( ثقافات )
عمّان- في مقدمة «يوتوبيا الصحراء» الصادرة حديثاً عن “الآن ناشرون وموزعون”، كتبت د.هيام كلمات تحت عنوان “أنا علياء”: “سأروي لكم قصصاً عشتها في محطة (H5) بمنطقة الصفاوي (الأردن) وأنا في الرابعة من العمر، وهذه القصص كبرت معي، ولم تستطع ممحاة السنين إزالتها، وما تزال مرايا ذاكرتي تعكسها بعفوية وصدق، وحين أسترجعها، أشعر أنني أعيشها من جديد بكل تفاصيلها، وأستعيد أحداثها الآن بالضبط كما وقعت في الماضي. لم تكن منطقة الصفاوي الواقعة في محافظة المفرق الأردنية قاحلة، بل اتسمت معطيات جميلة ورائعة.”.
وأضافت كلمات: “هذه القصص كنزي الثمين الذي احتفظت به عبر سنواتٍ طويلة، أحببت أن يشاركني أطفال بلدي به، وأن يتجولوا معي في منطقة ساحرةٍ في قلب الصحراء يقصر التعبير عن وصف جمالها. لقد علمتني الصحراء مبكراً، الصبر والإقدام والشجاعة..وعرفت وأنا أخطو فوق رمالها بقدمين صغيرتين، كيف تكون الأخوة والصداقة، وكيف أحب الحياة”.
ومن أجواء “يوتوبيا الصحراء”، حكاية “مغامرات خطيرة”: “اكتشافُ حياةِ الصّحراءِ من حَوْلِنا، والقيامُ بالمغَامَراتِ الـمُثيرة والخطيرة، كان أمراً مُمْتعاً لي ولأخي عَلِي. ومن المُغامراتِ المفَضّلةِ لدَيْنَا والتي كنّا نقومُ بها كثيراً، الصّعودُ إلى خَزَّاناتِ البترولِ الحديديّة الكبيرةِ والفارغةِ الموجودةِ قريباً من منزلنا، والتي كانت تُسْتَخْدمُ في ما مَضَى لتَخْزِينِ البترولِ العِراقِيِّ وضَخّهِ عبرَ أنابيب ضخمة إلى حيفا قبلَ احتلالِ فلسطين..
تبدأ مَغَامَرَتُنَا بأنْ نَتَسَلّق السُّلَّمَ الحديديَّ المؤَلّفَ من أربعين دَرَجَةً تقريباً، والـمُثَبّت على الجدارِ الخارجيِّ للخَزّانِ، حتى نَصِلَ إلى السَّطْحِ، وكان لِكُلِّ خَزّانٍ فُتْحَةٌ في أعلاه بِقُطْرِ مترٍ تقريباً، عليها غِطَاءٌ خاصٌّ مُثَبّتٌ بمساميرَ كبيرةِ لإغلاقِه بإحكام، ولكنّ تلكَ الأغطيةَ تُرِكَتْ مفتوحةً بعد أن هُجِرَتْ الخزّانات..
وما إن نصلَ إلى الفتحة، حتى نبدأَ التّنَاوبَ بالصّراخِ عَبْرَها، لِنَسْمَعَ صدى صَوْتَيْنَا يرنُّ في فضاءِ الخزّان. يَبْدأُ التكرارُ عالياً ثم يَنْخَفِضُ تدريجيّاً، فنضحكُ، ونعيدُ الكَرّةَ مرّةً أخرى محاولينَ أن نرفعَ من صَوْتَيْنَا أكثرَ وأكثر”.
احتوت مجموعة “يوتوبيا الصحراء” على عشر قصص حملت العناوين: “حفلة شواء”، “مغامرة خطيرة”، “صندوق الأسرار”، “الخروف المدلل”، “عصافير في مهب الريح”، “مالك الصخرة”، “أين اختفت حديقتنا؟!”، “رحلة صيد” و”الجماجم العائمة.
يذكر أن د.هيام كلمات تحمل شهادة الليسانس في التربية وعلم النفس، وشهادة الدبلوم العالي في التربية الخاصة، وهي حاصلة على الماجستير في التخطيط الحضري والإقليمي، ودرجة الدكتوراه في الإدارة العامة/ الحاكمية الحضرية الرشيدة.