لم تتوقع الروائية المصرية أن تتلقى هجوماً عنيفاً بسبب عنوان كتابها “رجال للحب فقط” الذي اعتبره النقاد إعلان حرب منها على كل الرجال، كأن الكتاب يصف بشكل أو بآخر أن علاقة المرأة مع الرجل بعضها للحب وبعضها لأشياء أخرى، وهو ما دفعها إلى الرد بأنها لم تظلم رجلاً في الكتاب، ولم تغبن امرأة.
وتؤكد صاحبة الرواية أنها تكتب عن الحب المثالي الذي يبذل فيه الطرفان ما يستطيعان من وفاء وولاء وتضحية. ولوفاء 7 إصدارات أدبية منها “نصف خائنة” و”مهرة بلا فارس” و”سيدة القمر” وغيرها من الأعمال التي ضربت على الوتر الحساس في المجتمع، وتناولت هموم المرأة وقضايا الحب والعاطفة.
بعد 3 أعوام من كتابة روايتها “طوفان اللوتس” قررت وفاء طباعتها ونشرها، وتم ترشيحها لجائزة البوكر، وأصبحت من أكثر الكتب مبيعاً في مصر، وتمزج الرواية بين عالم المدن المليء بالكتل الخرسانية وعالم الريف المليء بالخضرة والماء والجمال، كما تمزج بين الروح العصرية وروح المصريين القدماء، التي تتمثل في الملك الفرعوني “حور” الذي أتى من العصور القديمة ليستعيد زوجته وحب حياته الملكة “نفر” التي تعيش الآن في صورة فتاة عصرية، وتدور كل الأحداث المبهرة لتنتهي نهاية غير متوقعة.
صرخة للظلم
تبدو صورة الأنثى في روايات وفاء مظلومة ومضطهدة في الحب والحياة والعمل. تقول: الأنثى في رواياتي قوية مبدعة منتجة رومانسية، تجتاحها المشكلات الاجتماعية التي نجمت عن نظرة متدنية للمرأة، فألقت بشباكها عليها لتتحول من كائن مبدع منتج حساس إلى أطلال إنسان. كتاباتي صرخة في وجه الظلم، وابتسامة عرفان، لكن من يقدر معاناة الطرف الأجمل في كل علاقة إنسانية؟!
“أنا شخصية لا أمنح إنساناً ثقتي المطلقة، ولو كان مقرباً، وأؤمن بأن الحب الحقيقي إن وُجد فلن تتخلله أبداً خيانة، فلا خيانة مع الحب”.. هكذا تجيب وفاء عن سؤالي لماذا كتبت عن الخيانة في كتابك” نصف خائنة”، واخترت له عنواناً صادماً على رغم أنك لم تقصدي به خيانة رجل لامرأة أو امرأة لرجل بل خيانة امرأة لامرأة موضحة: لم يكن الكتاب من وحي تجربة شخصية، لكنني وجدت أن هذا النوع من الخيانة يستشري بكثرة في مجتمعاتنا العربية، وأن الخيانة أصبحت الآن شيئاً عادياً بعد أن تغيرت قيم المجتمع وعاداته إلى الأسوأ.
نكران الحب
بعيداً عن الخيانة قريباً من العاطفة والرومانسية، نقترب أكثر من كتابها “تذكّر دوماً أنني أحبك” الذي يحمل عنواناً ناعماً عبرت من خلاله عن مشاعر الرجل والمرأة. وتقول: كل من الرجل والمرأة يحمل جزءاً من الشر يتمثل في نكران الحب والجميل، لأن تركيبة البشر النفسية متشابهة جداً من الداخل، وتختلف فقط باختلاف التربية والمجتمع، أما نقل المشاعر إلى الآخر فهي مشكلة معقدة في ظاهرها، لكنها بسيطة بالنسبة إلي لامتلاكي خيالاً خصباً، فإذا أردت التعبير عن رجل تسكنني بلحظتها مشاعر الرجل، والعكس صحيح مع المرأة.
نمرة تثأر
من يقرأ كتاب وفاء “مهرة بلا فارس” فكأنما يتصفح عناوين عريضة من حياتها بكل تفاصيلها وأسرارها. وعندما سألتها: إلى أي مدى تشبه في صفاتها وطباعها بطلة الرواية، قالت: مهرة بلا فارس تشبهني كثيراً في الظروف وملابسات الحياة ومشكلاتها، هي مبدعة وقوية وجريئة، لكنها حين تحب تفقد كل جسارتها وتتحول إلى قطة ناعمة صغيرة تستكين على ذراع من تحب، وحين يغدر بها تتحول إلى نمرة لتثأر، وفي النهاية يتغلب الحب. وتضيف: لم يسعدني القدر إلى الآن بقصة تشبه قصة “مهرة” لأن حياتي الحقيقية لا يمكن البوح بها، ليس لأنني لا أمتلك الجرأة، لكنني عشت حياة عادية لا تستحق التوثيق.
رجل متحضر
سألتها: أي نوع من الرجال يشكل مصدر إلهام حقيقي لك؟ فقالت: أعتقد أن الرجل مصدر مهم للإلهام، لكن مشكلتي أنني لا أفضل رجلاً حقيقياً من لحم ودم، بل أفضل دوماً ما ينتج عن مخيلتي من شخصيات أسطورية قوية جريئة ناعمة، على رغم فرط رجولتها، لذلك تتحول الشخصيات الحقيقية في مخيلتي إلى نوع آخر من الرجال، لا يعرف الظلم، نوع مجامل رقيق هادئ وديع يحترم المرأة، وأنا أقيس مدى تحضر الرجل بمدى نظرته إلى المرأة، وهنا تبدأ فتنتي بالشخصية أو نفوري منها.
تحضّر وفاء حالياً لقصص تحمل عنوان “دموع القمر” ستصدر قريباً عن دار “اكتب” للنشر.
_______
*مجلة الصدى