( ثقافات )
أقامت “الآن ناشرون وموزعون” حفلاً لاشهار كتاب “فوح الشذا” للدكتور يوسف بكار في دائرة المكتبة الوطنية ضمن نشاطها “كتاب الأسبوع”، شارك فيه د.عمر القيام، والباحث كايد هاشم.
وقدّم الدكتور عمر القيّام الكتاب موضّحاً أن المقالة الأولى فيه قد تناولت القصيدة الأخيرة للراحل حبيب الزيودي “اليوم أدركك الأفول”، ونشرت بعد وفاته.
وأشار إلى أن الكاتب تذوق القصيدة على المستويين الشكلي والموضوعي، مما يشير إلى القدرة الفنية لدى حبيب إذ تجلت في الانفكاك من رفقة الوزن والخروج عليه خروجاً إيجابياً.
وأوضح القيام أن الدراسة الثانية التي وردت في الكتاب والتي تحمل عنوان “عيسى الناعوري وعمر الخيام”، من أفضل دراسات الكتاب من حيث روح النقد، إذ يعد الكاتب من كبار المختصين بأدب الخيام، وقد أسعفه إتقانه للفارسية والإنجليزية على رصد السياق العلمي والتاريخي في مسيرة الرباعيّات، كما ساهم الكاتب من خلال دراسته النقدية في توضيح صورة الخيّام في الأذهان، وأطلع القارئ على نصوص للخيام تشهد بإيمانه وترقّيه في مدارج السلوك والعرفان، أما آخر وقفات الكاتب في كتابه كانت بعنوان “المكان الأردني في أربع سير ومذكرات”، وهي “الأمواج” لدولة عبد المنعم الرفاعي، ومذكرات دولة هزاع المجالي، و”رحلة العمر من بيت الشعر إلى سدة الحكم” لدولة عبد السلام المجالي، و”خواطر وذكريات” لمحمد نزال العرموطي، وبين بأن الكاتب قد وظف باقتدار نقدي مفهوم “الزمكانية” الذي تبلور في تحليل الرواية، كما وظف الجماليات الفلسفية للمكان.
وقال الدكتور كايد هاشم إن الكتاب منسجم في مجموعه ومحتواه، ومنهجه وأسلوبه مع دراسات ومقالات ونقود كثيرة للكاتب، خص بها الأدب والثقافة في الأردن، منذ بواكير مؤلفاته قبل أكثر من ثلاثة عقود وفي مقدمتها كتابه “آراءٌ نقدية” الذي قدم فيه قراءات نقدية لكتابي د.هاشم ياغي.
وبين الدكتور كايد أن كتاب “فوح الشذا” مقتصر على مجموعة منتقاة من “الأزاهير الأردنية” التي تنتمي إلى مكان واحد وبيئة ثقافية واجتماعية متصلة. وأن النماذج التي اختارها الدكتور بكار تمثل أجيالاً مختلفة، ومراحل متباينة، وفنوناً كتابية متنوعة من الحياة الأدبيّة والثقافية الأردنية، وتحدد معالم دالة على ما أصابها من تطور وتجديد هنا وهناك، في اطار التفاعل مع البيئة الثقافية العربية الأوسع بكل مكنوناتها التراثية والمعاصرة.
ومن جانبه عرض بكار محتويات الكتاب، وبين بان عنوان كتابه مستوحى من قول إبراهيم طوقان: “مثل القول لا يؤيده الفعل، أزاهير لا يفوح شذاها”، وتضمن الكتاب زهوراً أردنية من عبق رياض الأدب، شعره ونثره ونقده، نضدت بعناية، بعد أن كانت شعاعا ليضوع فوح شذاها فيعم وينتشر.