راعية الجمال الخدومة


فاروةق يوسف *




ماجدولين الغول امرأة نزيهة من نوعها تحتاجها سوق الفن العربي، لتعوّض ما خسرته تلك السوق على أيدي اللصوص الذين نهبوا الفن العربي.

سيدة البيت وخادمته، المرأة التي تقف بأناقة حورية ترحيبا بضيوفها الذين لن يكونوا بشرا دائما، بل أعمالا فنية تضفي على إلهامها الشخصي الكثير من السعادة.

صنعت ماجدولين غزاوي الغول من قاعة الأندى في عمّان كونا يشبه البيت، الذي ترعاه بأصول سيدة تعرف أين تضع الزهرة في مكانها المناسب، الذي لن تخطئه العين الخبيرة.

تعرف أنها لن تكون ضيفة في عالمها، وهو مصدر خفتها الاستثنائية، حين تحضر أو تغيب على حدّ سواء. شيء منها يظل ثابتا في المكان كما لو أنها موجودة دائما بفعل سحرها.

أخت كل الفنانين الذين تبنّت مشاريعهم ووصلت بهم إلى الشهرة، في الماضي لم يكن لديّ أي توق لتتبع أخطائها، وهي تعرض لفنانين كانت عروضهم تسيء إلى القاعة. لكن حين أدركت مساحة شفقتها أشفقت عليها.

هذه سيدة تتماهى مع مشاعرها الأصلية، يقود قلبها خطاها، بالرغم مما يبدو عليها من انضباط عقلاني. تعرف أنها اليوم غدت واحدة من أهم راعيات الفن في الأردن، وهن بالمناسبة كثيرات، غير أن رعايتها تختلف بما تنطوي عليه من شعور عميق بالأخوة.

هي أخت الفنانين والفنانات اللواتي تعرض لهن، كم سمحت لها تلك الأخوة بالتعلم؟ أجمل حكاياتها تقيم في ذلك السؤال المضني. فماجدولين لا تحتاج إلى التجارة بالفن، ربما العكس هو الصحيح لكي يكون الميزان عادلا.

امرأة نزيهة من نوعها تحتاجها سوق الفن العربي، لتعوّض ما خسرته تلك السوق على أيدي المهربين وقطاع الطرق واللصوص الذين نهبوا الفن العربي وزوّروا تاريخه. ماجدولين الغول قدرتها الهائلة على الإنصات تشي برغبتها في التعلم، وهي الرغبة التي عبرت من خلال إقامتها قاعة للعروض الفنية، وهي القاعة التي تنفست من خلالها هواء شغفها الأول.

سيقول من يراها لأول مرة “هذه فنانة وإن كانت لا تمارس الفن”، وسيضعها في ذاكرته باعتبارها واحدة من أرقى راعيات الجمال، في بلد يكاد يكون مغلقا على التفسير الذكوري للعالم.

* ناقد فني من العراق

شاهد أيضاً

“أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني

(ثقافات) “أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني برعاية العين د. مصطفى حمارنة ينظم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *