*مالكة حبرشيد
( ثقافات )
الشّعرُ لغاتٌ وألوانٌ
جاذبيةُ ملامحَ وأشكال
وأنا عيونٌ تغفو في حضنِ الأبجديّةِ
من بينَ ألعابِي الطينيّةِ
يطلُّ صخبُ = تيعلالين * =
النابتِ عند سفحِ =باموسى=**
صخبُ النّسوة ..
وهن يغزلنَ الصّوفَ
على سطوحِ منازلٍ ..
تشهدُ شقوقُها على مرورِ =الطّيورِ الجارحةِ
خوف الصّبيةِ من رصاصةٍ طائشةٍ
تُسقطُ الحيَّ في الشِّراك المَرميّةِ على الطّريقِ
والجهلُ يغطُّ في أكياسِ النّومِ
يدفئُهُ حطبُ اللاجدوى ..
المتراكم على رصيفِ الشّارعِ والذّاكرةِ …
لا فرق =
مادامت الخفافيشُ تقومُ بدوريّتِها
على امتدادِ الطّولِ والعرضِ
تقطفُني هذي المشاهدُ الدّراميةُ
فأجدُني مشدودةً
إلى أرضٍ توارتْ أحجارُها
خلفَ دخانٍ أسودَ
والعجزُ خِمارٌ تداعِبُه
الماياتُ الأمازيغيةُ
أينكِ ..
يا من تخضّبُ بنظرتِها شفافيةَ المكان ؟
هُزّي عمودَ الخيمةِ ….
ليستفيقَ القرُّ…
ينتفضَ الرّمادُ المسكونُ بالهيجان
جرائدُ السّفحِ المعنّىَ بالزّجل ..
ترفلُ بدماءٍ باغتَها الغدرُ ..
عندَ منعطفِ الغضبِ …
جسَّ رأسَ القصيدةِ …
ورمى الأطرافَ في النار=
” بنادم ف الزنقة .. دَالَع مَا مَرتَاحْ
الخوف .. ولقهر عليه قاضي ..
ف لعماق الفوضى .. ومن الفوق يبان لبحر هادي” =
وكنا جماعاتٍ نمشِي ..
نُهدِي أنفسَنا للرّيحِ ..
والشّمسُ تهدِينا للعطشِ القادم= ….
أمي لم تكنْ تعرفُ ” مانديلا “..
الذي أمسكَ الرّعدَ من قُرونِه..
ولا ” شيكي بارا ” =
الذي أوقدَ الحلمَ من الرّميمِ …
ولا مدينةَ أفلاطون ..
وما أثارتْ من جدلٍ بين الفلاسفة..
لكنها عَرفتْ دائمًا ….. = القايد والمِخزنِي والمُقدم =
كما عرفت القبعاتِ الحمر
التي تهتزّ لألوانِها عواميدُ النّورِ المنطفئةُ
تدركُ رُغم سذاجتِها ..
أن الذّئبَ والخروفَ تحابا ..
حين شاءَ الجُوعُ ذلك ..
وأن الغيومَ لن تسحَّ مهما عطشَ التّرابُ
كلما لعنتْ أختي القُبعاتِ ..
صرختْ أمي =
” يا صاحب كن صبار .. اصبر على ما جرى لك
ارقد على الشّوك عريان .. حتى يطلع نهارك ” =
لم تتصورْ أمي وقتَها..
أن انتظارَها سيطولُ ..
فقد حذفوا النّهارَ من دورةِ الشَمس
وأختي في ابتسامةٍ جريئةٍ ..
تشرحُ على مائدةِ القمحِ الشّحيحِ..
كيف يجبُ توزيعُ المؤونة ..
لم ربيت الأناشيدَ في قفصِ صدري؟
لم رتبت ضوضائي في الرّيعان ؟
لينتصبَ البوحُ المرفوضُ على تلةِ العصيانِ
لم أكتبْ يومًا عن القمرِ..
إذ يعكسُ الشّعرَ الذّهبيِّ …
العيونَ الملوّنةَ
مذ داهَمَنا نقعُ الخيولِ العمياء ..
نسينا القمرَ …
اِسْتُنْسخَ الصّمتُ فينا …
ليكونَ الولاءُ للأبد !
لم ابتعدتِ يا نصفي المعافىَ ..
حتى اعتلى النّشازُ ألحانيَ ..
تعالي ..
أوقدي انحيازِيَ للشّمسِ والماء ..
لا أُريدُني ثمرةً
تستهويها الاغصانُ المنحنيةُ فوق رمالِ التيه..
أحتاجُك كي تَفكِّي علاماتِ الاستفهامِ ..
على جبهتي
تستلِّي خنجرَ اليأسِ من خاصرتي
نحتاجُ جميعُنا..
من يسرحُ الخيلَ من مرابضِها ..
قبل أن ننضمَّ إلى الهوامِ الرّاقصِ على الأشلاء ..
= ” تخلطت .. وما بغات تصفا….
ولعب خزها .. فوق ماها…
رياس على غير مرتبة .. هما سبب خلاها ”
= قالها عبدُ الرّحمنِ المجدوبُ
منذُ خضوعٍ ونيفٍ
وكنتِ تثورين في وجهِ الرِّيح ..
إذ تحاولُ اقتلاعَ أفكارِنا الشّابةِ !
هل كنا توأمين ؟
أو جرحًا واحدًا فاضَ به الزّمانُ ؟
أم هي رقصةُ ” تانجو” =
جمعتنا دونَ سابقِ إنذار؟
غيرَ أن اليباسَ اِصطفاني ..
على عرشِِ الهاويةِ نصّبنِي ..
والحلمُ نارٌ
طلبتُ منك يومَها = أن تُفرغِي دنَّ الطّاعةِ ..
كيما يشرب صغارُ الأماني ..
فيسري الوباءُ في شرايين ..
من أقسموا بالأرضِ ..
فنقشوا على جباهِهم
= مواطنٌ غيرُ صالحٍ=
للمواطنةِ مواصفاتٌ ..
فُصّلتْ على مقاسِ الجشعِ :
لا ترفض شيئا أبدا
روضْ عينيك على الغضِّ ..
ولسانَك على الصِّه =
فالطّاعةُ ترفعُ صاحبَها ..
إلى أعلى مراتبِ القهرِ :
اهجروا ما ارتفعَ
اقنعوا بما انخفضَ
وابتسموا في وجوهِ حكماءٍ
متلفّعينَ بعباءاتِ الظّلام !
تهتُ..
وتاه اليراعُ ..
بين الشّكِ واليقينِ ..
الارتيابِ والاغترابِ ..
المواطنةِ والمؤامرةِ ..
ومارسيلُ خليفةُ غير بعيدٍ يصيحُ
=أناديكم .. أناديكم..
أشدّ على أياديكم .. وأبوسُ الأرضَ
تحتَ نعالِكم .. وأقولُ أفديكم=
من يفدي من.. يا ذاكرةَ الوجع ؟
ونحن ذبالُ شمعٍ على شراشفِ الهزيمةِ ؟
لم علمتني كل هذا ؟
وأنتِ تعلمين ..
أن المنيّةَ تُصدّرُ عبرَ الأثير
الأفواه تقتاتُ التُّرابَ
والزُّجاجَ
تترنّحُ على أنغامِ هيفاء = بوس الواوا ..
قول الواوا بح=
مادامت الابتسامةُ في وجهِ أخيك المصلوبِ ..
تخفّفُ الوجعَ ..
وتسجّلُ لك حسنةً عند الله..
دعونا نبتسمُ ..
في وجهِ الماضي والآتي
نعلن ولاءنا لسدنةِ النّارِ..
لننالَ شفاعةَ الإعصار !