من رخامٍ ودفلى


*علي نويّر

لم يكنْ حُلُماً

.. أوَ ماذا إذنْ ؟
أوَ هل كانت الأرضُ تمشي بنا
أم تُرانا ثمِلنا كثيراً ؟
فدرنا على بعضنا دورةً
.. دورتينِ
وقعنا على بعضنا
لنلوذَ بأستارنا
من صقيعٍ
تناثر في هذه الطُرُقات
لم يكن حلُماً
كنتُ أُصغي لرفرفة القلبِ
وهو يطارحُ أنثاهُ من ولهٍ
كنتُ أُصغي
وخلفي التماعُ المصابيحِ عبر الزجاج
أوَ هل كانت الريحُ تمشي بنا ؟
أم هيَ العربة ْ ؟
مَنْ يصدّقُ أن التي
أسرَتْ الآنَ هوناً بنا
.. إنما عربةْ !
.. بين بدء التماع المصابيحٍ ليلاً
وهذا النعاس
نسرقُ من قطع الليل هذا القماش
لنسترَ ما انحسر الآنَ عن فورة الرغبات
آه أيتها العربة
امضي هوناً بنا
لم نكن غير ضيفين في حضرة الليلِ
ندخلُ في غابةٍ
ثم نخرجُ منها عراةً
ولا شيءَ غير ستارٍ شفيفٍ من الأمنيات
نحتطبُ الآن
نشتجرُ الآنَ
تتشابكُ هذي الأصابع جسراً
لتعبرَه خلسةً .. رغبتانا معاً
فوق منحدرٍ لاهبٍ
.. مرتقىً سابحٍ
في فضاءٍ من الهمهمات
……….
……….
انتهينا إلى دارةٍ
احتمينا بها
من نيازكَ قد لا نراها هنا
ربما هي ليست .. سوى شُبُهات
أو هل كان حلماً ؟،
ترى مَن أدار الكؤوسَ إذن ؟
مَنْ تثنّى قليلاً .. إذنْ –
بعد كأسين من شجنٍ ! ؟
أم تُرانا ثمِلنا !
فدارت بنا الأرضُ دورتَها
ثم عدنا إلى خمرةِ الروحِ
نشربُ نخب البلادِ التي
أودعتْـنا عصافيرَها
وتباريحَ أسرارها
وارتعاشاتِ حقلٍ مديدٍ من الأغنيات
لم يكن حلُماً
أو مصادفةً ما نرى
فالأيائلُ في دمنا
شرّدتْها البنادقُ والريحُ.. والثُكُنات.
والأباطيلُ تحثو علينا معاً
من رمال الجزيرةِ
سيلاً غزيراً من الطعناتِ
وها نحنُ نحتطبُ الآنَ
ليلاً طويلاً
نراهُ قصيراً
نهدهدُهُ بالأغاني القديمةِ،
نُحصي دفائنَهُ
فيضَ غدرانهِ
سربَ أنجمهِ
حين تصفو على هدأةٍ في المواجعِ
هذي الجهات
أوَ ما كان لحني جميلاً
أيا امرأةً
من رخامٍ ودِفلى !
لماذا إذنْ
عند آخرة الليل
قُدَّ القميصُ إلى وردتين ؟ !
أوَ ما كان لحني جميلاً إذن ؟
أيّهذا الرخام المعتّق- ماذا أرى ؟ –
والمعلّقُ بين اثنتين.
بين آصرةٍ لا نراها معاً
أو نراها معاً
لنخوضَ بها
نحو هاويةٍ لا تبين
….
أترينَ ؟
فهذي القصائدُ
تلك الأغاني الجميلةُ
ما عادتِ الآنَ محضَ التماعٍ لذكرى
أنها الآن وشمٌ عميق.
إنها فيئُنا المسترَدُّ
حقيقتُنا
والنداءُ الذي سوف يجمعنا
فوق جسرٍ
عبرناهُ ليلاً
وها نحنُ للآنَ
نحصي مصابيحَهُ
ربّما
ربّما
نعرف الآنَ أيضاً
– كلانا معاً –
انّه لم يكن
… غير حُلْمٍ بعيد
بلقيس
كم ناديتكِ سيدتي؛
كفّي عن التحديق
لا هذا الخشبُ الماثلُ
عرشُ سليمانَ
ولا المرآةُ هي المرآة
هذا ليس سوى “قرميدٍ”
تتخاطفُه الألوان
…………
………..
آهٍ من صمتك سيدتي
كلماتي خزفٌ
عرَّتها الريحُ
وألجمَ فتنتَها النسيان
______
*الصباح الجديد

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *