إسلام أم تلمود يا داعش


د.موفق محادين*


اذا كان البغدادي “ابراهيم البدري” وتنظيمه داعش قد التقط نصا هنا او هناك وجرى تأويله كيفما اتفق حسب اهواء التنظيم ومشغليه، فان التاريخ الاسلامي حافل بعشرات النصوص والامثلة التي لا تحتاج لفقهاء ومتبحرين لهذه الدرجة.

ومما يورده الكاتب العراقي اليساري الراحل، هادي العلوي، على هذا الصعيد المقتطفات التالية:-

1.ما عرف به الخليفة العادل عمر بن الخطاب من تسامح في العقوبات الشرعية، وما روي عنه من حوادث واقوال تشير الى تجنبه سفك الدماء حتى في حدود الاختصاص الاسلامي ولا سيما ما ورد في طبقات ابن سعد..

2.نهي الفقهاء الكبار عن المثلة، فمن حديث اخرجه احمد بن حنبل في السنن، نصه “ما قام فينا رسول الله خطيبا الا امرنا بالصدقة ونهانا عن المثلة”، ومثله احاديث وردت عن طريق الشيعة، فيها رواية لليعقوبي تؤكد النهي عن التعذيب لاي سبب كان، وحديث في نهج البلاغة بالنهي عن المثلة ، واخر عن أئمة اهل البيت في معاقبة مرتكبي التعذيب بالسجن المؤبد.

3.الحديث النبوي “اعف الناس قتلة اهل الايمان”

4.كما اوردت مصادر الفقه والحديث قول النبي “ادرؤوا الحدود بالشبهات”، ويشتمل هذا الحديث على مبدأ قضائي مهم هو تفسير الشك لمصلحة المتهم، ويقول ابن حزم ان اشد الفقهاء قولا بمضمونه واستعمالا له هو ابو حنيفة واصحابه، ثم مالك، ثم الشافعي.

5.وحتى في حالات مثل عقوبة الجلد للعزاب، فقد وضعت للجلد شروط تخفف من اضراره هي:-

أ‌.ان يجلد بسوط خفيف بين الشدة واللين.

ب‌.ان لا يجرد من ثيابه الا ما كان منها ثخينا كالفرو.

ت‌.ان لا يضرب في الحر الشديد والبرد الشديد وانما عند اعتدال الهواء.

ث‌.تجنب المواضع المهلكة كالوجه والبطن.

ج‌.ان يضرب قاعدا مع عدم المد والغل والقيد.

ح‌.يجوز تقسيط الجلدات الى خمسة ايام.

6.ولنا ان نؤكد او نستنتج مما سبق ومما نرى على ايدي داعش اننا ازاء تأويلات تلمودية تحتفي بالقتل والذبح وتتسلل نصوصها الاجرامية عن الغوييم مقابل الشعب المختار، فيصبح كل مختلف كافرا “غوييم”، وتصبح داعش نسخة جديدة من الشعب المختار باسم الفرقة الناجية.

*العرب اليوم

شاهد أيضاً

الكاتب والكِتابة وأثر فيرتر

(ثقافات)  الكاتب والكِتابة وأثر فيرتر مصطفى الحمداوي يقول أومبرتو إيكو بإصرار لافت للانتباه: “لطالما افترضتُ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *