صنع الله إبراهيم: الرواية كذبة..


* ايناس محيسن

اعتبر الكاتب المصري، صنع الله إبراهيم، أن من أهم مكاسب «الربيع العربي» هو أنه أنهى إلى الأبد فكرة الزعيم الأوحد، فلم تعد هناك صورة القائد الذي لا يخطئ أبداً. مشيراً إلى أن هذا الأمر ينسحب أيضاً على مجال الإبداع الذي كان به أيضاً الموسيقار الأوحد، والروائي الأوحد، وحتى الزعيم الأوحد (وأقصد به هنا الفنان عادل إمام).
وبرر الكاتب المعروف عدم تناوله لثورة يناير في مصر أو غيرها من ثورات الربيع العربي في كتاباته الأدبية حتى الآن، رغم تناوله ثورات أخرى في أعمال سابقة، بأن الكاتب غير مطالب بأن يكتب عن كل ما يحدث، وأيضاً لأن الثورة في مصر، أو ما يحدث، بصرف النظر عن اسمه، لم يكتمل بعد حتى الآن، فدائماً أقول إن الثورة مستمرة، وليست هناك أبداً فكرة أو حقيقة تاريخية أن ثورة ما حققت أهدافها دفعة واحدة، فالمعتاد أن تحدث انتفاضة على وضع معين، فتحقق بعض النجاحات، ثم تُخلق أوضاع جديدة تتطلب تجديد الانتفاضة. مضيفاً: «لن يتوقف استغلال الإنسان للإنسان، ولا تمرد الإنسان على هذا الاستغلال».

وعن تأثير الثورة في الادب والإبداع، قال إبراهيم، في الأمسية التي استضافه فيها معرض أبوظبي الدولي للكتاب، مؤخرا، إن من أهم ملامح التغيير ظهور أشكال من التعبير لم تكن معروفة، مثل الجرافيتي، كما اكتسب التعبير جرأة وتمرداً حقيقياً، اجتماعياً وأخلاقياً، حيث بات المجتمع يعيد النظر في سلوكياته وأفكاره، ويناقش نفسه.

وتطرق إبراهيم إلى تأييده لثورة 30 يونيو وللرئيس عبدالفتاح السيسي؛ موضحاً أن هناك سلوكيات للنظام الحالي في مصر لا يرضى عنها ولا يرضى عنها الكثيرون، ولم يتحقق شيء من مطالب 25 يناير، ويجري تسليم البلاد لصندوق النقد الدولي والشركات الأجنبية، لكن في الوقت نفسه هناك شيء آخر إيجابي، يتمثل في تصدٍ جاد للقوى الظلامية التي تتسلح باسم الدين، وفي الدفاع القوي عن الدولة المصرية وحدودها، مضيفاً «بالتالي نحن أمام وضع أن هناك شيئاً إيجابياً مطلوباً، وهناك أشياء نرفضها ونسعى إلى تغييرها، والمشكلة الأهم أن ما يسمى بالقوى الثورية ضعيفة للغاية، وغير منظمة، وبينها خلافات على أساس الأشخاص».

واعتبر الكاتب الذي عرف عنه ابتعاده عن السلطة في مصر، أن ظهور السياسي المصري محمد البرادعي على الساحة فجأة، وتأييد الناس له، رغبة منهم في التمسك بصورة الزعيم، كان يمثل وضعاً مزيفاً.

وعن تضمينه قصاصات من الصحف، واقتباسات تاريخية في روايته، وهل يعني ذلك أنه يحاول كتابة التاريخ من خلال الرواية، قال صنع الله إبراهيم: «الرواية تعني كذبة، يعني أحكي حكاية مؤلفة ومتخيلة، ومن حقي أن أستخدم كجزء من هذا البناء تفاصيل حقيقية في الحياة والتاريخ والجغرافيا وأي مجال، هذا يغني عملية التخييل، عملية الكذب التي تتم، وفي الوقت نفسه يجب ألا تؤخذ ككتاب تاريخ، لأن التاريخ مجال آخر، التاريخ علم، يمكن أن نختلف حول صدق هذا التاريخ أو عدم دقته، لكنه مجال فيه تطور وأبحاث وإضافات وخلافات وتفسيرات.. إلخ، الرواية مجال امتاع، أنا أمتعك بأن أحكي لك حكاية، ومن حقي أن أستخدم مادة معينة، وهذا ما يجعلني مختلفاً عن أي روائي آخر، كما هو حق كل روائي، وفي النهاية يجب ألا تؤخذ الرواية مأخذ التاريخ».
___________

الإمارات اليوم

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *