السفينة قبل نوح.. قصة الطوفان من جديد


*إعداد وترجمة: ابتسام عبد الله

وصف جديد لقصة الطوفان، في كتاب صدر اخيراً من قبل د. ايرفينغ فينكيل.

ويقول فينكيل: ان السفينة لم تكن على شكل مقصورة او كوخ، بل كانت اكثـر شبهاً بالشكل الدائري، مصنوعة من القصب المغطى بالقار المحمر ليمنع المياه عنها.
وكانت السفن حتى ذلك الوقت بهذا الشكل وهي تقطع نهر الفرات، اما كيفية بناء واحدة منها دون خوف من الموت فهي احدى الميزات الجيدة والمبهجة لقصة الطوفان، والجواب (هو ان تدع الخدم يقومون بالعمل ويهيئون الطعام قبل ارتفاع منسوب المياه من نهر الفرات).
و د. ايرفينغ فينكيل واحد من افضل الخبراء المختصين بفك شفرة الألواح السومرية لميزوبوتاميا (بلاد مابين الرافدين) في المتحف البريطاني، وهو ايضاً عالم بفقه اللغة وعالم في الرياضيات وفوق ذلك كله، فهو يكتشف القضايا الغامضة.
وفي عام 1985 جلب الى المتحف البريطاني لوح طين عليه نقوش سومرية (لوح السفينة) كما يسميه د. فينكيل، ومكتوب باللغة الاكدية – احدى لهجات اللغة السومرية، وكان يتضمن تفاصيل عن الفيضان، ذي اهمية كبيرة، وتختلف عما جاء في (العهد القديم) ونصوص اخرى.
ولم يقل فينكيل في كتابه، فيما ان كان نوح، يسمى (اتراحاسيس) والذي نجا من الفيضان، وسجل اسماء الحيوانات في جنوب ميسوبوتاميا – والتي سيأخذها معه، (خنزير بري، يعرف باسم ساه أبي وكذلك الفأر).
ويقول د. فينكيل، ان من قام بتصنيف (العهد القديم) كتبوه باللغة العبرية، بعد تعلم اللغة السومرية، في خلال أسرهم في بابل، وهذا الامر يتناقض مع القول من ان الانجيل هو وحي من الله، ولكن اجد هذا الامر مقنعاً.
ان كافة المجتمعات تسرد القصص عن الفيضان، ولكن قصة (اتراحاسيس هي الافضل).
وكان اتراحاسيس يستمع الى اصوات علو مياه الفرات، ويعرف ان كان منسوب المياه سيعلو ويحدث الفيضان، وكان على الخبراء آنذاك تحديد موعد الرحيل قبل حدوث الكارثة، عبر الاصغاء الى صوت المياه.
• السفينة قبل نوح – صدر عن دار هودر وستوغتون (25 دولار).
اما قصة الطوفان في كتاب فرانك لوري فهي تقارن بين نوح واتونابشتم أو نوح:
وقصة نوح والطوفان التي يرد ذكرها في الكتب السماوية تشبه قصة جيلجامش والتي تم العثور عليها في منتصف القرن التاسع في بقايا خرائب نينوى، وتلك الملحمة تحدثت عن فيضان هائل تعرض له الكون (يوازي في اهميته فيضان نوح) الذي وقع في القرن الثالث قبل الميلاد، وهو لايشبه تماماً الفيضان الذي جاء في الانجيل.
وعلى كل حال، درس المسيحيون الافكار المتعلقة بالخلق ومابعد الموت ايضاً، وحتى الدنيويون من الباحثين ايضاً ووجدوا تشابهاً كما جاء في الكتب المسيحية (الانجيل – العهد الجديد) و (التوراة – العهد القديم)، وكان هناك عدد من القصص المتشابهة التي تتحدث عن فيضان عظيم حدث على الارض وجاء في الالواح المكتوبة بحروف مسمارية والتي كانت تستخدم في العهود القديمة، وكانت تلك القصص متشابهة بشكل واضح.
والكتابة المسمارية اخترعها السومريون (العراقيون القدامى) وتداولها بعدئذ الاكديون والبابليون والآشوريون، وهناك لهجتان وهما البابلية والآشورية، تحدث بها الاكديون وتضم كلتاهما قصة الفيضان الذي حدث.
وفي الوقت الذي نجد اختلافاً مابين الاصل السومري وما جاء في النصين البابلي والآشوري، فان ما جاء في النص البابلي هو الافضل – مع نقص سبعة اسطر من مجموع 205، وكان ايضاً اول نص للطوفان تم العثور عليه مما جعله المصدر الاكثر قراءة في موضوع الطوفان.
ان ملحمة جلجامش قد جاءت في 12 لوحاً مكتوباً بالاحرف السومرية، ومنذ الاكتشاف الاول له تم العثور على نسخ اخرى لها، اضافة الى ترجمتها الى لغات اخرى قديمة.
والألواح الاصلية يعود تاريخها الى عام 650 قبل المسيح، ومع ذلك فانها قد تكون غير الاصلية، اذ وجدت اجزاء منها على شكل شظايا في عام 2000 قبل الميلاد تقريباً، وتم التعرف على تأريخها لقدم تلك الاجزاء المتكسرة، فالكتابة السومرية أي الخط المسماري يعود تأريخه الى 3300 سنة قبل الميلاد.
وكانت الملحمة كتبت على شكل ابيات شعرية، وكان جلجاميش الشخصية الرئيسية فيها، والذي كان بالتأكيد شخصية مهمة، وقائمة الملوك السومريون، تضم اسم جلجاميش في المرتبة الاولى من الملوك وحكم 126 سنة وهذه الاعوام لاتبدو كثيرة ان تمت مقارنتها بالسلالات الحاكمة التي جاء ذكرها في الانجيل، وبالتأكيد فان الملوك بعد جلجاميش عاشوا حياة اعتيادية، وكانت اعمارهم مثل عمر الانسان اليوم، وقائمة الملك تشير الى الفيضان بشكل خاص – (الطوفان الذي قلب الارض).
وتبدأ القصة بتقديم مأثرة جلجاميش البطل، كان شخصاً يمتلك معلومات كثيرة وان كان ايضاً حكيماً يحفظ معلومات عن الايام التي سبقت الفيضان، وكتب جلجاميش على الواح من الحجر كل ما فعل، ومنها قيامه ببناء جدران مدينة اوروك ومعبد اينانا، وكان حاكماً ظالماً، يضطهد الناس، الامر الذي دفع رعاياه للتوسل للآلهة من اجل خلق خصم له ويقضي عليه.
وكان ذلك الخصم انكيدو، الذي اصبح صديقاً لجلجاميش، وسافر الاثنان خارج البلاد في مغامرات خطرة، حيث قتل انكيدو، وصمم جلجاميش الحصول على الخلود، وهنا يلتقي بشخصية اوتونابشتم، الذي يعتبر الاكثر شبهاً بشخصية نوح التي جاءت في التوراة والانجيل.
واتونابيشتم اصبح خالداً بعد بنائه سفينة للنجاة من الفيضان العظيم الذي يهلك البشر.
صفات السفينة:
• السبب – خطايا البشر كافة
• اسم البطل – اتونابيشتم او نوح
• الوحي – وحي من الله عبر الحلم، امر ببناء السفينة بعدة طوابق فيها عدة اقسام وباب واحد فقط، وعدد النوافذ واحدة على الاقل، وشكل السفينة مستطيل، اما البشر فيها فهم افراد العائلة فقط، وكافة انواع الحيوانات، وضم بعض الافراد ايضاً عليها.
والفيضان سيكون من المياه المنبثقة من تحت الارض وايضاً من امطار ثقيلة ستدوم 40 يوماً، اما كيفية العثور على ارض يابسة فيكون باطلاق الطيور ومنها: الغراب وثلاث حمامات وسنونو، وسيغادرون السفينة على قمة جبل ارارات ونصير، ويقدم نوح قرباناً ويبارك بعد الفيضان.
وملحمة جلجاميش هي القصة الاقدم، وان ما جاء في الانجيل، كان تسجيلاً شفاهياً تتناقله الاجيال، او تم نقله عن الواح نوح عبر البطاركة والى النبي موسى، وهذا مايجعله يبدو اقدم من النص السومري الذي يعتبر الاصل.
 عن: ويكيبيديا/ المدى

شاهد أيضاً

العهدُ الآتي كتاب جديد لمحمد سناجلة يستشرف مستقبل الحياة والموت في ظل الثورة الصناعية الرابعة

(ثقافات) مستقبل الموت والطب والمرض والوظائف والغذاء والإنترنت والرواية والأدب عام 2070 العهدُ الآتي كتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *