ابتسام الصمادي *
سأفسح مجالاً لجميع صنوج وصخب فرق المجانين تقُضّ مسامعك التي تعودت على هديل وزقزقة حروفي ،، توقظك من نومٍ مُترفٍ آسر ،ما حفظتَ فيه أناشيد المطر ولا قرأتَ آيةً قبل أن تنام لأحباء افتقدناهم معاً …ستندم على رجاءٍ قدمته لك طويلاً :
– بأن تصل على الأقل ،قبل حُلمي بقليل تستقبله في المطار كي لا يضطر أن يستقلّ مركبة بعد أن كان يطير معك إلى جميع الأمكنة على فرسٍ لم يُخترع بعد.
– أن لا تتأخر عن مواعيد قصائدي كي لا تنتظرك طويلاً في الأماكن العامة تُحرج من عيون المارّة وهي بكامل أناقتها ووضوح ما يبدو من عشق عليها.
– أن لا تمرّ بباب سهري دون أن تطبع قبلة المساء على جبين أُنملتي اليُمنى وأطفال كُتبي الذين يقاسمونك السرير.
– وأن لا تتناول القهوة بسرعةٍ فيحزن فنجاني على امتلائهe لأنه لم يتزامن مع فراغ فنجانك الذي أنهى المهمة بسرعة دون أن يُدركَ أن القهوة جلسةٌ لا رشفةٌ …
أقسم أنني سأجعلك ترشف الشعر من آلة الإكسبرس السريعة ،حتى تُميز بين طريقتي التي أُحضّر بها قهوتك المغلية بهيل حروفها يملأ مطبخ أيامي ،وبين سرعة أوقاتك وتعاليك يملأ ملفات انشغالك….انزل قليلا أيها الشامخ كبرج تعدّى الإضاءة.كنت أراك (كجبل الشيخ) وعذوبة مياهه…كم مرة أستأذنت عيناي خجلةً من همس حضورك؟!…هذا الذي وصفتُهُ للملأ بالحضور الأسطوري ،فأصبحت أنا الأسطورة وحضورك صار أناي …ساقلب ساعة الوقت الرملية وربما أكسرها . لماذا استبدلتها بعقارب للوقت تسير بشكل محدد ومدروس؟! ..في حين كان وقتي ملعباً لفريق مشاعرك تربح فيه كل ضربات الجزاء…وكان ميداناً لخيول أوجاعك ،أكسب فيه أنا كلّ آهة تنتاب صدرك؟!
أيها الشاب الأنيق الذي ميّش الزمن تسريحته ،لماذا أهديتني اللون وسلبتني لوحتي؟! …كنتُ رسمتُ لك صبيّةً من بنفسج ، ونرجساً من أطفال الريف الجميلين ، ورجالاً باسقين من شجر البلاد ، وبحراً من أناقة النوارس، وصحراء شاسعة من شوقي الكبير إليك..
أيا رجلاً يليق به الكُحلّي من ألوان أوجاعي ،والأبيض من رهيف سرائري، كيف أُعاقب أشجارك ؟! كيف سأفعل يا ربي كي أُحيل كلماتي له الى ألواح من ثلج ما أن تُطبع على صفحات الجرائد حتى تذوب.
* شاعرة من سوريا تقيم في قطر