بعد مشوار طويل من العطاء الثقافي توفي الشاعر العربي الكبير محمد الفيتوري، الأحد، بعد معاناة طويلة مع المرض.
ولد الفيتوري في الجنينة عاصمة دار مساليت على حدود السودان الغربية عام 1930م، أما والده فهو الشيخ مفتاح رجب الفيتوري وكان خليفة خلفاء الطريقة العروسية، الشاذلية، الأسمرية وهو صوفي ليبي عبر بوابة الشمال الأفريقي، ويبدو أن وطأة الاحتلال الإيطالي قبل الحرب العالمية الأولى كانت سببا مباشرا في هجرة والد الشاعر وأسرته إلى غرب السودان.
درس بكلية دار العلوم وعمل محرراً بالعديد من الصحف السودانية والمصرية وعين خبيراً إعلامياً بالجامعة العربية خلال الفترة (1968 – 1970)، ثم عمل مستشارا ثقافيا بسفارة ليبيا في إيطاليا ومستشارا وسفيرا بسفارة ليبيا في بيروت، كما عمل مستشارا سياسيا وإعلاميا بسفارة ليبيا بالمغرب. يقول أحد النقاد إن الفيتوري وقف عند عدة محطات كان لها الأثر المهم في تشكيل فكره، ومنها أفريقيا والعروبة والبعد الصوفي، أفريقيا المشهد الذي استوقف الشاعر طويلا أمام محنة الإنسان الأفريقي المستعبد وتمرده ونضاله الباسل ضد المحتل الأبيض، والفيتوري بهذه الصرخات الأفريقية أراد أن يكون محاميا لقارته السوداء. وهو أول من تغنى في العربية لأفريقيا، وعلاقة الحرية بالرؤية الأفريقية شديدة الالتحام. الامتداد العربي يشكل اتجاها آخر في شعر الفيتوري الخارج من رحم المعاناة الإفريقية لينغرس في واقع آخر أكثر إيلاما، وهو الواقع العربي المشوب بالخذلان .
تتنازع الشاعر ثلاث جنسيات السودانية والليبية والمصرية، ونرى الفيتوري يتغنى في شعره بأقطار الوطن العربي ويقف طويلاً عند بعضها بتركيز كبير وهذه الأقطار هي ليبيا “ثورة عمر المختار”، ومصر “أغاني أفريقيا”، والسودان “رسالة إلى الخرطوم”، وفلسطين “مقاطع فلسطنية.
_______
*الجزيرة أونلاين
_______
*الجزيرة أونلاين