*آمال الديب
خاص- ( ثقافات )
(1)
عنوان الكتاب: تيار الوعي في الرواية الحديثة
تأليف روبرت همفري
ترجمة وتقديم: محمود الربيعي.
سلسلة ميراث الترجمة
رقم الكتاب: 2592
موضوع قديم متجدد ما زال مطروحًا على ساحة النقد الأدبي العالمي، رغم تجاوز تلك المرحلة منذ عهد بعيد، لكننا حتى اليوم ما زلنا نصادف روايات مهمة تعتمد على تيار الوعي.
وتأتي أهمية هذا الكتاب بأن نضع اتجاه تيار الوعي في مكانه بالنسبة إلى تاريخ تطور الرواية، وفي هذا التطور يحتل الاتجاه التقليدي في الرواية مكانًا مهمًا إذ كان اتجاه تيار الوعي في المكان الأول ثورة على هذا المفهوم التقليدي. وإن لم يكن تيار الوعي هو آخر الاتجاهات الروائية فإنه أشهرها، فقد جاء اتجاه تيار الوعي ليمثل الثورة الحقيقية في تاريخ التطور الروائي.
ويعرف روبرت همفري رواية تيار الوعي تعريفًا خاصًا أنها “نوع من القصص يركز فيه أساسًا على ارتياد مستويات ما قبل الكلام من الوعي بهدف الكشف عن الكيان النفسي للشخصيات”.
وتعد فيرجينيا وولف وجيمس جيس ووليم فوكنر وروروش رتشاردسون من رواد وشوامخ كتاب هذا التيار.
وليم جويس هو مبتدع مصطلح تيار الوعي، وقد ابتدعه في الساس ليفيد علماء النفس وأسرع ما يتعرف به على رواية تيار الوعي مضمونها، لا ألوان التكنيك فيها ولا أهدافها ولا موضوعها، ولذلك يثبت بالتحليل أن الروائيات التي يقال عنها إنها تستخدم وعي شخصية أو أكثر، أي أن الوعي المصور يخدمنا باعتباره “شاشة” تعرض عليها المادة في هذه الروايات.
جدير بالذكر أن التجريب الفني قد لعب دورًا نشطًا في رواية تيار الوعي، فقد اقتضى تصوير الوعي على نحو مناسب اختراع أنواع جديدة من التكنيك القصصي وإعادة تسليط الأضواء على الأنواع القديمة.
(2)
عنوان الكتاب: طبائع الشخصيات
تأليف: ثيوفراسطوس
ترجمة وتقديم وحواشي: عادل سعيد النحاس
مراجعة: محمد حمدي إبراهيم
رقم الكتاب: 2456
ثيوفراسطوس هو أحد الفلاسفة المشائين الذين تتلمذوا على يد أرسطو نحو عام 370 ق. م.
يقدم هذا الكتاب مجموعة مما يمكن أن نطلق عليه اصطلاحًا المشاهد المسرحية الهزلية الكوميدية المعبر عنها بصورة وصفية أدبية، فليس بغريب عن من قدم لنا عديدًا من المقالات الساخرة، مثل: “عن الكوميديا”، “عن السخرية”، أن يقدم لنا مشاهد كثير من الشخصيات التي تنغلق بمجموعة من الرذائل المتعلقة بخصال البشر السلوكية، والمثالب الخلقية في النفس البشرية.
ويعد هذا العمل هو أول دراسة في التحليل النفسي لطبيعة البشر ونظرتهم إلى الحياة، ومصدرًا مهمًا للمعلومات عن الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال تلك الفترة، فضلاً عن أنه يقدم لنا صورة متكاملة لمظاهر السلوك الاجتماعي والعلاقات الأسرية بين الأفراد.
ويحتوي الكتاب على ثلاثين نمطًا من النماط البشرية المرذولة ذات السلوك المعيب كالبخل والمداهنة والثرثرة والصفاقة والجبن والاحتيال، وغيرها.
ويعد هذا الكتاب محاكاة للواقع الأثيني، حيث نقل من خلاله ثيوفراسطوس صورة حية لما كانت عليه أثينا إبان نهاية القرن الرابع ق. م.
وقد اهتم الكتاب بتقديم جانب من العيوب الخلقية التي ظهرت خلال ذلك الوقت بين طبقات الشعب المتوسطة والكادحة التي تحمل على كاهلها العباء الجسام، أي العيوب التي ربما ترجع نشأتها إلى سوء التعليم، أو عدم الحصول على قدر منه، أو الفشل فيه، ذلك أن مفهوم الرذيلة لم يكن واضحًا بشكل كافٍ لدى أرسطو، وبالتالي لدى ثيوفراسطوس حيث إنه لم يستطع أن يهتدي إلى سبب واضح يرجعها إليه.
(3)
عنوان الكتاب: المطلق زهر مستدير
تأليف: جوزيه أكلان
ترجمة وتقديم: هدى حسين
سلسلة الشعر
رقم الكتاب: 2317
جوزيه أكلان شاعر من الكويبيك، ولد في مونتريال (4/4/1956). درس الأدب الحديث في جامعة مونتريال وجامعة الميراي بطولوز، وتأثر بشعراء كثيرين مثل: عمر الخيام، وجلال الدين الرومي، وجورج شحادة، وفرناندو بيسوا، وباتريس ديسبيين، وغيرهم.
وله عديد من المجموعات الشعرية بين 1987و2008، وقد حصل على جائزة المحافظ العام في مونتريال عن ديوانه “عصفور يمكن تنفُّسه”، سنة 1996.
وهو شاعر كندي معاصر ذو اتجاه روحاني، فيصعب أن تقرأ له دون أن يترك فيك أثرًا روحيًا، فهو يتعامل مع مفرداته بين كونها صوتًا ومعنًى وكأنها صلصال قابل للتشكل، وكأنها رحلة وتاريخ.
وهذا الديوان يضع له عنوانًا لافتًا “المطلق زهر مستدير”، ويبدو عنوانًا غريبًا وربما مجنونًا، ويضم الديوان ستة فصول باعتبارها أوجه المكعب “الزهر/ النرد”، وقد نوَّه في إحدى قصائده أن النقطة تعني صفرًا في لغة، وأن الصفر قد يعني دائرة في لغة أخرى، ثم يعود إلى اللغة الأولى، ويقول إن الدائرة قد تعني خمسة أيضًا.
يقول في قصيدته “العالم مرض: فلتشفوا من كل شيء”:
أموت كل يوم مثلما نصب لأنفسنا كوب ماء
مثلما نلقي غضاريف دجاجة إلى قطة سوداء بلا صاحب
تعيش على السطح القماشي لمحل السمك المجاور.
وفي قصيدة “سر سطحي”:
أجلس على طرف سريرك
أستقبل الشمس بغرقي في الدموع
أنا في الثلث الثاني من حياتي
قولي لي لماذا على اثنين فقط
أن يرغبا في أن يكونا واحدًا لا غير
وألا يناما بعد ذلك أبدًا.
ومن قصيدة بعنوان “خارج اللاشيء”:
النور يتغذَّى عليَّ
عندما أتوقف عن السفر
بسرعة الأيام
القلب تذكرة ذهاب بسيط
لمعسلة العيون
أو مدخنة الرغبات متخمة بالدموع
تعرينا بديهة ما لسناه
أو تغطينا.
(4)
عنوان الكتاب: فن الدراما.. كيف تخلق العلامات الدرامية المعنى على المسرح والشاشة؟
تأليف: مارتن إسلن
ترجمة: أسامة عبد المعبود طه
رقم الكتاب: 2652
الفكرة الأساسية في هذا الكتاب هي “سيميولوجيا الدراما”، فيتناول المؤلف كل عنصر من عناصر الدراما كل بدوره – الممثل والمكان والزمان والنص والموسيقى – ويقوم بإحالة القارئ إحالة مثيرة من المسرح إلى الشاشة، ويعرض منظومته الخاصة التي ناقشها بعناية، وهي أكثر اكتمالاً ودقة من أي شيء كتب قبلها.
ويتناول الكتاب العلامات الدرامية التي تخلق المعنى، ويتكون الكتاب من أربعة عشر فصلاً، في محاولة لتبسيط نظرية سيميوطيقا الدراما، حيث كانت اللغة الغامضة والتجريد المفرط هما سمت عرض الشرَّاح لنتائجهم، فالموضوع البحثي يحتاج إلى مفردات دقيقة، ولكن دون تعقيد، فقد حاول مارتن إسلن إعادة ترجمة بعض النصوص إلى لغة عملية تناسب بساطة الحقائق.
يقول: “ولجعل الكتاب مفهومًا قدر الإمكان للعاملين الممارسين وطلاب الدراما حاولت الحد من عدد الملاحظات الهامشية، والجدل المتعلق بالأدبيات المتخصصة الذي لا داعي له، ولكني من ناحية أخرى ألحقت قائمة كاملة تمامًا بالمراجع التي تشمل الحقل كله”.
فالدراما، ذلك الشكل الفني المتجانس الهجين بخلطه بين العملي والخيالي والفن والواقع، يشبه الطبيعة ذاتها في عدم تحديدها في عرضها الخالي حقًا أو فيما يبدو من إصدار أحكام القيم على الشخصيات والأحداث، فقد تخلى المؤلف والمخرج وكل الفنانين الآخرين المساهمين في العرض عن حقهم في التعبير عن آرائهم الشخصية وشكلوا المواقف والشخصيات والصور القابلة للعديد من التفسيرات المختلفة، بل حتى المتناقضة وهم يعيدون عن طريق المحاكاة خلق ما يتميز به العالم الواقعي من عدم تحديد.
ويمكن وصف الدراما بأنها هرمية المعاني مثلما تحدث عنها دانتي، فبخلاف المعنى الحرفي يميز دانتي معنى مجازيا أو صوفيًا ومعنًى أخلاقيًا ومعنًى باطنيًا كامنًا في نصه.
وملحق بالكتاب مسرد موسَّع به نبذة عن جميع أسماء الأعلام والأعمال الفنية الواردة في الكتاب.
( 5)
عنوان الكتاب: عن الأدب
تأليف: ج. هيليس ميلر
ترجمة: سمر طلبة
مراجعة: ماهر شفيق فريد
رقم الكتاب: 2521
من أهم ما يميز ج. هيليس ميلر أنه يرتد بنا إلى المفهوم الانطباعي للنقد الفرنسي في القرن التاسع عشر، مفهوم أناتول فرانس القائل بأن النقد سياحة تقوم بها روح الناقد بين روائع الفن، فيبدو هذا الكتاب مختلفًا كما يقول مراجعه حيث إن له مذاقًا مختلفًا عن أغلب كتب النقد الأدبي المتداولة بين أيدي القراء، فهو أقرب إلى الأدب الموازي.
ويطرح ميلر في فصله الأول السؤال الخالد: ما الأدب، السؤال الذي شغل النقاد منذ أفلاطون وأرسطو حتى يومنا هذا، ثم يعده واقعًا افتراضيًا لا يخلو من غرابة في فصله الثاني، وهو في الفصل الثالث سر أو لغز، فهو عند دستويفسكي عالم جديد تمامًا، وعند بروست أكذوبة.
وآخر سؤال يطرحه ميلر هو كيف نقرأ الأدب؟ ويوصينا بقراءة بطيئة ممهلة تتوقف بين الحين والحين لنتذوق كلمات الكاتب أو الشاعر. ومن خبراته الذاتية يحدثنا عن تعلقه برواية يوهان فيس “عائلة روبنسون السويسرية”، في صباه وكيف تطورت نظرته إليها مع النضج، وبالمقارنة بسلفها “روبنسون كروزو” لمؤلفها دانييل دي فو.
ويرى ميلر أن الأدب ليس محاكاة لعالم قائم سلفًا، وإنما هو – على العكس من ذلك – خلق واكتشاف إنما – بمعنى من المعاني – رقى سحرية تنقلنا إلى واقع مغاير ومجاوز.
ومفهوم ميلر للأدب أقرب إلى مفهوم دريدا منه إلى مفهوم هيدجر للشعر. فالأدب يقوم على استخدام أدائي، لا تقريري للكلمات، والقراءة عملية نشطة يشارك فيها القارئ ولا يقنع بدور المتلقي السلبي والمجاز هو الطريق الملكي إلى التأثير في القارئ أو المستمع، فهو يقيم علاقات جديدة بين الأشياء، وينزع عن المألوف حجاب الألفة فنراه يعني الطفل أو يعني آم حين فتح عينه على ما حوله في الفردوس لأول مرة.
يقول ميلر: “ينبغي أن يوضع الكتاب موضع مساءلة، وأن يُقاوَم، وأن نعمل على تبديد غموضه وإبهامه وإلغازه، وأن نزيل عنه سحره، وأن نعيد وضعه في سياق التاريخ، لا سيما تاريخ المعتقدات الأيديولوجية المتخلفة الزائفة”.