بين مؤيد لحق “البحيري” في الاجتهاد، وتناول التراث والتنقيب فيه، عملاً بحق الاجتهاد في الدين، ورغبة الكثيرين من العلماء في تنقية التراث من بعض الأمور التي تشوه صورة الإسلام وتقدمه للعالم باعتباره عدواً للمرأة، وحقوق الانسان، فيما إنحاز آخرون إلى وجهة النظر الأخرى التي تأخذ على “إسلام بحيري” طريقته في التعامل مع رموز الفقه الاسلامي، واتهموه بالتطاول والتجاوز اللفظي في حقهم، واتهام بعضهم بأنهم سفلة وقتلة.
وأعتقد أن الأزهر أثبت باختياره غير الموفق لمندوبه في تلك المناقشة صحة الانتقادات التي توجه لتلك المؤسسة العريقة من قبل بعض المثقفين، الذين يشكون من عدم قدرتها على تطوير خطابها الديني والاعلامي، وعدم مواكبة العصر ومفرداته الجديدة، واختيار شخصيات تتحدث بنفس المنطق والأسلوب القديم.
ولو كان مندوب الأزهر قد اعترف بوجود بعض أوجه القصور في كتب التراث، وانضم إلى من يطالبون بتنقية كتب الأحاديث من الأحاديث الضعيفة والمشكوك في نسبتها للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ووعد بتشكيل لجنة من علماء الأزهر للنظر فيما يثيره “إسلام البحيري” وغيره من تساؤلات مشروعة، مما زاد من اتساع الفجوة بين المثقفين والأزهر.
_______________
(عبد العزيز السماحي – كاتب وفنان تشكيلي)
كتيبة المثقفين هم أكثر الناس حرصًا على أن يعود الأزهر لدوره القوي في التنوير، لأن غيابه لعقود مضت قد أدى إلى أن تحتل الجماعات الدينية المتطرفة الساحة لتبث سمومها، وأفكارها وهو ما حدث على مدار عشرات الأعوام السابقة في ظل التردي الذي حدث لتلك المؤسسة العريقة حين تم تهميشها بفعل الأنظمة السابقة وحين تخلى الأزهر عن دوره في التنوير نتيجة الغياب عن الساحة، بعدما صار آداه لترسيخ حكم الأنظمة بدلاً من إتاحة الحرية، والفرصة له ليستمر في دور قد بدأه منذ قرون طويلة حين كان الأزهر وعلماءه الأجلاء يتصدون لكل القضايا التي تمس حقوق الناس وحياتهم … إذن فالمثقف هو أول المدافعين عن تحرر الأزهر، وانتقاء مناهجه، وإعطاؤه الفرصة ليقوم بمهمته التي هي ذات المهمة الملقاة على عاتق المثقفين، ومن الأساس لا ينبغي أن تكون هناك فجوة أو صدام بين المثقفين والأزهر. 
بالإضافة إلى أن بعض مناهج الأزهر تحتاج إلى تعديل بعضها، وحذف بعضها الآخر لما دخل عليها من نصوص غرائبية بعيدة عن صحيح ديننا الحنيف الذي يدعو للتسامح، وقبول الآخر، وحرية الاعتقاد وهذا المطلب يصنع صدامًا بين المثقفين، وبين الأزهر بالرغم من أنه قد ظهر في الآونة الأخيرة تيار داخل الأزهر نفسه يعترف بفداحة تلك النصوص ولا منطقيتها وطالب باستبعادها …
واليوم يعتقد بعض المحسوبين على مؤسسة الأزهر أن خطاب المثقفين الداعي إلى حرية إطلاق الخيال، والتفكير، والإبداع، والبحث، والتطوير أنه يأخذهم بعيدًا عن الدين ولا أرى أي تعارض بين ما يتوق إليه المثقفون، وبين الدين فالدين في حد ذاته جاء لإطلاق التفكر والتدبر والبحث … حتى العقيدة نفسها تتطلب قدرًا كبيرًا من الخيال حين قال الله تعالى في أول صفحات القرآن الكريم في سورة البقرة في وصف المؤمنين :
“ويؤمنون بالغيب” … وتلك رسالة مهمة جدًا للإنسان، وللمؤمنين مفادها أن الإيمان يتطلب إعمال العقل، والفكر وإطلاق الخيال لأن الإيمان بالغيب يتطلب عقولاً مفكرة متدبرة لديها القدرة على التخيل، والخيال.
________________
(محمد عبد الرحمن – المحلل الإعلامي ورئيس تحرير موقع إعلام.أورج)
بالتأكيد هناك فجوة، وعدم تفاهم دائم بين المثقفين، والإعلاميين، والأزهر، ورجال الدين بشكل عام، لكن هذه الفجوة لا يمكن تجاهلها لأننا لسنا في دولة تتخذ من العلمانية منهجًا بشكل رسمي، لو كان الوضع كذلك ما إحتاج الأمر لتوصيف لأنه وقتها سيكون القائم هو تطبيق العبارة الشهيرة “دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله”، لكن نحن في مجتمع تتداخل فيه السلطات، ودائمًا ما تحاول السلطة الدينية أن تفرض أرائها على الجميع، واللافت أنه لدينا في مصر أكثر من سلطة دينية، مثل سلطة الأزهر وسلطة السلفيين، وهؤلاء يتصارعون كثيرًا فيما بينهم لكنهم يتحدون ضد الأصوات التي تطالب بتنقية التراث، وتصحيح الخطاب كما حدث مع “إسلام بحيري” مؤخرًا، الذي وإن كنت اختلف معه كثيرًا لكن مع حقه في أن يتكلم، ويرد عليه المختصون، ويكون الحكم في النهاية للناس، وفي ظل وقوف النظام على الحياد في بعض الأحيان وانحيازه للسلطة الدينية في معظم الأحيان، لا يمكن تصور أن يحدث توافق بين المثقفين والأزهر في المرحلة القريبة، وهذا التوافق في رأيي غير مطلوب على المستوى العام، فهناك قانون يحتكم له الجميع وهو ما لا يحدث للأسف، لكن على مستوى أزمة تجديد الخطاب لابد من بدء حوار حقيقي بمشاركة كل الأطراف من أجل الوصول لحل تلك القضية على أن يكون الحوار مغلقًا، وتصل تفاصيله ونتائجه فقط للرأي العام.
____________
(محمود الغيطاني – الناقد السينمائي ورئيس قسم الثقافة بمجلة البوابة)
بالفعل هناك فجوة حقيقية، وصدع عميق بين مؤسسة الأزهر والمثقفين جميعًا، بل بين الأزهر والمجتمع بالكامل، وهذه الفجوة لا سبيل إلى رأبها ببساطة وسهولة؛ فمؤسسة الأزهر فكرها (متكلس)، (استاتيكي)، غير قادر على التحرك، أو أن يكون مرنًا قابلاً للتفكير حسب مقتضيات التغيرات التي تحدث في مجتمعاتنا، وهذا ما أدى إلى وجود هذه الفجوة التي ظهرت بوضوح من خلال العديد من المواقف منها الصدام الدائم بين الكتاب، وبين الأزهر، وبين مؤسسات السينما والأزهر، وبين البحث العلمي، والتفكير والأزهر، فمؤسسة الأزهر ترغب في عدم إعمال العقل والتفكير؛ لأنها مؤسسة تعتمد في المقام الأول على النقل، وعدم النقاش أو إعمال العقل، وهي تعتمد على الموروث المليء بالكثير من التناقضات، واللامعقول، وما ترفضه السليقة السليمة، بل كل ما تحاول مؤسسة الأزهر تصديره هو سبب قوي وضروري لجعل الجميع يأنفون من الدين أو التدين، الأمر الذي يجعل الأزهر في حالة صدام دائم سواء على المستوى الاجتماعي، أو مستوى الكتاب، والفنانين، والمفكرين، الذين يرفضون الخضوع من دون إعمال العقل، أو التفكير، هي مؤسسة (لاهوتية)، (بطريركية) في المقام الأول ترغب في فرض سلطتها على الجميع، بينما المجتمع لا يمكن له أن يقبل ذلك، وأعتقد أن الحل الوحيد لإنهاء هذا الصدع العميق، وإنهاء حالة الصدام هو أن يكتفي الأزهر بدوره في الدين ولا يحاول التدخل في شئون المجتمع؛ لأنه ليس الدور المنوط به كي يفعله، هو مؤسسة دينية في المقام الأول، وليس من المطلوب من المؤسسات الدينية خلط الدين بأمور الحياة، والثقافة، والفن، فليهتم بأمور الدين، ويترك أمور الدنيا لغيره، أما أن يتدخل فيما لا يعنيه سيؤدي إلى المزيد من الصدام والرفض الكامل، حتى أن الأمر قد يؤدي إلى لفظ كل ما هو ديني بسبب تدخل الأزهر فيما لا يعنيه.
____________
(عبد الرحيم قناوي – الكاتب الصحفي)
هناك فجوة بين المثقفين ومجتمعهم والمثقفين والأزهر من جهة أخرى، فالمثقف يغرد لنفسه منفردًا أحيانًا وفى أحيان كثيرة يكتب عن مجتمعه الذى يعيش فيه، ويحمل همومه ويعبر عنها، لكن تهميش النظام السابق للمثقفين، وتقريب من يهللون له بالتصفيق له، وعدم إلقاء الضوء على فساده جعل كثيرًا منهم يبتعد عن الساحة مما جعل أنصاف المثقفين يعتلون الساحة، ويكونون نجوم الفضائيات، والتوك شو ويتحكمون فى تشكيل وعى البسطاء بأفكارهم البعيدة عن مشاكل المجتمع، وتقاليده وأحيانًا التزامه الدينى والفتنة التى نراها اليوم من “إسلام البحيرى”، و”إبراهيم عيسى” ما هى إلا نتيجة لغياب الأزهر وانزواء المثقفين الحقيقيين عن الساحة، ولا أنكر تدنى مستوى التعليم، وغياب دور الأزهر، والإعلام وتبعية الأخير للحكومة سبب رئيسى لوجود فجوة بين المثقف وعامة الشعب، لو تم إصلاح هذه المؤسسات، واستقلال الأزهر والإعلام سوف تقترب المسافات بين المثقف، والأزهر، والعامة، ويجب أن ينزل المثقف من برجه العاجى ويقترب من البسطاء ويعيش همومهم حتى لا يتحكم فيه جماعة دينية بعيدة كل البعد عما تحمله من إسمها قد اعتلت المساجد، ووصلت لأكبر فئة وبثت فيها سمومها فرأينا من يعتدى، ويتطاول على الإسلام وأعلامه، وأُعَوِل فى الفترة القادمة على المثقفين الحقيقيين أن يقوموا بدورهم لإنقاذ مصر من حالة التردى الدائم. لأنهم من يؤثروا فى عامة الشعب.
_____________
(فايزة هنداوي – الكاتبة الصحفية)
إن البعض يردد دائمًا إن الأزهر هو منبر الاسلام الوسطي، الذي يحمي الإسلام، والمسلمين من دعاوي التطرف، والتشدد والإرهاب، إلا أن المتابع جيدًا للمناهج التي يدرسها طلاب الأزهر سيتأكد من كذب هذه المقولة، حيث يدرسون كل كتب التراث التي تحتوي علي أفكار رجعية متشدة وضعها أصحابها بعيدًا عن روح الدين الإسلامي الصحيح مثل فتاوى إرضاع الكبير، وغيرها من الفتاوي الغريبة
كما أن الممارسات العملية لمؤسسة الأزهر في الفترات الأخيرة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن رجال الأزهر لا يؤمنون بالحرية، ويتمسكون بهذه الفتاوي، لذلك كان هناك أكثر من معركة، وصراع كبير بين المثقفين، وبين مؤسسة الأزهر في الفترة الأخيرة، ومنها فتوي الأزهر التي منعت عرض فيلم “نوح” نظرًا لتجسيد النبي “نوح” في الفيلم رغم عدم وجود آيات في القرآن الكريم تحرم تجسيد الأنبياء!!!
لكن رجال الأزهر للأسف استندوا في فتواهم علي أراء بعض الفقهاء، لا على النصوص الصحيحة. 
لذلك سيظل الصراع قائمًا بين مثقفي مصر، وفنانيها الذين يتطلعون إلي التطور، وتنوير الشعب، والتخلص من كل دعاوي الجهل التي تقمع الحرية باسم الدين، من جهة، وبين مؤسسة الأزهر من جهة أخري حيث تصر علي التمسك ببعض الأحكام، والفتاوي التي أصدرها رجال لا ينتمون لهذا العصر، لذا كانت فتاويهم وأحكامهم مناسبة للعصور التي عاشوا فيها، ولم تعد ملائمة لعصرنا هذا، ولابد للتخلص منها، وقد تجلي هذا الصراع مؤخرًا في فتوي الأزهر بمنع برنامج “إسلام البحيري” الذي يدعو لتنقية التراث!!!
ذلك لأن “البحيري” ضرب بهذه الدعوة مؤسسة الأزهر في صميم أفكارها ومناهجها.
ومن المتوقع ألا يتم إنهاء الصراع بين المثقفين، وبين مؤسسة الأزهر في القريب العاجل … لأن الأمر يحتاج الي ثورة مجتمعية لتجديد الخطاب الديني تتبناها الدولة حتي لا تعوقنا الأفكار الرجعية عن التطور، والتنمية التي نصبو إليها.
________________
(دكتورة هدى رزقانة – رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لحماية الصحة والبيئة وعضو مجلس الشعب السابق)
إن قلبى ينفطر حزنًا لما وصل إليه الحال فى المجتمع المصري، الذى كان يُضرَب به المثل فى توحده مع معظم علماء الأزهر الشريف، إلا أن هذا التوحد قد تبدل بالجفاء الذى أدي إلى بداية فجوة عميقة نرجو من الله ان يرأب صدعها بين كل فئات هذا المجتمع الذى يرنو بطبيعته المتدينة إلى سماع علماء الأزهر … رموز الدين … والذين نأخد من ألسنتهم أقوال الدين واثقين فى صدقها وصحتها، ولكن يحدث الآن ما يدمى القلب، إذ إنه ظهر فى الآونة الأخيرة من يطلق علينا الفتاوي الغريبة، المرتكزة على الأفكار الجانحة عن العقل، والمنطق، ووجدنا أيضًا من يخرج علينا ببعض الأحاديث التى زُجَت بين النصوص وكأن الإسلام أتى بها والإسلام منها برئ … وبعضها للأسف ينتمى للإسرائيليات، ولا يمت للإسلام بصلة لا من قريب، ولا من بعيد … وليت المهازل تتوقف إلى هذا الحد بل وصل الأمر إلى منع مناقشة أصول وجذور هذه الفتاوى، واتهام من يعارضها وينفيها بازدراء الأديان!!!
فأين من علماء الأزهر من يبرز جمال الدين الإسلامى، وعظمته، ودعائمه السمحة، والتى تًشَكِل عوامل الجذب لعقول الشباب.
كم أتمنى أن تُقَدِر مؤسسة الأزهر نظرة احترام مصر، والعالم العربى لهذه المؤسسة العريقة وإجلالهم لها وتقديرهم لكل ما يصدر عنها.
ولذا أتمنى أن يقوم الأزهر بدوره فى مواجهة التخلف، وأتمنى أيضًا أن يقوم بدوره فى الإصلاح المجتمعى، ومقاومة الأفكار المسمومة، الأفكار التى تؤدى إلى حجب الهوية المصرية ومحوها، يجب أن يقوم الأزهر بتصحيح المفاهيم الخاطئة والتى أوصلت البعض إلى تغطية الطفلة، وتحريم النظر إليها، وتصويرها كبضاعة قابلة للافتراس، وكان ذلك نتاجًا للفتاوى الضالة التى أباحت نكاح الطفلة فى سن التاسعة، ومما أغرى البعض أيضًا للتعدى الجنسى عليها!!!
وبناءًا عليه فيجب على مؤسسة الأزهر اتخاذ كل الإجراءات لمنع إطلاق مثل هذه الفتاوى، والتى إن دلت على شيئ فتدل على إصابة مطلقوا مثل هذه الشائعات بالأمراض النفسية، والجنسية التى يعانى منها هؤلاء الشيوخ المراهقون.
_______
(دينا المقدم – مراسلة بقناة المحور)
هل تعلم مؤسسة الأزهر العريقة بأن هناك شيوخ تموت بفتواهم شعوب وتحيا أُخرى؟ً
شيوخ بفتواهم تشتعل فتنة وتخمد أُخري؟!
إن بعض الشيوخ للأسف (شاخوا) على هذا الزمن. 
وحقيقة كلنا يعلم إنه ليس كل (شيوخ) هذا الزمن شرفاء.
فبعضهم سمم أفكارنا بأفكاره … وبعضهم من سمم حياتنا بفتاويه، وبعضهم من أخبرنا أن لرجل الدين حتمًا ولابد الطاعة المطلقة؟.
ألا يكذب رجل الدين؟ ألا ينافق؟ ألا يخاف؟ ألا يسرق؟ ألا يزنى؟
ألا وألا وألا… هل نسى رجل الدين أنه بشر؟ يخطيئ، ويصيب يفعل الخير، ويفعل الشر أيضًا؟
فللأسف تحول بعضهم إلى مسوخ للفضائيات … وللأسف امتهن بعضهم تجارة الدين فأطلق اللحى، وقصر الجلباب فقط ليأخد من الدين وتجارته حرفة … فأصبح بعضهم فعليًا عبيدًا للحكام، وأسيادًا للمساكين.
أيُعقل أن يخرجوا علينا بهذا الكم من النفاق، والرياء، والعته الفكرى، ونصدقهم ونقدسهم، وندعمهم؟
إنهم يرعبوننا من النار حتى جلبوها لنا على الأرض، وظنوا كذبًا أنهم موكلون من الله ليحددوا من منا الصالح ومن منا الطالح … فقطعوا عنا كل صلة بالله العلى القدير، ليصبحوا هم واسطتنا الوحيدة له جل جلاله.
وحقيقةً أنا لا أُعَمِم هذا النقد على جميع الشيوخ، فلدينا رجال دين فقهاء أجلاء أفاضل، لم يتربحوا من دينهم يومًا، ولكني أقصد عامدة متعمدة شيوخ “البتروريالات” … هؤلاء الذين ابتعدوا عن وسطية الدين وتسامحه، ونسوا أن الإسلام يطلب مخاطبة الناس بالحسنى، وليس بالتهديد والوعيد، حقيقة قصدت جالبين الفكر الوهابى المتطرف، الذى لا تسامح فيه ولا وسطية.
هؤلاء هم المسؤولون عن تلك الفجوة السحيقة التى تتسع كل دقيقة بيننا وبين عمائمهم، وكأننا نعيش في مجرة أخرى غير التى يفتون فيها!!!
ولا اعتقد أن الله سبحانه وتعالي شرع الديانات لكى يعرقل بها حياتنا مثلما تروج فتاويهم … والحقيقة أن العلاقة بيننا وبين الخالق أبسط، وأقدس من مما يدعون.
وعلى شيوخ الأزهر الأجلاء أن يفتحوا عقولهم للتنوير وتطور الفكر حتى يكون الإيمان مبنيًا على الاقتناع بالدين عن تفكير حقيقى، هكذا يتحقق الإيمان القوى الذى لا يهتز، وليس بالتهديد والوعيد.
أناشدكم أن تتركوا عقولكم للتنوير حتى لا يصبح الاتهام بالكفر والإلحاد هو الرد الوحيد والسريع على مناقشة المثقفون لما تنشرون.
فكم نحلم بعلماء يستشعرون القرآن وجوانب رحمته، لا من يحفظون القران عن ظهر قلب ولكنهم لا يستشعرونه.
_________
*عن “فيس مصر” 

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *