* يوسف إسماعيل
( ثقافات )
العري
كان كل شيء عارياً .. طفلها البكر ، يجلس على كرسي بلاستيك أبيض ،بجوارها ، وأمها تتوسّد جزءا من حصير، يخفّف عنها خشونة الأرض الترابية تحتها ، وطفلتُها الصغيرة تُضحكها جدتُها بصعوبة .. أما هي ، فكانت مشغولةً ، ومنهكةً ، حاولتْ ، مرات عدة ، أن تتعلم كيف تربط فخذها برجلها البلاستيكية وفشلت ، فقررت أن تكون هذه هي المحاولة الأخيرة .
صورة ناقصة
المشهد :نصف حائط متداعٍ ومهشم، لم يبق منه سوى أربعة صفوف من الحجر ، بمحاذاة جذع شجرة التين …وعلى يمين الجذع قليلا كرسي بلاستيك أبيض ، متسخ ، وعلى يسار الجذع كرسي بلاستيك أسود اللون ، متسخ أيضاً ، وعلى الأرض ، في المساحة بين الكرسيين ، صينية صغيرة ،وعليها ثلاثة فناجين ، لم يبق فيها غير بقايا تخت القهوة .
عفوا : على جذع الشجرة ، أيضا ، استندت رجل بلاستيكية بكامل أناقتها ، بحذاء نسائي ناعم، و جورب حتى نهاية الفخذ ، مشدود بإتقان على الساق .
جسد ناقص
حاولت أن تغفو ،جافاها النوم ، بحثت عن فخذ أمها لتتوسده ، التفتت يمينا وشمالا ، لم تجد فخذا من فخذيها …سألت أمها ، فأشارت الأم إلى الخلف برأسها .
على الأريكة استندت الرجلان بكامل أناقتهما ،من الحذاء إلى الجورب، حتى نهاية الفخذين الممتلئين ..وضعت رأسها على الفخذ الأول واحتضنت بيدها الفخذ الثاني وغفت ، بينما استراحت الأم بنظراتها السارحة على جسد ابنتها الناعس .
أرض الضباع
هي : معصوبة العينين ويداها مربوطتان إلى طرفي الخيمة .. تصرخ دون صوت … تلعن ، تشتم ، تبصق ..المخيم مهجور مند استطاع نزع بنطالها الخفيف
هم : اثنان يدخنان السيكارة على باب الخيمة وثالثهما يحاول تمزيق جسدها الطري . يأكل مما اشتهى ، وينسحب إلى باب الخيمة ، داعيا الآخر ليبدأ وليمته المشتهاة .
المخيم : واجمٌ ، حزين ، ومكسور الظهر ، كالضلع المكسور يغلق بابه عليه خوفا من أرض الضباع .
سؤال
سألته ” أنجلينا جولي “: هل يعرف القراءة والكتابة ؟
قال لها : تعلمت حروف الهجاء، وأسماء البلاد، ومواطن الخطر ،وضفاف البحار، وجزر القرصان ، وترتيب الخيام .
سألها : وأنت ؟
تلعثمتْ ، وأشاحتْ بوجهها نحو الكاميرا ، بيد مرافقها المترجم .