مايك ميغينيس: 7 أشياء تعلمتها حتى الآن


*الروائي مايك ميغينيس/ ترجمة: ميادة خليل

1- اكتب من أجل متعتك الخاصة: هدفي دائماً هو كتابة جمل, فقرات, مشاهد وفصول ترضيني وتفاجئني. محاولة تخمين ما يريده الآخرون سوف يقودك الى طريق مسدود وبسرعة، هناك الكثير من الناس, جميعهم يريدون أشياء مختلفة, ولا تستطيع أن تعرف ما سيكون عليه جمهورك, أو إذا كان سيكون لك جمهور أصلاً. كل ما يمكنك أن تعرفه بشكل أكيد هو ما إذا كنت مستمتعا بما تقوم به أم لا. فإن كان لا, فان قرّاءك ــ من سيكونون ــ سوف يشعرون بذلك. الى جانب ذلك, فان ثمار كتابة الرواية غالباً ما تكون صغيرة وقليلة بحيث إذا كانت الكتابة نفسها غير ممتعة, فليس هناك سبب للاستمرار.
2- اكتب قصصا “تكرهها أو تحبها”: لا أحد يشتري كتابا لمجرد أنه ليس هناك خطأ فيه. أنت لا تبني جمهورا دائما عن طريق الفوز بموافقة لطيفة من شريحة واسعة من الناس. أنت تفوز بقرّاء عن طريق إرضاء عميق لقارئ واحد, ثم الثاني, ثم الثالث. القرّاء الذين يحبون جداً شيئا واحدا تكتبه سوف يتذكرون دائماً هذه التجربة, والقرّاء الذين يكرهون شيئا ما كتبته سوف يتذكرون ذلك أيضاً. الناس بين مشاعر الحب والكراهية هم من سوف ينسون, ولن يشتروا كتابا ثانيا واسمك على غلافه.
3- القلق حول الجمل أولاً وأخيراً: بعض الأشياء تخلق جملاً جيدة في صوتك وأسلوبك, وبعضها لا. لدي الكثير من الأفكار العظيمة التي سوف لن أكتبها أبداً, لأني لا أستطيع جعلها تتفق مع جمل أكتبها بشكل أفضل. هناك قصة تحتل مكانها في داخل القرص الصلب للكمبيوتر بشكل كامل وأرغب بالتأكيد في روايتها, لكن هذا النوع من الإعداد المجرد, ذات المعنى الحرج لا يعمل مع الجمل البسيطة, التقريرية التي أكتبها بشكل جيد.
4- اصنع قواعد تعسفية لتبسيط مشروعك: في مسألة الكتابة هناك الكثير جداً من الخيارات, الكثير منها متساوٍ أو قريب جداً للتساوي. أحياناً, أقضي 15 دقيقة في كتابة كلمة “أن” في منتصف الصفحة وأمحيها بعد ذلك. القواعد التعسفية سوف تساعدك على تخطي هذه الفخاخ. قاعدتي أن لا أكتب كلمة “أن” إذا كان يمكن الاستغناء عنها. في كل كتاب أضع قواعد لعدد الصفحات لكل فصل. الفصول في هذا الكتاب سوف تتكون من 8 صفحات, أو 4 أو 16 صفحة. في هذا الكتاب الفصول سوف تتكون من 10 صفحات, 20 أو 5 صفحات. أتجنب الكلمات التي تتكون من ثلاثة مقاطع، حيث الكلمات من مقطعين أو أربعة تفي بالغرض. ليس أي من هذه القواعد سيئة أو جيدة, ولا ينبغي أن تكون ضرورية لك. يجب أن تضع قواعدك الخاصة. كل ما يهم أن هذه القواعد تجعل قراراتك أسهل. هذه القرارات تتغير طوال الوقت, بكل تأكيد: الآن أنا استخدم “أن” أينما يمكنني تحمل وجودها. إذا قادتك القاعدة للخطئ, يمكنك أصلاح ذلك دائماً فيما بعد.
5- قدم مادة جيدة قدر استطاعتك, إن لم يكن قبل ذلك: الكتّاب قليلو التجربة يبدأون قصصهم غالباً وشخصياتهم الرئيسية تستيقظ من النوم على صوت المنبه. البطل (أو البطلة) يستحم, يفرش أسنانه, ويرتدي ملابسه. ربما هناك مشهد الفطور. الكتّاب يفعلون ذلك لأنهم لا يستطيعون إيجاد البداية الفعلية للقصة, أو ربما الأسوء, يعتقدون أنهم يعملون على مادة جيدة. يعتقدون أنها بحاجة الى سياق, إن القارئ يحتاج الى حافز لفهمها وتقبلها بطريقة صحيحة. غالباً, يجب أن نقفز بشكل صحيح. لأساعد نفسي على ذلك, في كل مرة يكون لدي فكرة جيدة لأي جزء من القصة, أحاول كتابتها على الفور, حتى لو لم تحدث بعد مئات من الصفحات. هذا يساعدني على تذكر مادتي الجيدة قدر الإمكان.
6- اربك نفسك قدر استطاعتك: عندما تشعر بغرابة ما تكتب, عندما تقلق حول ما سوف يفكر به أهلك, عندما تبدأ بالقلق قليلاً حول توقعاتك المستقبلية للعمل على ضوء ما تكتبه, هنا تعرف بأنك على الطريق الصحيح. لا شيء أقل إثارة من قصة صُممت لتوحي بأن الكاتب شخص رائع, ذكي, أخلاقي مع آراء وأفكار صالحة.
7- لا تحاول تقديم شيء ذكي, بارع, حكيم أو جميل. هذه المواصفات سوف تظهر من تلقاء نفسها بطريقة لا يمكن التنبؤ بها أو تدبرها. عملك لا علاقة له بالروح أو العقل. مسؤوليتك هي الجسد. ماذا يحتاج هذا الجسد؟ ماذا تريد الشخصية في قصتك؟ ماذا تريد لها؟ هل هي جائعة؟ هل أنت جائع؟ إذا كنت جائعاً, فهذا يعني أن الشخصية جائعة. ربما عليك إطعامها. أو ربما عليها الانتظار.
إذا تربص بك أحدهم وصرخ: “قل شيئاً عميقاً!” سوف تبصق وتشعر بالخذلان. وعندما تحاول قول شيء غبي, عادة, سوف تفشل في ذلك أيضاً، عليك أن تقول شيئاً غريباً, أو ذكياً, أو جميلاً بدلاً عن ذلك.
_________

مايك ميغينيس كاتب رواية “Fat Man and Little Boy” (ويمكن ترجمتها الى: رجل سمين وصبي صغير) التي صدرت في خريف العام الحالي عن دار (بلاك بالون) للنشر.
 اعتبر مهرجان بروكلين للكتاب أن مايك “واحد من أكثر الروائيين إثارة للأعجاب”، وقالت صحيفة التايم اليابانية عن روايته انها: “امتداد لنوع هجين من الواقعية السحرية التاريخية”.

صدر لمايك قصص في مجلد “أفضل القصص الأمريكية القصيرة 2012″، وفي صحيفة “كولاجيست” و”بانك” والعديد من الصحف الأخرى. حصل على شهادة الماجستير من جامعة نيو مكسيكو, حيث شغل منصب مدير تحرير صحيفة “بويرتو ديل سول” لسنتين.
__________

*المصدر: WD/ العالم الجديد

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *