للمنفى وجه آخر


*سعيد الشيخ

( ثقافات )

المنفى ليس كله جحيم
يبالغ الشعراء بالنار والحطب
من اجل معاناة ناضجة
في المنفى
لنا عشيقات يملأن اوقاتنا بالورد
بأيديهن مناديل معطّرة
ترطّب مآقينا من دموعنا الحّارة
ومنّا من لهم امهات
لم يحملن بهم
خلف النوافذ يرقبن أوبتهم
بصبر وأناة وقدرة نادرة
ولنا زوجات ساحرات
في فنون المناكفة
واطفال يستأنسون بالاندماج
ولا يعرفون من التاريخ العربي
سوى سمرتهم المتوارثة
لنا صحف نحبّرها بجحيمنا
لا نقرؤها،
كي لايشب الحريق بنا ثانية.
لنا بيوت دافئة، جنائن نزرعها بخضرة بلادنا. ان نضجت؛ بها نرى بيروت وبغداد وجبال الجليل.
وهنا صارت لنا قمصان مزركشة بعدما خلعنا الخوف، واقتربت منا الطيور تقتات من اصابعنا بعض فضلاتنا، لنا دراجات هوائية نذهب بها الى الطمأنينة والبحيرات.
لنا طبيب للعائلة، وهواء عليل.
في المنفى
لنا مصحّات نفسية
تمسح عن ارواحنا
غبار الحرب
وتضمد حروقنا من الجحيم
لنا ما نكتسبه، ولنا ما نستعيده من ملامح الانسان!
________
* من مجموعة بعنوان “ملائكة تبكي خلف الأشجار” تصدر قريبا عن دار العلوم العربية بالقاهرة

شاهد أيضاً

كأس وظلال

(ثقافات) كأس وظلال عبد القادر بوطالب تلك الظلال التي طوت تفاصيل أجفاني سارت خلفي ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *