*غسان خروب
يمد مهرجان كان السينمائي الدولي الليلة سجادته الحمراء أمام نجومه وضيوفه، إيذاناً بانطلاق فعاليات دورته الـ68، التي تحمل طابعاً خاصاً مقارنة مع الدورات الماضية، ففي الوقت الذي تشهد فيه تطبيق قرار منع النجوم من التقاط صور «السيلفي» أثناء تواجدهم على السجادة الحمراء، تطل نسخة المهرجان الحالية التي تختتم في 24 الجاري، وسط حماية أمنية مكثفة، حماية لجمهور المهرجان، إثر عملية السطو التي تعرض لها أحد متاجر مجوهرات «كارتييه» الأسبوع الماضي، وتخطت فيها قيمة المسروقات 17 مليون يورو.
«يبقى شامخاً»
الافتتاح سيكون هذا العام من نصيب المخرجة الفرنسية إيمانويل بارسو، التي تعرض فيلمها (La Tête Haute) أو (يبقى شامخاً)، لتكون بارسو بذلك ثاني امرأة تفتتح بفيلمها المهرجان، بعد أن سبقتها في ذلك مواطنتها ديان كوريس عام 1987، ليبدو ذلك محاولة من إدارة المهرجان لإنقاذ نفسها من سهام الجمعيات النسوية التي طالما انتقدت المهرجان، بسبب سيطرة الرجال على معظم أعمال وجوائز المهرجان، الذي يطلق هذا العام نسخته الأولى من برنامج «وومن ان موشن» للاحتفاء بالعنصر النسائي في السينما.
فيلم الافتتاح الذي يلعب بطولته كاتيرين دونوف وبينوا ماجيمال وسارا فورستيه، تدور أحداثه حول مراهق يواجه مشكلات عديدة، وتحاول إحدى قضاة محاكم الأطفال ومعها باحثة اجتماعية إنقاذه من نفسه، لتأتي الأحداث في إطار مشوق، تبين مدى ارتباط السينما المعاصرة بالمجتمع وتركيزها على قضاياه العامة، ما يجعل الفيلم مناسباً لجمهور «كان السينمائي»، بحسب ما ذكره مديره ثيري فريمو، خلال إعلانه تفاصيل الدورة الحالية، التي سيكون مسك ختامها بفيلم «الثلج والسماء» للفرنسي لوك جاكيت، الذي يتناول الاكتشافات العلمية، التي قام بها كلو لوريوس عام 1957، خلال رحلته العلمية لدراسة الثلوج في القطب الشمالي.
منتجع كان الفرنسي سيكون بدءاً من الليلة، الوجهة المفضلة لنجوم الفن السابع، الذين سيحلون ضيوفاً على المهرجان، ومنهم: مايكل فاسبندر، وبينيشيو ديل تورو، وجابرييل بيرن، وماريون كوتيار، وكولن فاريل، وراشيل وايز، وجيسي أيزنبرغ، وهارفي كيتل، وجوش برولين، وإيميلي بلانت، وغيرهم.
منافسة
على سعفة كان الذهبية يتنافس 19 فيلماً أبرزها: «مون روي» (ملكي) للمخرجة مايوين لو بيسكو، ويدور حول امرأة تتعافي من قصة حب، وهو أحد الأفلام الفرنسية الخمسة، التي تتنافس على جائزة المهرجان، الذي يعرض أيضاً فيلماً للمخرج الأميركي تود هاينز، وبطولة كيت بلانشيت وروني مارا بعنوان «كارول»، فيما يشهد المهرجان عودة المخرج جوس فان سانت بفيلمه «بحر من الأشجار»، الذي يلعب بطولته ماثيو ماكونهي، وناعومي واتس. ويشارك في المسابقة فيلم «ماونتينز ماي ديبارت» أو (الجبال قد ترحل) للمخرج الصيني جيا تشانج كه.
تكريم
المهرجان يكرم هذا العام النجمة السويدية الراحلة إنغريد برغمان، التي زينت صورتها الملصق الرسمي للمهرجان الذي يعرض لها فيلماً وثائقياً عنوانه (إنغريد برغمان: بلسانها) للمخرج ستيج بيورمان. في الوقت ذاته، سيتم تكريم عميد مخرجي العالم، البرتغالي مانويل دي أوليفيرا، الذي رحل عن عالمنا مطلع الشهر الماضي، وسيعرض له فيلم «مذكرات واعترافات» (1982)، فيما سيكون المخرج اليوناني القدير كوستا جافراس ضيف الشرف المهرجان لهذا العام، وقد سبق له الفوز بالسعفة الذهبية عن فيلم «مفقود» (1982)، كما كان عضواً بلجنة التحكيم عام 1976، فيما سيتواجد جافراس خلال عرض فيلمه الشهير «زد» (1968)، الحاصل على جائزة لجنة تحكيم المهرجان عام 1969، وذلك بعد ترميمه تحت إشراف المخرج نفسه.
غياب عربي
غياب شبه تام للسينما العربية عن المهرجان هذا العام، فلم يطل سوى الفيلم الفلسطيني «ديجرادية». في حين، شهدت لجان التحكيم تواجداً عربياً ملحوظاً، ففي مسابقة «نظرة ما» تتواجد المخرجة نادين لبكي، وهيفاء المنصور، والممثل طاهر رحيم، فيما يترأس لجنة تحكيم سينيفونداسيون المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو.
____
*البيان