*يوسف أبو شعيب
( ثقافات )
الزقاق مُلك للعتمة ومُلك للمزاريب …والناصية مَحطة قلب العاشق حيث كان ينتظر حبيبته المتمردة على كل الألوان …الزقاق مساحة شاسعة من الضيق لممارسة ضروب شتّى من اللعب….
قد يَستيقظ المُخيم في أي لحظة لو أنهم قرروا حَفر حُفرة صغيرة …لكن المخيم لا ينام إلا على صوت الأغنيات الثورية العَتيقة …فللمُخيم سَمّاعات أذن لم يَنزعها عن رأسه منذ النكبة الأولى وحتى النكبة التي اختلفت على تسميتها مجالس الحل والربط على أنها الأخيرة..لكن الزقاق بحد ذاته حُفرة دفن فيها الكبار صرخات حسرتهم على الخروج من الجنة ولا مكان لرسم المُثلث إلا على أكف العفاريت….
والعفاريت تستيقظ ليلاً …وحبال الغسيل التي تقوى على حمل الشَمس نهاراً …عاجزة عن حمل مصابيح المخيم المُصابة عيونها بقذى الشُحبار…
الخوف يَرتحف من البرد…والبَرد يَرتجف من الخوف…وأرخميدس عَاجز عن وضع قوانين لحل ألغاز الزوايا المُظلمة وعاجز أيضا عن وضع قوانين لحساب أطوال أضلاع الغُربة مهما بدت طويلة أو قصيرة…وقد يحتاج رسم المثلث إلى سَند يثبت مُلكية الأرض وتصريح يُجيز اللعب …
أعمارهم تركض في الفراغ والثورة لم تتخلص حمولتها الزائدة بعد كذلك لم تجهض الكوابيس فمتى تَضع لهم وطن …؟؟