حاوره: محمد الوسيلة *
(ثقافات)
أكد الفنان علي مهدي مستشار الأمين العام المنتخب مؤخراً للهيئة الدولية للمسرح على أن الدعم الكبير الذي قدمه صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة والمتابعة الحثيثة من سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولى عهد الإمارة ،إلي جانب الدعم المركز والواعي والمستنير من سمو الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام كان له الدور الأكبر في فوز المهندس محمد سيف الأفخم بمنصب رئيس الهيئة الدولية للمسرح وانتخابه هو كأمين عام للهيئة.
وقال في حديث مع (الفجيرة نيوز) إن التحضيرات لخوض غمار الانتخابات لهذين المنصبين كانت بدأت قبل أكثر من عام، وأضاف ” كان إعدادنا جيدا للانتخابات، وكنت واثقا من الفوز ، خاصة إننا قدمنا المهندس الأفخم ذلك الشاب العربي المتميز والفنان القدير صاحب القدرات إبداعية اللافتة للرئاسة، وعملنا بجد كفريق عمل مع المجموعة الأوروبية على إنجاحه، ولا أخفي سراً استثماري لعلاقاتي المتميزة وحضوري الدائم في المكتب التنفيذي منذ 2006 حيث عملت عضوا في المجلس إلى أن تقلدت منصب نائب رئيس الهيئة منذ عام 2008 وحتى 2014 في تحقيق الفوز بمنصبي الرئيس والأمين العام ، ولا شك إن هذا العطاء المستمر وعلاقتنا الراسخة في الأوساط المسرحية العالمية ساهمت بدورها في تحقيق الفوز، فضلا عن اثر العلاقة المتميزة التي تربطني بالمهندس الأفخم وعنوانها الوحدة الفكرية والوجدانية، حيث نشكل معا فريق عمل واحد متناغم ، نعمل بتفاهمات تامة وانسجام منقطع النظير.
ويضيف: تقلدنا مهام القيادة في الهيئة العالمية لم يأت على أساس اثني أو عرقي ، بل جاء لقدراتنا وكفاءتنا ونتاجاتنا الإبداعية ما أدى إلى فوزي بمنصب الأمين العام ، فيما تبوأ الأفخم منصب الرئيس ، حيث يعد أول رئيس عربي وشاب يتقلد المنصب ، سنده في ذلك عطاءه الثر في منصبه السابق كأمين عام للهيئة الدولية للمسرح، وفي عضوية المكتب التنفيذي كرئيس لواحدة من أهم لجان الهيئة ألا وهي لجنة المنودراما وهى من أنشط لجان الفنون بالهيئة فضلاً عن كونه مديرا لمهرجان الفجيرة للمنودراما.
ويشير إلى إن المجموعات المشكلة للهيئة العالمية وقفت عن كثب على حجم عطاءنا ، والتناغم القائم بيني والأفخم في الرؤى والأفكار لذلك تم انتخابنا في المنصبين ، والمعروف ان انتخابات المكتب التنفيذي تنافست فيها 21 دولة حصل الأفخم على اعلى الأصوات وبإجماع الجمعية العمومية.
وعن خطط وبرامج العمل في الدورة الجديدة قال مهدي : منذ اسبوعين تقريبا طوينا ملف الانتخابات، وكرسنا جهدنا للتحدي الكبير في تحقيق انجازات كبيرة وتنفيذ برامجنا ،خاصة وان العالم ينتظرنا لتنفيذ استحقاقات البرنامج الذي انتخبنا على ضوئه.
وتابع قائلا : خضنا غمار الانتخابات ببرنامج عمل واضح المعالم ركزنا فيه على توسيع دائرة الشراكة عالميا ، وإحداث مساواة ثقافية ، والاهتمام بتنشيط وفتح مراكز للهيئة في العالم العربي والأفريقي والآسيوي حتى يتسنى لنا تنفيذ الخطط وأجندة العمل ، إلى جانب الاهتمام بالتدريب والتعليم الفني عبر المؤسسات العلمية المتخصصة ، وأكاديمية فنون الأداء العالمية وهى واحدة من أفكار المنظمة ، وتجمع الجامعات والمعاهد المتخصصة في فنون الآداب ، أيضا من ضمن خططنا الاهتمام بالمبدعين الشباب في مختلف مجالات الفنون وتعزيز وتنشيط التعاون والعلاقات البينية في الدول والمجالس القارية ، وسنركز جل جهدنا على أوضاع الفنانين في العالم ، الرئيس والأمانة العامة ستتولى ملف أوضاع الفنانين من حيث حرية الإبداع وحرية الحركة والتنقل ، كما سنعمل على بناء علاقات قوية مع المنظمات الفنية العالمية ، أبرزها اتحاد الممثلين العالمين وهى منظمة تجمع كل مبدعي العالم ومقرها بروكسل وسبق ان زرتها برفقة المهندس الأفخم ، بالإضافة إلى تعزيز اطر التعاون مع وكالات الأمم المتحدة خاصة اليونسكو التي اعمل سفير لها .
وكشف مهدي عن انعقاد الاجتماع الأول للمجلس التنفيذي المنتخب في الفجيرة نهاية فبراير القادم ، حيث تستضيف الفجيرة المقر الثاني للهيئة ، وأشار إلى ان الهيئة ستعيد تنظيم المقر باعتباره مقر الرئيس والأمين العام ، وسيكون هنالك مقر ثالث في شنغهاي تم الاتفاق على افتتاحه في ابريل القادم إلى جانب مكتبي باريس والفجيرة .
وفي رده على دور الهيئة العالمية في الاهتمام بأوضاع الفنانين في مناطق النزاعات حيث يعانون تصفيات جسدية ومعنوية واعتقالات وتجويع وتشريد وفصل تعسفي وغيرها من أشكال التنكيل، أوضح مهدي إن الهيئة شكلت عام 2008 لجنة حقوق الفنان تمخضت عن أعمال الدورة 32 التي انعقدت في اسبانيا ، منوط بها مراعاة أوضاع الفنانين من تعذيب وقتل وتشريد واعتقال وغيرها من الممارسات المنافية لحقوق الإنسان ، وان اللجنة اتخذت مواقف مشهودة ساندت المبدعين والفنانين الذين تعرضوا للبطش خاصة في دول النازعات والحروب ، وأشار إلى إن اللجنة متخصصة ورئيسة اللجنة سويدية عضو في المكتب التنفيذي للهيئة.
وعن دور الفجيرة المستقبلي في تطوير تجربة الحركة المسرحية العالمية، قال مهدي : الفجيرة باتت ملتقى للثقافات ومركز إشعاع فني لافت بحكم التطورات المهمة والحراك الثقافي والفكري الذي ينتظم جنباتها بفضل الجهود الكبيرة والدعم الاستثنائي من سمو الشيخ الدكتور راشد الشرقي ، ولعل مهرجان المونودرما شاهد على المكانة الكبيرة للفجيرة في الخارطة المسرحية العالمية باعتباره من أهم المهرجانات العالمية على مستوى الفنون ، حيث تولي المنظمة العالمية واليونسكو اهتمام كبير بالمهرجان ، كما إن الفجيرة سعت وكنت شاهدا على تطوراتها الثقافية والفكرية في تعزيز علاقاتها الثقافية وتوقيع اتفاقيات مع المنظمة العربية للثقافة والعلوم على المستوى الإقليمي ، واتفاقية مع المعهد العالمي في باريس أثمرت تنظيم مهرجان ثقافي في باريس كان حديث أوربا بعد أن عكس الثقافة والحضارة العربية، وأتاح الفرصة للأوربيين التعرف عن كثب على ثقافات وفنون الإماراتيين، فضلا عن علاقة الفجيرة المتميزة بمنظمة الملكية الفكرية، وهي من أهم المنظمات العالمية حيث منحت صاحب السمو حاكم الفجيرة الوسام الذهبي تقديرا لتعاون الإمارة مع المنظمة ، كما كرمت الفجيرة أهم رموز الحركة المسرحية العالمية ، وباتت الفجيرة ملتقى الثقافة العالمية ورئة الإمارات الفكرية والفنية والصناعية والاقتصادية .
* صحفي من السودان يعمل في الإمارات