*غسان خروب
الحديث مع المخرجة السعودية عهد كامل له مذاق خاص، فمن خلاله يمكنك الولوج إلى عوالم المرأة وبعض من كواليس حياتها، ليشبه الحديث معها مجريات قصة فيلمها «حرمة» الفائز بذهبية الدورة الـ 13 لمهرجان بيروت الدولي للسينما.
حيث حظي بهذا التتويج بعد مشاركته في مهرجان برلين السينمائي الماضي، لتعود عهد من بعده بسيناريو جديد عنوانه «سمكة الرمال» لتنافس فيه على جائزة إي دبليو سي للمخرجين الخليجيين والتي يقام حفل توزيعها في ديسمبر المقبل، على هامش فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي، لتطرق من خلاله قضايا المرأة وتكشف بعضاً من عوالمها.
في سيناريو «سمكة الرمال» تعود عهد إلى سنوات الخمسينات وما بعدها بقليل، معتمدة فيه على رواية الإماراتية مها قرقاش التي تحمل العنوان ذاته، ليمس هذا السيناريو جانباً شخصياً من حياة عهد نفسها، بحسب ما قالته في حوارها مع «البيان»، والذي أكدت فيه أن «رواية سمكة الرمال» كانت مغرية جداً لها، كونها واحدة من المؤلفات التي تطرق باب المرأة في ذلك الوقت، وتعرض بعضاً من معاناتها والمتغيرات التي مرت بها.
جانب شخصي
أحداث الرواية تدور حول فتاة يتيمة تترك بيتها وأهلها القاطنين في الجبل لتتزوج من بائع لؤلؤ طاعن في السن، وتكون له زوجة ثالثة، لتعيش مرحلة تحويلية كبيرة ورغم صعوباتها إلا أنها لم تكسرها وإنما زادتها قوة.
طبيعة هذه الأحداث كانت مؤثرة جداً في نفس عهد التي قالت: «أشعر أن في «سمكة الرمال» جانباً شخصياً يمسني كثيراً فجدتي عاشت ظروفاً صعبة تشبه أحداث الرواية»، وتوضح عهد بأن ما ترمي إليه بهذا الفيلم يكمن في توضيح صورة المرأة العربية التي طالما صورت على أساس أنها ضحية لدرجة أن المرأة نفسها باتت تصدق ذلك، في حين أن الواقع يعكس مدى قوتها وقدرتها على التحمل والخروج من كبوات الزمان.
لا يعد «سمكة الرمال» التجربة الأولى لعهد، فقد جاء بعد «حرمة» و«القندرجي» إلى جانب مشاركتها في «وجدة» لهيفاء المنصور، لتظل المرأة القاسم المشترك بين أفلامها، إلا أن عهد نفت أن يكون ذلك «أمراً مقصوداً»، وبررته بعدم وجود أصوات نسائية من موطنها في هذا المجال باسثنائها وهيفاء المنصور.
وقالت: «من الطبيعي أن تجذبني هذه القضايا، ففيلم «حرمة» كان بمثابة ردة فعل لصراع داخلي عشته شخصياً، وحاولت أن أبين فيه ماذا يمكن للمرأة أن تفعل من دون الرجل، وهو ما يظهر في أبعاد الفيلم الأخرى».
صورة مشرقة
صورة مشرقة قدمتها عهد كامل وزميلتها هيفاء المنصور عن السينما السعودية، عالمياً، والتي تمكنت من خلالهما من شق طريقها نحو المهرجانات العالمية، لتخرج منها محملة بالجوائز ، لتبدو عهد وزميلتها هيفاء حاملتين لمشعل السينما السعودية بعد أن أحدثتا تحولاً كبيراً في مسيرتها، وهو ما فسرته عهد بقولها: «أعتقد أن السينما السعودية بدأت بالفعل تأخذ منحى جديداً بعد دخولي وهيفاء في معتركها.
ومع احترامي لزملائي الرجال، أعتقد أن السينما السعودية ولدت على أيدينا نحن النساء، والسبب بتقديري يكمن في طبيعة الغموض المحيط بوضع المرأة عموماً، لا سيما أن ذلك يشكل جزءاً من حياتي وزميلتي هيفاء المنصور، ونحن اللتان يمكن لنا أن نشرع النافذة ونشرح الوضع الذي نعيشه».
_______
*البيان