قصيدتان


*بكاي كطباش

( ثقافات )

١-
لا يَنتَظِرُ مُعجِزَة
مِثْل الشّمعدَان الفِضّي
عَلَى المَائدَة العَتِيقٓة الهَادئة
هَادِئا
يَجلِس بَين هَالاتِه الهَادِئة
لا يُفَكّر فِي شَيء
لاَ يرْغَب فِي شَيء
لاَ يَنْتظِر مُعْجزَة
لا يَنْتظِر، عَلَى الخُصوُصِ، مُعْجِزَة
فَقَط مِن حِين لآخَر
يُطْلِقُ بِالكَادِ تَنهِيدَة
أشْبَه بِمرآة دُون قَاع
أو بِمرْوحَة دُون أذْرع
مرْوحَة تَدُور فِي الخَوَاء
وَبَعْدَهَا 
يَنْقَلب عَلَى جَنبِه الشّمَال
ليُراقبِ فَرَاشَتُه الأخِيرَة
وَهْي تَقْتفِي خَطّهَا اللّولَبِي الرّفِيع
الخَطّ الشّرس الرّفِيع
مِن الشّرنَقَة
إلَى الرّمَاد
_____
٢-
قَبْل انتهَاء العَرض
آه أَيُّهَا السّاحِر العظِيم
لَم تَعُد تدهِشنِي
الأرَانِب والحَمَائم
والمنادِيل الملَوّنٓة
أخْرِج لِي إنْسَانًا حقِيقيًا
إنْسَانًا حَقِيقِيا واحٍِدًا
فَتّش في جيُوبك السرّية
فَتّش مرّة ثَانِية
فِي عَتمَات القبعَة
فَتّش في الصّنَادِيق
في المرايَا
فِي منهدَة الأنثَى المقسُومَة نصْفين
في أعين المتفَرّجِين
حَاوِل مَرّة أخرَى
أرجُوك أَيُّهَا السّاحِرُ العَظِيم
إنسَان واحِد
واحِدٌ فَقٓط
أرِيدُ أنْ أرَاه 
ولَوْ لِمَرّة واحِدة
قَبْل إنتهَاء العَرْض
______
*مغربي مقيم في ألمانيا

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *