( ثقافات )
دبي- في كل حلقة من حلقاته، تزداد قناعة أهل الشعر النبطي ومتابعيه بأن برنامج البيت بات بستانا للشعر حصاده الإبداع والملكة الشعرية. أضحى معها المشاهد العربي في كل مكان تواقاً لمعرفة عن بلاغة الأشعار النبطية وشغوفا بالبحور والزخم الهائل من النقد البناء في وصف روعة المفردات على الشاشة الذهبية من قبل لجنة التحكيم.
ولإثراء الساحة الشعرية ومعرفة المزيد عن الفائزين أجرى مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، المشرف على تنظيم وإنتاج برنامج البيت وبثه من الاستديو الخاص به في مدينة دبي للاستديوهات الحوار التالي مع الفائزين بجائزتي نبض الصورة وشطر البيت.
الفائز بالحلقة التاسعة في مسابقة “نبض الصورة”
استطاع أن يوظف لغة الأصالة التراثية في نسق التجربة الشعرية الحديثة، حيث ركز على أوزان الشعر وبحوره، بطريقة نوعية، المعاني والأبعاد الفنية للصورة الجميلة الملتقطة بعدسة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم في البيت الشعري “ما عاد يغريني “مغيب الشمس” ليه أصوّره؟ عندي! “كثير أحباب غابوا” والصور متشابهة”.
يقول الشاعر سلطان عبدالله الصالح أن برنامج البيت من أقوى البرامج الأدبية في ساحة الشعر النبطي ونقطة انطلاق لأي شاعر موهوب لم يجد فرصة حتى الآن في الظهور. وقد لمست الكثير من المواهب التي استطاعت أن تخلق أفكاراً وأوزاناً إيقاعية كانت في منتهى الانسجام مع الأبعاد الفنية والجمالية للصورة، وكانت تروي النفس وتغذّي العقل.
اختيار الفائز ” النفي والتعجب والجواب”
ومن خلال تجربتي الشخصية مع برنامج البيت، وجدت أنّ مشاركتي كانت لا بد أن تحمل سمة محفوفة بالإبداع. بالنظر للصورة، تبين أنه تم التقاطها وقت الغروب الذي لطالما ارتبط لدى الكثير وخاصة الشعراء بمسحة من الحزن. بعد أن استلهمت المضمون من الحزن، كان عليّ بناء عناصر القصيدة على صعيد الشكل، حيث اخترت ثلاثة عناصر مكونة من النفي والتعجب والجواب.
راعي البيت
أما الشاعر المتألق يزيد مشعل الحربي، الظاهرة المتفردة في الشعر النبطي، وصاحب الشطر “المشاعر شيء .. والإنصاف شيء ثاني”، فقد أبدى إعجابه المطلق ببرنامج البيت الذي كان محطة مهمة في انطلاقته الشعرية عبر الشاشة الصغيرة وإيقاظ إلهام الوجدان والإبداع الموجود بداخله.
وأوضح الحربي أن شطر العجز المطروح”كره بعض الناس أفضل من محبة غيره” كان بمثابة تموجات روحية تخترق القلوب الحيّة. فهو يتكلم عن موضوع في غاية الحساسية ويستخدم نوع بلاغي رفيع المستوى وهو الطباق.
وأشار الحربي إلى أن الحب والكراهية هما غراسين نمت بذورهما في مشاعرنا، يجمعهما حالة تقارب عجيبة وشديدة، تجعل كل منهما وجهين لعملة واحدة. وفي الوقت نفسه، بينهما حالة تباعد وتنافر مفصولان بخط رفيع.
بالنسبة لي، وقفت على مضامين البيت، وتعاملت معه برؤية وجدانية استندت فيها على معاني الشطر. وكانت محصلة ذلك الوقوف أن أكتب شطراً إبداعياً عنوانه خليط من المشاعر والحكمة، يجمع ما بين المؤثرات الروحية والعقلية ويركز على عامل انضباط الإيقاع والتناغم مع شطر العجز. وبفضل من الله، كان قرار اختيار لجنة التحكيم وضيف الشرف الشاعر الكبير سعد بن جدلان لشطري محط فخر واعتزاز لي وشهادة تقدير أعتز بها.
وكان الشاعران عبدالله الصالح و يزيد مشعل الحربي قد فازا بالمراكز الأولى في الحلقة التاسعة من برنامج البيت، ليتأهلا بذلك إلى الحلقة الختامية وفرصة المنافسة والفوز بالجائزة الكبرى وقدرها مليون درهم لكل مسابقة.