محمود علام *
( ثقافات )
احتفل الكاتب والفنان الفلسطيني ناصر السومي بتوقيع كتابه الجديد “فلسطين وشجرة الزيتون … تاريخ من الشغف” على هامش معرض الفنون التشكيلية الذي أقيم تحت شعار ” روح الفن العربي” واستضافته مساء أمس الأول قاعة الفنون في فندق “نون” في دبي بالتعاون مع مؤسسة انترناشيونال هاوس دبي.
و قال الكاتب في تصريح له عقب حفل توقيع الكتاب : نحن في فلسطين بحاجة إلى أن نرتبط ارتباطاعميقا بثقافتنا التي يسعى اليهود والصهاينة إلى طمسها في محاولة لا تعرف اليأس من قبل قياداتهم وزعمائهم يستهدفون منها تهويد وسلب كل شيء حتى التاريخ و الحضارة.
و أكد السومي أن للدول تاريخا مشتركا منذ الاف السنين مشيرا إلى انه وعلى الرغم من تعاقب الاحتلال على فلسطين فإن شجرة الزيتون تبقى صلب مشاعر الفلسطينيين.
وفي كتابه “فلسطين وشجرة الزيتون …تاريخ من الشغف” الصادر عن (دار النهار) والذي يضم (143) صفحة من القطع المتوسط طرح الكاتب أفكاراً تتعلق بتاريخ فلسطين مستلهماً ذلك من (شجرة الزيتون) التي هي رمز للشعب الفلسطيني و أيقونة تجسد معنى التصاق الجسد الفلسطيني بروح و تراب فلسطين باعتبارها شجرة مقدسة و رمزية تتداخل مع عناصر و مقومات و مضامين ذات صلة بالأمة الفلسطينية علاوة على أنها غرست في أرض فلسطين منذ نحو 5000 سنة.
و يتعرف القارئ من خلال الكتاب على تاريخ دولة فلسطين ابتداء من الحضارة الناطوفية مروراً بالكنعانية و الفينيقية والاغريقية والبيزنطية بينما يسرد الكاتب تاريخ الأرض عبر شجرة الزيتون.
أما المعرض الذي أقيم على هامشه حفل التوقيع فقد ضم 25 عملاً فنياً لعدد من الفنانين الإماراتيين والعرب منهم : اسماعيل الترك، فاتح المدرس، بول جيراجوسيان والدكتور خالد الجادر.
وحملت اللوحات المشاركة في المعرض روح الحكاية وعبق الماضي ونبضات الفن المعاصر التي توحدت جميعا لإبراز الثقافة العربية وتاريخ الدولة الاسلامية التي كان لها الأثر في ترك انطباع واضح في ذاكرة الفنانين ومخيلاتهم وهو ما عكسته أعمالهم المعاصرة التي جاءت منسجمة بعمق مع عنوان المعرض.
و في هذا السياق قالت الرئيس التنفيذي لـ«نون»، رشا المطوع «إنه لشرف كبير لنا أن نتعاون مع مؤسسة إنترناشيونال هاوس دبي، التي شاركتنا مجموعتها الفنية لتعرض في معرضنا لكي تصل إلى أكبر عدد من محبي الفن المقيمين في دبي أو الزائرين لها». مضيفة أن الغاليري يعتزم بعد هذا المعرض إقامة معارض دورية على مدار الأشهر المقبلة لكي نهدي محبي الفن في الإمارات متنفساً فنياً استثنائياً.
و نوهت المطوع إلى أن فندق “نون” ذو تصميم مختلف حيث شارك ثلاثة فنانين عرب معروفين عالميا، و متميزون بأساليبهم الفنية المستلهمة من الثقافة العربية الإسلامية، وبما جادت به مخيلتهم ، بوضع تفاصيل كل صغيرة وكبيرة في الفندق ابتداء من الأثاث والديكورات الداخلية، والزخارف، وبصمات الخطوط الزخرفية المطبوعة على زجاج النوافذ، وعلى جدران أروقة الفندق وممراته، وأخيرا اختيار اللوحات المناسبة لتأخذ مكانها في أنحاء الفندق، ومن أجل تحقيق أكبر قدر من التنوع تم تخصيص ثلاثة طوابق لكل من أعمال الفنانين علي حسن ـ قطرـ وخالد بن سليمان ـ تونس ـ ، أما الفنانة الإمارتية نجاة مكي فقد احتلت أعمالها أربعة طوابق هي الثاني، والخامس، والثامن، والحادي عشر.