إعادة نشر أعمال نصر حامد أبو زيد في طبعات جديدة


 في سياق عزمها نشر الأعمال النقدية التي تقرأ الفكر الديني في إطار جهود التأويل، أعادت “مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث”، ومقرها المغرب، نشر الأعمال الفكرية التي أصدرها المفكر المصري الراحل د. نصر حامد أبو زيد، وكان آخرها ما صدر حديثاً في طبعة جديدة: “الخطاب والتأويل”، وفق ما أفاد موقع “ذوات”.

وكانت المؤسسة نشرت بالتعاون مع المركز الثقافي العربي في بيروت والدار البيضاء، الكتب التالية لأبي زيد: “التفكير في زمن التكفير”، و”فلسفة التأويل”، و”الاتجاه العقلي في التفسير”، و”إشكاليات القراءة وآليات التأويل”، و”الخطاب والتأويل”، و”نقد الخطاب الديني”، و”مفهوم النص”، و”دوائر الخوف”، و”النص والسلطة والحقيقة”، و”التجديد والتحريم والتأويل”، و”هكذا تكلم ابن عربي”، و”الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية”.
يتناول كتاب “الخطاب والتأويل”، ثلاثة أقسام: المثقف العربي والسلطة؛ التراث والتأويل، وأخيراً قسم ثالث تضمن حواراً مطولاً مع الراحل أبي زيد. (من ص 209 حتى ص 266).
لائحة عريضة من رموز الفكر النهضوي، قديماً وحديثاً، كانت حاضرة في مضامين هذا العمل الذي يمكن اعتباره من أهم أعمال نصر حامد أبو زيد بعد كتابه المثير للجدل الذي يحمل عنوان: “مفهوم النص”، ونذكر من هذه الأسماء، الغزالي وابن رشد وعلي عبد الرازق ومحمد عبده وزكي نجيب محمود ومحمد عمارة ومحمد أركون واللائحة تطول.
في مضامين الفصل الثالث من القسم الثاني (التراث والتأويل)، وهو فصل لموضوع أو “إشكالية التراث في الوعي المعاصر”، يرصد الراحل نصر حامد أبو زيد ثلاثة مواقف أو تيارات أساسية واضحة من التراث، يتضمن كل تيار منها العديد من التفريعات التي قد تختلف فيما بينها في بعض التفصيلات والقضايا الجزئية، ولكنها اختلافات لا ترقى إلى مستوى أن تتشكل منها تيارات مستقلة قائمة بذاتها، وجاءت هذه التيارات كالتالي:
1 ـ تيار يتبنى أصحابه فكرة أننا نعيش عصراً لا يمت بأية صلة للماضي ومصطلحاته، وأن التراث وأيًا كانت عناصر التقدم والاستنارة فيه، إنما هي تنتمي إلى الماضي وتعجز عن مخاطبة هموم ومشكلات الحاضر.
2 ـ تيار مضاد، ونتحدث عن جماعات ترفع شعار “الإسلام هو الحل”، حيث إنهم يتعاملون مع (التراث) بوصفه إنجازًا مقدسًا لا يجب المساس به، وأن العودة لهذا التراث، إنما يمثل بالتبعية العودة إلى الإنجاز الذي تحققت أثناءه.
3 ـ تيار ثالث، وهو تيار “التوفيق”، ويقصد به مشروع التيار الإسلامي، ولكن مشكلة هذا التيار أنه تلفيقي لا يفضي إلى شيء، حيث ينتهى به المقام إلى اقتباس فكرة من هنا ومن هناك، حيث يصبح في النهاية شكلاً بلا مضمون.

* في المرصاد

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *