*غسان خروب
هل يمكن للعلم أن يتمكن من الانتصار على الشيخوخة عبر عثوره على «أكسير الحياة»، ليبقى الانسان شاباً طوال سنوات عمره، قد يكون ذلك صعباً على الأقل في المستقبل المنظور، فحتى الآن لم يحقق العلم نجاحاً في كافة التجارب التي أجراها في هذا الجانب، ولكن الأمر جاء مختلفاً في فيلم «عمر أدالين» للمخرج لي تولاند كريغر، حيث تمكنت أدالين (الممثلة بلايك لايفلي) من مقاومة الشيخوخة بلا رغبة منها، محتفظة بكامل طاقتها الرومانسية رغم كبر سنها، ليأتي الفيلم مازجاً بين الرومانسية والواقعية السحرية.
أسماء مستعارة
أحداث الفيلم الذي حل ثالثاً على شباك التذاكر الأميركي بإيرادات تجاوزت 23 مليون دولار، تدور حول «أدالين باومن» وهي امرأة شابة، ولدت في مطلع القرن العشرين، لتعيش حياتها طبيعية حتى تتعرض لحادث سير في 1933، لتمنحها صعقة «برق» أصابت سيارتها «الخلود» وتجعلها دائمة الشباب، لا تتأثر بمرور الزمن لتتوقف عند سن الـ29، ما يجبرها على اختيار العزلة وعدم مواجهة الناس حفاظاً على سرها، ولأجل ذلك تقضي معظم سنواتها هاربة متنقلة بين المدن الأميركية، حاملة أسماء مستعارة، لتظل كذلك حتى تقابل «اليس» (الممثل ميشيل هيوزمان) الذي يعيد إشعال شغفها بالحياة والرومانسية، ما يدعوها لإعادة التفكير في التنازل عن حياتها الخالدة، بعد أن تعيش عطلة نهاية الاسبوع مع والديه، لتكتشف أن والده «وليام» (الممثل هاريسون فورد) يعرف سرها، فقد كان أحد أولئك الذين قابلتهم في حياتها، ما يضطرها إلى كشف سرها لحبيبها «أليس».
إشادة النقاد
الفيلم حاز على إشادة النقاد في العالم، الذين منحوه 7.7 علامات، بحسب موقع «IMDB» الالكتروني، فيما منحه موقع «روتن تميتوز» نسبة 71%، ما يعزز من حضور المخرج لي تولاند كريغر على الساحة، حيث يعد هذا الفيلم الثالث له بعد فيلمي «سيسلت وجيسي للابد» (2012) و«ذا فيكيوس كايند» (2009). المخرج كريغر أثبت في هذا الفيلم امتلاكه لأدوات الإخراج، حيث تمكن باستغلال «الفلاش باك» من تقديم كافة عناصر القصة التي جاءت اتسمت بالتشويق، والتي بدت واضحة في طريقة تخفي «أدالين» وتنقلاتها، وفي علاقتها مع الاخرين، ليقدم لنا مشاهد تعود الى الستينات وما قبلها، والتي مزجها مع أحداث تقع حالياً.
رومانسية وموهبة
الجمهور المحلي أبدى إعجابه برومانسية الممثلة بلايك لايفلي، وبموهبة هاريسون فورد، ليمنح الفيلم 8 درجات، حيث قالت نارمين اسماعيل: «جذبتني رومانسية ادالين وأعجبتني فكرة الفيلم التي تناقش فكرة الخلود والشيخوخة، لا سيما وأن العلم يسعى جاهداً في بحثه عن اكسير الحياة، وهو ما يمكن أن يعيد التفكير في ما يقدمه العلم بهذا المجال». وأضافت: «أداء أدالين كان جميلاً خاصة مع ابنتها التي كانت تشبه جدتها، ومن الصعب عندما تجتمعان ان تصدق بأن أدالين هي ام فليمنغ». أما دنيا عبد الرحمن التي منحت الفيلم 7.5 درجات، فقالت: «فكرة الفيلم جميلة، وتعد خروجاً عن المألوف، كما تحمل بين طياتها إيحاء بأنه يمكن أن يتمكن العلم مستقبلاً من إيجاد طريقة للمحافظة على الشباب، وفي الحقيقة لقد تمكن الفيلم من إشغال خيالي في تصور الاوضاع التي سيكون عليها الانسان اذا تمكن من الانتصار على الشيخوخة».
وعلى حد سواء جاء رأي ايمان عبد الله، التي منحت الفيلم 8 درجات، حيث قالت: «أعجبني كثيراً أداء أدالين فقد كان ملفتاً للغاية، فتارة تشعر بأنها تلعب دور الأم، وفي مشهد تلعب دور الحبيبة، ومرة تلعب دور الموظفة الجادة، فمن خلال هذه التقلبات تشعر بمدى التحول الذي يعتري شخصية الانسان، ولكن برغم ذلك، لم أكن قادرة على استيعاب محافظة أدالين على شبابها، وتوقفها عند سن 28، وقد يكون مرد ذلك، هو عدم وقوع حادثة مماثلة على أرض الواقع، ولكن قد يتمكن العلم من ترجمة ذلك في المستقبل».
مفاوضات
قبل أن ترسو الشركة المنتجة للفيلم على الممثلة بلايك لايفلي لتلعب بطولته، كانت قد رشحت له ناتالي بورتمان التي رفضته، لتدخل الشركة في مفاوضات مع الممثلة كاثرين هيغل التي آثرت الانسحاب منه طلباً للراحة، علماً بأن ميزانية الفيلم بلغت نحو 25 مليون دولار.
_______
*البيان