*منوجهر آتشي/ ترجمة: موسى بيدج
* منديل صغير
وضعتُ وردةً
بين الانتظار والحضور.
الوردة
بين الانتظار والحضور
منديل أحمر صغير
سقط على قارعة الطريق
مِن مَن؟
الى مَن؟
من مر من هذا الطريق المهجور؟
من الذي سيأتي
من هذا المهجور البعيد؟
وضعتُ وردةً
بين حنجرتين
بين صمتين
أنا واضعٌ وردةً
بين «هل»ـين!
* البحر
لم يعد البحر
من الرخام والعقيق
ولا مضجعاً
لحوريات اللؤلوء.
زورق يعبرُ
دون راكبٍ
يأخذ بضاعةً
– مضيئة نوماً ما –
ليبيعها لأناس
يسكنون الجانب الآخر
من المياه
وهم أكثر إيماناً قليلاً
زورقٌ
يمرق في المرفأ المهجور
ليسلّم حمله المهرّب
والفاقد للنور.
لم يعد البحر
من الرخام والعقيق
ولا محلاً
لنهوض حوريات اللؤلوء.
البحر
صار بحراً مظلماً لزوارق بلا ركّاب
زوارق
تأتي بـ فيروس الزار من الصوب الآخر
وتأخذ بأموات مجانين
من هذا الصوب.
* لحظات الأمان
ولكن
ما زال الناس لا يصدقون
بأنه قد جاء
وهو بينهم
يعبر
من على خطوط الشوارع
ومن زوايا الأمان بهدوء.
يتسكع مثلهم
على الأرصفة، عصراً
ويترك لحظات الفكر الخطرة
تحترق بلهيب الفودكا
أو يبعثها على أجنحة الأفيون الملونة
الى الأحلام الخالية…
ولكن
ما زال الناس لا يصدقون
بأنه قد جاء
انهم لا يصدقون ولا يريدون أن يصدقوا
انه بينهم
في زحام الرصيف البارد.
أو عبور الحديد الفاقد للحس والدم
منشغلاً بلحظات الذهاب الآمنة
الذهاب دون هدف
الذهاب فقط
دون أن تجعل من التعب والظمأ
من الماء والظلال لذيذاً
كظلال نعيم في الخيال…
هو بينهم
يحارب من أجلهم
حرباً ضارية
ولكن ليس في ساحة الوغى
وإنما
في السينما.
ولكنهم
لا يصدقون…
* روضة بشروط
إن لم تكن طيراً
ستجلو الروضة
كأشباح مملة خضراء
كثياب فريق غرفة العمليات
مطلسمة مجيئاً ورواحاً
آلية وبلا إحساس.
إن لم تكن طيراً
ستجلو الروضة معبداً
والسروات والحور مصلون مطلسمون
في أبدية غير مؤمنة.
وسيصبح العالم حجراً
إذا لم تكن طيراً
انت لست طيراً
والعالم صار كومة من الحجارة.
* لعل
الأرواح
ترجلت من الرياح
وهي تجتاز
البيوت الساحلية المضطربة.
لعل
في الرياح الوحشية
حكاية
يتسنى لها
أن تكثر من البركة
للأكواخ الساحلية.
لعل
في الرياح حكاية مرّة
يتسنى لها
أن تطفو بالأسماك على سطح الماء
ميتة.
لعل
رجلاً عظيماً
رجلاً منقذأ
يبزغ من قلب الرياح…
لعل
في الرياح حكاية
لعل الرياح…
رياح…
_____
*جريدة عُمان