“ما بعد الياء”.. أعمال شعرية وشقائق نثرية


( ثقافات )
للشاعر العراقي عبد القادر الجنابي المقيم في باريس صدر حديثا ديوان شعري عنوانه ” ما بعد الياء 2015 .
كتب الراحل انسي الحاج قبل رحيله يقول :
من فرط صدقه ، تبدو فضيحة أن يكتب . أمام كهربائه المجنونة ، تشعرها خيانة أن يكون خارج الكينونة العارية ، العفوية ، لا في كتابة ولا في تنظيم . هذا الاحتقار العارم ، حيوية الغضب ، هذه الصفعات ” التاريخية ” ، وتلك البواطن الرقيقة المجروحة بطفولتها ، بواطن العزلة والتيه لظواهر العصيان والزندقة .. ما أضيق أي تعبير حيالها ، ما أصغر الكلام أمام وجودها القاطع الناصع !!
شراسة عبد القادر الجنابي هي نصل عطش الصدق ، وشعره ليل البدر مغسولا بالعواصف ، مخصبا قارئه بقهر اليأس ولعب الخيال وحدس الوحدة ، ملهما بدهشة طفل دائم الاكتشاف والتمرد والحرية ؛ وكلما طالعته وجدت الكلمات تعود من غربة وظائفها اليومية الى أرض إمكاناتها الشعرية ، تقوم من الموت وتدعونا معها الى القيامة .
هو الحياة لا تقليد الحياة ، والجذور معه تنبش ،مقلوبة ، تربتها بالرفض والكفر ، وتعيد إخصابها ، بعد جفاف عصور ، بمطر التمرد الكريم .
وهو فتنة كطفل يأبى أن يوصم بغير أحلامه .
الزمن معه لا يمر : إنه يحفر في داخل كهف الحلم ، منبجسا من تحت ماء نبع لا ينضب . هو نبع اللاوعي الابعد غورا من فجر الحياة .
وكلما قرأت له ألقى أحجارا في برك لاوعيك . وهذا المحرض للباطن والذي يقول انه بلا ذاكرة ، يملك أجمل الذاكرات : تلك التي اقبلت بلا برمجة ، ورغم اكتنازها بالأطياف الحبيبة وتلك الرجيمة ، بدت وكأن المستقبل صار وحده ماضيها .
حتى لو كرهت الكتابة ، وبات العيش عندك هو توأم الفكر ، تظل كتابته تثيرك ، لانها تقفز أبعد من ” الكتابة ” ، ولانه مهما امعن في تقصي الالفاظ واللعب بكيميائها ، يظل خارج ” الجثمان الأدبي ” ، وفي مهب ذاته الملتهبة بألف حريق : من نار الغربة الاهلية والوجودية الى جحيم الحياة والموت .
معه ، نحن تحت غيم العاصفة الاصفر .
وما وراء حروفه هو ما أمامها : برق العصيان .
برق ضاحك حتى دموع الحرية .

يقع الكتاب في 400 صفحة من القطع المتوسط .

شاهد أيضاً

العهدُ الآتي كتاب جديد لمحمد سناجلة يستشرف مستقبل الحياة والموت في ظل الثورة الصناعية الرابعة

(ثقافات) مستقبل الموت والطب والمرض والوظائف والغذاء والإنترنت والرواية والأدب عام 2070 العهدُ الآتي كتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *