العثور على رواية غير منشورة لجون شتانبيك


*ترجمة: عدوية الهلالي

عثرت مجلة ستراند الأميركية على رواية مفقودة وغير منشورة للكاتب الأميركي جون شتاينبك ، وقامت المجلة مؤخرا بنشرها …تحمل الرواية عنوان ( بجناحيك ) ولم تنشر سابقا بل قام ارسون ويلز بقراءتها عبر برنامج اذاعي في تموز عام 1944 ..

لم يكن احد قد عرف شيئا عن هذه الرواية حتى المتخصصين في أدب شتاينبيك ، حتى اعلن اندريو .ف . غولي رئيس تحرير مجلة ستراند –وهي مجلة فصلية اميركية – انه عثر على نسخة من هذه الرواية في أرشيف جامعة تكساس ..
في رواية ( بجناحيك ) نتابع قصة الملازم وليم تاتشر الأميركي من اصل أفريقي ( وهو أمر كان نادرا الى حد ما في تلك الفترة ) وهو يتسلم في احتفال عسكري جناحين ذهبيين تم تعليقهما على صدره لأن مهنته العسكرية قد انتهت وعاد الى الحياة المدنية ….بعد الاحتفال ، يركب تاتشر سيارته الفورد القديمة ويغادر الى مسقط رأسه فيستقبله أهل المدينة التي ولد فيها مثل بطل او كأحد المشاهير –على اقل تقدير -…
كتب شتاينبك في روايته ” يمكننا ان نستمع الى ضوضاء الجيران وهم يتحلقون حوله ..بدا وكأنهم ممتنين له .” ..عندها ، خلع الضابط قبعته وعليها الجناح الذهبي وامسك بها في يده ، وهنا شاهد والده وهو يبلل شفتيه بلسانه ثم قال له بلطف : ” كل رجل اسود سيحلق ياولدي ….بجناحيك “….
ويرى الكاتب اندريو. ف .غولي ان شتاينبك كان مثاليا وكان يرى اميركا مثل ارض رائعة تستحق ان يقدم لها الكثير لكنه كان يدرك تماما ان للعملة وجه آخر قبيح ويعني بذلك –عدم المساواة – كما كان قادرا على رؤية الجشع والتجاوزات لتدمير الطبقات العاملة ، لذا تبدو هذه الرواية كوسيلة يحاول بها شتاينبك ان يقول للطبقة المتوسطة في أميركا ان الأمريكان الافارقة كانوا عبئا كبيرا عليهم رغم دفاعهم عن الولايات المتحدة ومشاركتهم في الحرب مع الحلفاء ….
ولد الروائي الاميركي جون شتاينبك في ساليناس بولاية كاليفورنيا في عام 1902 ، وهو من اصل الماني …انتسب الى جامعة ستانفور لدراسة الأحياء البحرية لكنه لم يكمل دراسته وترك الجامعة ليعمل في ميادين مختلفة ، فعمل عاملا اولا ثم في جمع الفواكه فمساح أراض …وحين حاول ان يقوم بأعمال حرة في نيويورك لم يحالفه الحظ فعاد الى كوخ منعزل في كاليفورنيا ليتفرغ للكتابة ..
وكانت روايته الأولى (فنجان الذهب) قد صدرت في العام (1929). وكان حينئذ في السابعة والعشرين من عمره. وتلتها قصصه (رعاة الجنة) (1932)، فروايته (إلى إله مجهول) في العام (1933). ولكن نجمه بدأ باللمعان بعد صدور روايته الأميركية المكسيكية (تورتيللافلات)- (1935) إذ حققت هذه الرواية نجاحاً كبيراً، وحوّلت إلى عملٍ مسرحي، وتلاها رواية (في معركة مشكوك بها) (1936) و(فئران ورجال) (1937). أما قصة شتاينبك الأكثر شهرة في الأدب الأميركي والعالمي، فهي (عناقيد الغضب) وصدرت في العام (1939). فقد حصلت هذه الرواية على عدة جوائز منها جائزة (بوليتزر). وهي تتحدث عن عائلة (جواد) وتحركاتها ما بين (إكلاهوما) و(كاليفورنيا) وانتقد فيها الحياة الاجتماعية آنذاك بعنف. ولأهمية هذه الرواية قارنها بعض الكتاب برواية (كوخ العم توم) التي كانت من بين مجموعة من الكتب التي غيَّرت مجرى العالم كالكتاب المقدّس، و(رأسمال المال) لماركس، و(هكذا تكلّم زرادشت) لِنيْتشه.‏ 
حاز شتاينبك على جائزة نوبل للآداب عام 1962 وكان في الستين من عمره …
_______
*المدى

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *