” الفجيرة الثقافية ” في عددها الأول: إبداعات عربية وملف عن التصوف والرواية الفلسفية



( ثقافات )

انضمت ” الفجيرة الثقافية ” مؤخراً إلى قائمة المجلات العربية الثقافية المعروفة حيث صدر عددها الأول عن هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، حيث أسسها ويشرف عليها سمو الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس الهيئة، فيما يتولى الأديب الإماراتي محمد الضنحاني رئاسة التحرير.
وقد جاء العدد الأول في 192 صفحة، حافلاً بالعديد من المواد المتميزة في الفكر والإبداع والفنون والنقد، وكتب د. راشد الشرقي في افتتاحية العدد بعنوان ” الثقافة والتنوير ” يقول ” ” حين فكرنا بإطلاق مجلة ” الفجيرة الثقافية ” عن هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، وضعنا نصب أعيننا مسألتين، أولهما وجود مجلات ثقافية عربية في الساحة، لها حضورها ومتابعيها وتاريخها الطويل، وبالتالي يجب البحث عن الخصوصية والمغايرة لما هو سائد، مع الاستفادة من هذا المنجز العربي الراسخ، وأما المسألة الأخرى فهي في كيفية تقديم وجبة معرفية في كلّ عدد تجمع ما بين الرشاقة والعمق معاً، فالقارىء العربي ينظر إلى الثقافة كمادة ثقيلة القبول على النفس غالباً، لا يتشربها المرء بسهولة، خصوصاً مع وجود خيارات أخرى للوصول إلى المعارف والآداب عبر الوسائل الالكترونية المتاحة بعيدا عن الورق وطقوسه” .
وبخصوص رسالة المجلة أشار د. الشرقي إلى أنها ” لا تنشغل فقط في تقديم النصوص القصصية والشعرية، والدراسات النقدية، والأبحاث الفكرية، والقراءات للفنون البصرية والأدائية والمتابعات المعمقة، والحوارات المتميزة، من أجل المتعة واكتساب المعرفة، بل ستكون منارة للفكر الذي ينتصر لثقافة الحياة، وإعمار الأرض بالخير والمحبة والسلام، أي أننا سنسعى عبر هذا المنبر إلى نشر ثقافة ” التنوير ” وهذا أمر يبدو لنا ملحّاً وأساسياً في الزمن العربي الراهن والواهن بكل أسف، والذي يحتاج منا جميعاً كلّ في موقعه إلى نشر هذه الثقافة وتحقيق التوازن”.
وكتب الأديب محمد سعيد الضنحاني رئيس تحرير المجلة ونائب رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام في نافذة الاختتام يقول ” مع صدور هذا العدد من ” الفجيرة الثقافية ” بما فيه من مواد إبداعية وفنية وفكرية عربية ومترجمة للعديد من الكتاب العالميين، تضيف إمارة الفجيرة لبنة أخرى إلى البناء الثقافي والإعلامي الذي أصبح كما يبدو قدرها الجميل، فهذه المجلة تأتي ضمن السياق الذي درجت هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام على تبنيه منذ انطلاقتها كراعية وداعمة في الوقت نفسه للفعل الثقافي الخلاق، وضمن استراتيجيتها التي تعمل على نشر الآداب والفنون، والتعريف بالمكان وجمالياته، والترويج لإمارة الفجيرة كحاضنة للفعل الثقافي في ظل التطور الهائل الذي تشهده في قطاعات عديدة أبرزها في الاقتصاد والصناعات” وأضاف الضنحاني ” إنه من يمن الطالع أن يؤسسها ويشرف عليها مباشرة سمو الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، الذي عرفناه مثقفاً، وراعياً للفكر والإبداع، وقارئاً يبحث دائماً عن كل جديد في الحركة الثقافية والفكرية العربية، وهو مكسب نعتز به، وندرك مدى التطور الذي ستحدثه هذه المجلة الوليدة في الحركة الثقافية العربية في قادم الأيام، ولا سيما وهي تنضم لكوكبة من المجلات الثقافية العربية الأخرى، وتحاول أن تتميز شكلاً ومضموناً، طامحة لأن تكون في صدارة المشهد، وهو طموح مشروع ومبرر وقابل إن شاء الله أن يكون حقيقة، ما دامت الهمم قد شحذت، والنوايا قد انعقدت، ورعاية هذه الإمارة قد توفرت ” .
ضم العدد نصوصا شعرية وقصصا قصيرة ومقاطع من روايات جديدة هي :
الساحل -علي الشرقاوي من البحرين، قيد الدرس- لنا عبد الرحمن من لبنان، يتم الرمل -أحمد الشهاوي من مصر، طقس-أمير تاج السر من السودان، رسائل غيب – ظبية خميس من الإمارات، أنا والشمس-أزهار أحمد من سلطنة عمان، دمشق وطيف فرناندو- خليل صويلح من سوريا، في أحوال العبد- زليخة أبوريشة من الأردن، أن تعيش لتغني- وحيد طويلة من مصر، مراثي الغجر- موسى حوامدة من فلسطين، بائعة الورد – حصة لوتاه من الإمارات، الدماء تسيل.. والمدى كاذب-جريس سماوي من الأردن، أنا وأمي وأختي حليمة- ليلى البلوشي من عمان، وفي زاوية عبق الأمكنة كتب ساسي جبيل من تونس ” في حضرة الفجيرة ” ، وزياد الجيوسي من فلسطين ” القدس : قلوبنا إليك ترحل كل يوم ” .
أما ملف العدد الذي اعدته أماني العاقل من سوريا فقد جاء بعنوان ” التصوف في الأدب ” وشارك فيه : د. عمار علي حسن من مصر ” التصوف في الأدب ” ، د. عبدالإله بن عرفة من المغرب” تجربتي في كتابة الرواية العرفانية ” ، د. أمين عودة من الأردن ” استلهام التراث الصوفي في الشعر ” ، د. حورية الظل من المغرب ” الرواية العربية وتمثل التجربة الصوفية، أماني العاقل من سوريا ” التحولات المعرفية في الرواية العربية “
وفي حقل الفنون كتب الناقد والتشكيلي الأردني محمد العامري عن ” علامات في التشكيل الإماراتي ” ، وتناول الناقد السعودي خالد ربيع ظاهرة ” الأفلام الإماراتية القصيرة ” ، أما في زاوية النقد فكتب الناقد المغربي والأكاديمي محمد معتصم عن “التنامي السردي عبر المقارنة في رواية بابنوس لسميحة خريس ” وتناولت الناقدة المغربية د. زهور كرام ” كتابة المرأة ” أما الناقد والأديب الفلسطيني وليد أبو بكر فكتب عن “رواية سلمان رشدي المقلِدة لرواية روسية سبقتها من قبل ” وفي الترجمات قدمت الشاعرة والمترجمة الإيرانية مريم الحيدري نصوصاً جديدة لمولانا الشاعر الصوفي ” جلال الدين الرومي ” وخصصت الروائية العراقية لطفية الدليمي ملفا متكاملا مترجماً للرواية الفلسفية ” بين الفلسفة والرواية، الحقيقة الروائية والحقيقة الفلسفية، تلميحات إلى بعض الروايات الفلسفية”، وتناول الباحث العراقي د. ياس البياتي ” ثقافة الصورة المتلفزة وإشكالية المضمون” فيما عرضت الشاعرة الأردنية لانا المجالي لبعض الإصدارات الجديدة، وقد زينت مواد العدد تخطيطات للفنان إبراهيم أبوطوق، وصوراً من المشاركات الفائزة لجائزة الفجيرة للتصوير الضوئي.

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *